غارات وقصف متواصل على قرى وطرق الجنوب، تقوّض أمن السكان وتدمّر ممتلكاتهم وتخرق الهدنة المتفق عليها بين لبنان وكيان الاحتلال الإسرائيلي.
وأسفرت غارة على سيارة في طريق برج رحال - العباسية عن ارتقاء شهيد وإصابة آخر بعد استهداف بطائرة مسيّرة أدى، بينما ألقت طائرات مسيّرة قنابل صوتية على مبانٍ ومحيطها وتوغّل الجيش الإسرائيلي مفجِّراً منازل في مناطق مثل كروم المراح وميّس الجبل، ما يعكس نمطا متكررا من الاستهداف المباشر للمدنيين والبنى الحيوية.
إلى جانب الضربات الميدانية لم يسلم الكيان الإسرائيلي إلى الأن رده حول موضوع التفاوض، كما أن التهديدات السياسية والإعلامية تتواصل من قادة الاحتلال الذين يحذرون من أن صبر تل أبيب ينفد، وتناقش أوساط إسرائيلية خيارات عسكرية تشمل تكثيف الضربات ومن ثم انتظار موافقة الحكومة.
وفي السياق قال وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش إن النقاط الموجود فيها جيش الكيان جنوب لبنان لن يتم تسليمها حتى ولو سلّم حزب الله سلاحه، مضيفا أنه سيتم بناء مساكن عليها، معتبرا أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه لايساوي قيمة الورق والحبر المكتوب عليه. المعطيات هذه تزيد من تعقيد المشهد وتُعرض عملية التفاوض لانتكاسات محتملة ما لم تتوفر ضمانات لوقف الاعتداءات.
من الجانب اللبناني، أكدت مصادر رسمية أن لبنان وافق مبدئياً على مبدأ التفاوض لكن ضمن شروط واضحة تشمل وقف الاعتداءات، انسحاب القوات من النقاط المحتلة التي ارتفع عددها إلى ثمانية، تحرير الأسرى، وإعادة إعمار القرى المتضررة، مع توسيع آلية "الميكانيزم" لتضم خبراء ومدنيين تقنيين يتناسبون مع حاجة الجيش الذي يتولى التفاوض. وأكد الرئيس جوزاف عون أن خيار التفاوض خيار وطني جامع وأنه اختاره سبيلا لإنهاء الاحتلال داعياً المجتمع الدولي للضغط على الكيان الإسرائيلي. ونفى رئيس مجلس النواب نبيه بري مزاعم الاحتلال نقل السلاح من سوريا مؤكداً وجود آلية تفاوضية ملموسة.
على الصعيد البرلماني، دعا نواب في البرلمان الدولة لتحمّل مسؤولياتها السياسية والقضائية ورفع الصوت دوليا ضد اغتيال المدنيين، بينما رأى آخرون أن الاعتداءات تهدف لإفراغ الجنوب وتقويض قدرة لبنان محذّرين من مخاطر المشروع الإقليمي ومطالبين بوحدة وطنية لمواجهة العدوان.
المزيد في الفيديو المرفق.