وشدد الشيخ الخالصي على أن المشاريع الهادفة إلى نزع سلاح المقاومة أو خلق صراعات داخلية ليست سوى أدوات استعمارية تهدف لإضعاف الأمة والسيطرة على مقدراتها.
وتناول بالتفصيل خلفيات التحركات السياسية الأخيرة في المنطقة، متسائلاً: ما المقصود من إرسال المبعوثين إلى العراق وسوريا ولبنان وفلسطين؟ وما الذي يُراد تحقيقه من وراء هذه الزيارات؟
وأشار إلى أن أحد هؤلاء المبعوثين صرّح بوضوح في لبنان قائلاً: "نريد أن نسحب سلاح المقاومة بأي ثمن كان"، بل اعترف بأن خطتهم تقوم على تقوية الجيش اللبناني لجرّه إلى معركة داخلية مع المقاومة بهدف تجريدها من السلاح.
وأكد المرجع الخالصي أن الجيش والقوات المسلحة في لبنان أوعى من أن يقعوا في مثل هذه الخطيئة التي ستكون مميتة للجميع وخيانة للوطن.
وأضاف أن نفس المشروع يجري استنساخه اليوم في غزة وفلسطين والعراق، حيث يروجون لشعار: "حصر السلاح بيد الدولة"، وهو مبدأ صحيح إذا كانت الدولة وطنية كاملة السيادة، متبنيةً الدفاع عن الوطن.
أما أن يكون أول الطريق هو تسليم السلاح، فذلك يُعرّض الشعوب لخطر الفوضى والعدوان، كما حدث في مجزرة صبرا وشاتيلا التي سبقتها عملية تسليم السلاح.
وأشار إلى أن أكثر الجهات التي ترفع خطاب "استرجاع بغداد" أو "امتلاك بغداد لفئة دون أخرى"، انتهت إلى نتائج متراجعة.
وحذّر سماحته من أن مخرجات العملية السياسية المقبلة قد تكون متصدية بمقدار ما تقدمه من تنازلات للخارج، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية.
وشدّد على ضرورة أن تُطرح هذه الحقائق أمام الشعب، وخصوصاً الأغلبية الساحقة التي قاطعت الانتخابات، سائلاً: ماذا سينتج من هذه العملية بعد الخسائر المالية الكبيرة والمخالفات الواسعة؟
وتوقف المرجع الخالصي عند ما قيل مؤخراً عن مستقبل سوريا، حيث صرّح المبعوث الأمريكي بأن القوى المتصدية اليوم سيكون دورها تفكيك قوى المقاومة، وذكرها بالاسم: حماس، الجهاد الإسلامي، المقاومة الفلسطينية، وحزب الله، وأضاف إليهم الحرس الثوري الإيراني الذي يصنفونه "منظمة إرهابية".
وأوضح سماحته أن هذا الخطاب ينسجم مع الرؤية الأمريكية – الإسرائيلية، في الوقت الذي يقر فيه كبار الضباط في الجيش الأمريكي والجيش الإسرائيلي بأن جيشهم يُعد من أكبر المنظمات الإرهابية في العالم. ومع ذلك، تُتهم الجهات التي تدافع عن أوطانها ظلمًا وعدوانًا بالإرهاب.
وأكد أن الإرهابي الحقيقي هو المعتدي الذي يسعى للهيمنة والسيطرة وسرقة ثروات الشعوب، وليس من يدافع عن نفسه ووطنه وكرامته.