ويفاقم الشلل السياسي والاقتصادي الانقسام بين الجمهوريين والديمقراطيين، ويهدد بتداعيات تطال حركة الطيران والمساعدات الاجتماعية لعشرات الملايين من الأمريكيين.
إغلاق حكومي شامل يشل الإدارات الفيدرالية في الولايات المتحدة منذ مطلع أكتوبر... مشهد سياسي مأزوم، واقتصاد على حافة الهاوية، وأمة تتجه نحو المجهول في واحدة من أكثر لحظات الانقسام حدة في تاريخها الحديث.
فشل الرئيس دونالد ترامب والديمقراطيين في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الأزمة، أبقى واشنطن عالقة في دائرة الجمود والمناورات السياسية، بينما تتزايد الضغوط الشعبية والاقتصادية يوما بعد آخر.
وفي خضم هذا الانقسام، تتبادل القوى السياسية الاتهامات... الديمقراطيون يحملون ترامب مسؤولية الإغلاق وتعطيل برامج الرعاية الصحية، بينما يصر الجمهوريون على تمرير مشروع قانون تمويل مؤقت دون شروط.
أما على الأرض، فيواجه أكثر من 750 ألف موظف فيدرالي واقع الإجازات القسرية غير المدفوعة، وسط تلويح رئاسي بتسريحات جماعية تزيد المشهد تعقيدا.
لكن تداعيات الإغلاق تجاوزت أروقة السياسة... فقد توقعت مصادر أن تأمر وزارة النقل بخفض الحركة الجوية بنسبة 10 في المئة في 40 مطارا رئيسيا بداية من يوم الجمعة، في حال عدم التوصل إلى اتفاق ينهي الإغلاق الحكومي.
الإغلاق أجبر أكثر من 13 ألف مراقبٍ جوي و50 ألفا من موظفي إدارة أمن النقل على العمل دون أجر، مما أدى إلى تعطل عشرات الآلاف من الرحلات الجوية وتأخير الملايين من المسافرين.
شركات الطيران حذرت من “فوضى عارمة” إذا استمر الإغلاق، بعدما بدأت أسهمها بالانخفاض وتزايدت حالات الغياب في مراكز المراقبة الجوية.
الأزمة لم تقف عند السماء... بل امتدت إلى موائد الأميركيين، فبرنامج المساعدات الغذائية المعروف بـ'سناب'، الذي يخدم أكثر من اثنين وأربعين مليون مواطن، توقف للمرة الأولى منذ ستة عقود.
عائلات فقيرة وأطفال وكبار سن وجدوا أنفسهم بلا دعم غذائي، يلجأون إلى بنوك الطعام والجمعيات الخيرية لتأمين لقمة العيش، فيما تحذر إدارة ترمب من تأخير وصول الإعانات لأسابيع.
ومع كل يوم إضافي من الشلل، تغوص أميركا أعمق في فوضاها... وتفقد شيئا فشيئا صورتها كقوة تقود العالم.