في مشهد سياسي يترقبه الداخل والخارج، يقف العراق أمام محطة مفصلية في مسار تجربته الديمقراطية، مع انتخابات برلمانية تعيد رسم موازين القوى وتظهر توجهات الشارع العراقي بعد أعوام من التحولات السياسية والأمنية والاقتصادية.
وفيما تترقب الأوساط إعلان النتائج النهائية، كشفت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عن نسبة مشاركة تجاوزت 55%، في مؤشر رأت فيه ارتفاعا واضحا في مستوى الإقبال الشعبي مقارنة بالدورات السابقة.
وبحسب المفوضية، بلغ عدد المصوّتين في الاقتراع العام أكثر من 10 ملايين و900 ألف ناخب من أصل أكثر من 20 مليونا، فيما وصلت نسبة التصويت الخاص بالقوات الأمنية إلى 82.6%، بمشاركة فاقت مليونا و400 ألف ناخب. كما سجل تصويت النازحين نسبة 77%، ليرتفع إجمالي عدد المشاركين في جميع المراحل إلى أكثر من 12 مليون ناخب من أصل 21 مليونا و400 ألف ناخب.
وفي سياق النتائج، تشير المعطيات الأولية إلى تقدم تحالف الإعمار والتنمية الذي يضم قوى داعمة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بعدما حصد المركز الأول في بغداد، وتصدر في محافظة بابل بحسب ما كشفه مصدر مطلع، ما يضعه في موقع متقدم على مستوى الكتل الكبرى.
وفي المقابل، تظهر التقارير الواردة من منطقة كردستان العراق تفوق الحزب الديمقراطي الكردستاني في محافظتي أربيل ودهوك، وفق نتائج محلية أولية، فيما تتواصل عمليات العد والفرز في باقي المحافظات بإشراف مباشر من المفوضية.
وعلى الصعيد الأمني، أكد رئيس اللجنة الأمنية العليا للانتخابات الفريق أول الركن قيس المحمداوي أن العملية الانتخابية جرت في أجواء آمنة ومستقرة، مشيرا إلى تسجيلِ أكثر من 132 مخالفة وصفها بغير المؤثرة، وقال إن الخطة الأمنية نفذت بنجاح كامل دون أي خروقات أو تعطيل لعملية الاقتراع.
وبين نسب المشاركة العالية وهدوء المشهد الأمني، تترقب الساحة السياسية العراقية إعلان النتائج النهائية التي ستحدد ملامح البرلمان المقبل ومسار المرحلة السياسية المقبلة.