ولفت مراسلنا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف منازل لمواطنين في طير فلسي، بما في ذلك منزل يعود لرئيس بلدية طير فلسي، وهو موظف رسمي في الدولة. كما حصل صباحًا استهداف لأمين صندوق بلدية الطير، وهو موظف حكومي رسمي.
وأضاف مراسلنا أنه أُصيب أكثر من عشرة طلاب جامعيين وتلامذة مدارس كانوا يستقلون حافلتهم متجهين إلى جامعاتهم ومدارسهم. وقبل ذلك، كان هناك استهداف لأحد المنازل في أطراف بلدة بريدا بغارة جوية دمرته بالكامل.
ونوّه إلى أنه سبق هذه الاعتداءات اعتداءٌ سافر على مخيم عين الحلوة عند الساعة التاسعة والنصف من مساء أمس، مما أدى إلى استشهاد أكثر من أربعة عشر شخصًا بحسب بعض الإحصاءات، فيما تشير إحصاءات أخرى إلى ستة شهداء، بالإضافة إلى أكثر من ثلاثين جريحًا وتدمير المنشأة الرياضية المستهدفة، وهي ملعب مغلق لكرة القدم المصغرة. لافتًا إلى أن هذه الاعتداءات تأتي في سياق القتل المتنقل من بنت جبيل إلى بليدا وإلى العديد من القرى، عبر استهداف المواطنين في سياراتهم أو منازلهم.
وحول رد الفعل الرسمي اللبناني على هذه الغارات وخرق الاتفاق، نوَّه مراسلنا إلى ما طالب به رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل قليل، حين قال إن الدولة مطالبة بدعوة مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة عاجلة لإدانة الاعتداءات الإسرائيلية وتجريم الاحتلال الإسرائيلي. وقد أصدر حزب الله بيانًا قال فيه إن على أركان الدولة أن يدركوا أن أي تهاون أو تنازل أمام الرغبات والإملاءات الأمريكية التي تصب في مصلحة الكيان الإسرائيلي سيزيد هذا الكيان عدوانية ووحشية، مطالبًا بأن الواجب الوطني يقتضي في مثل هذه الظروف موقفًا موحدًا للتصدي لكل هذه الاعتداءات الإسرائيلية.
شاهد أيضا.. مجزرة عين الحلوة: قصف إسرائيلي لخلط الأوراق ودفع لبنان نحو التصعيد
كما لفت مراسلنا إلى أن نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أدان أيضًا هذه الاعتداءات، ورئيس الجمهورية تحدث عن الاعتداءات المستمرة، بالإضافة إلى العديد من البيانات المستنكرة التي ندّدت بكل هذه الاعتداءات، والتي وصفتها بأنها لم تكن لتحصل لولا نوع من التقصير أو عدم التأثير من قبل الدول الضامنة للقرار 1701، وأيضًا لجنة الآلية التي لا تحرك ساكنًا خلال فترة عملها، والتي اقتصر عملها على تعداد الخروقات التي بلغت أكثر من 5700 خرق جوي على الأراضي اللبنانية.
وفيما يتعلق بوضع سكان الجنوب اللبناني في الأيام المقبلة، خاصة مع دخول فصل الشتاء وهم خارج منازلهم ومناطقهم وممتلكاتهم التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي، أوضح مراسلنا أن هذا الموضوع جزء من الأهداف الإسرائيلية للضغط على البيئة اللبنانية وعلى لبنان بشعبه ومقاومته وحتى حكومته. فعندما تتأخر عودة هؤلاء، من شأن ذلك أن يحدث نوعًا من البلبلة التي يريدها الكيان الإسرائيلي.
ونوّه مراسلنا إلى أن هؤلاء الناس الذين خرجوا من منازلهم وقراهم بفعل التدمير الكامل لهذه القرى، بقوا في أطراف هذه القرى وفي القرى المجاورة، ومصممون على أن تبقى هويتهم لبنانية وخياراتهم خيارات مقاومة. وهذا ليس مجرد شعارات، بل ما نلمسه دائمًا عندما نقوم بجولات على هذه القرى والبلدات الأمامية. لافتًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يريد أن يبقى هؤلاء ليشكلوا ورقة ضغط على الداخل اللبناني، إلا أن الأمور تأتي عكسية بوجه الاحتلال الإسرائيلي: مزيد من التمسك بخيار المقاومة، ومزيد من التمسك بالسيادة الوطنية، ومزيد من التمسك بالأرض.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...