ففي مقابلة مع واشنطن بوست، أقر الجولاني بأن نزع السلاح جنوب دمشق صعب التنفيذ، معتبرا أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام فوضى أمنية جديدة، وتضع مسؤولية حماية المنطقة موضع تساؤل.
كما طلب إشراف القوات الأميركية المتواجدة في سوريا على دمج قوات سوريا الديمقراطية بالجيش، وهو ما يضع السيادة السورية تحت إشراف مباشر للقوى الأجنبية.
وفي وقت قال به الجولاني أن دمشق تجري مفاوضات مباشرة مع تل أبيب، وإن أي اتفاق يجب أن يتضمن انسحاب الكيان الإسرائيلي إلى خطوط ما قبل الثامن من كانون الأول/ديسمبر، أقر بأن دمشق لم ترد على آلاف الغارات الإسرائيلية التي أستهدفت مناطق واسعة في سوريا، بحجة إعادة البناء، بينما الحقيقة أن ذلك يظهر استسلاما جزئيا أمام أطماع الاحتلال.
شاهد أيضا.. حين يفتح ترامب الباب الخلفي للجولاني: واشنطن ترسم هوية جديدة لسوريا!
وأشار الجولاني إلى دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمساعيه. الأمر الذي يثير الشكوك حول استقلالية مواقفه، ويؤكد أن نهجه يضع مصالح القوى الأجنبية فوق مصالح الشعب السوري. كذلك، استخدامه قضية دمج قوات سوريا الديمقراطية كأداة لتوسيع النفوذ الأميركي على الجيش، يعد تهديدا لوحدة البلاد وأمنها.
في المحصلة، تظهر تصريحات أبو محمد الجولاني سياسة هجينة بين التفاوض المفرط مع الاحتلال وإعطاء أدوار للقوى الأجنبية، ما يضع السيادة السورية على المحك. وفي ظل هذه السياسة، يبدو أن مصالح دمشق الوطنية ليست الهدف الأول، بل أداة في لعبة أكبر تخدم أطرافا خارجية على حساب استقرار الدولة.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...