شيفرة..

تحالفات بعد الانتخابات العراقية، والمدمرة الإيرانية"ديلمان"والعقل الإجرامي الاسرائيلي "الكرياه"

الإثنين ١٧ نوفمبر ٢٠٢٥
٠٩:٥٠ بتوقيت غرينتش
تواصلت في العراق الانتخابات التي أسفرت عن مفاجآت سياسية، وسط حملات دعائية وتشويش سياسي ومحاولات للمال السياسي الفاسد، لكنها لم تمنع الناخب العراقي من التعبير عن إرادته وتغيير المشهد السياسي وفق اختياراته.

وفق النتائج الأولية، يتصدر الإطار التنسيقي المشهد السياسي بحصوله على الأغلبية، فيما يبقى رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني في مقدمة المرشحين. وقد حصدت فصائل المقاومة نحو 50 مقعداً في البرلمان، ما يعكس دعم الناخبين لنهج المقاومة رغم التدخلات الخارجية، بحسب تصريحات الفريق الركن عبد الكريم خلف من بغداد.

الانتخابات العراقية والنتائج الأولية

أكد الخبير الأمني والاستراتيجي، الفريق الركن عبد الكريم خلف أن عملية إعلان الأسماء لا تزال مبكرة، وأن المصادقة على النتائج من قبل المحكمة الاتحادية ضرورية، رغم تطابقها بنسبة 100% بين الفرز اليدوي والإلكتروني.

وأشار الفريق خلف إلى أن القوى المدنية والمستقلين لم يحققوا نتائج مهمة، بينما عززت فصائل المقاومة تمثيلها البرلماني، حيث حصلت: عصائب أهل الحق على 28 مقعداً و المجاهد شبل الزيدي على 10 مقاعد وأحمد الأسدي على 6 مقاعد ليصل المجموع الكلي إلى 50 مقعداً، ما يعكس دعم الناخبين لنهج المقاومة رغم التدخلات الخارجية.

وشدد الفريق خلف على أن الإطار التنسيقي يمتلك المرونة اللازمة لتشكيل الحكومة الجديدة بسرعة، وأن الحديث عن عدم رغبتهم في تجديد ولاية السوداني مجرد تكهنات، مؤكداً أن القرار النهائي بيد الإطار التنسيقي وليس لأي قوة خارجية.

التحالفات والمشهد السياسي القادم

المرحلة الحالية في العراق لا تزال محصورة في المفاوضات وتشكيل التحالفات قبل الانتقال إلى طرح الأسماء وتسمية رئيس الوزراء الجديد.

تُظهر المعطيات أن الإطار التنسيقي يمتلك الأغلبية اللازمة للسيطرة على البرلمان الجديد، ما يسهل تشكيل الحكومة بسرعة ويقلل فرص أي خلافات داخلية كبيرة بين الأطراف المشاركة.

في المقابل، لم تحقق القوى المدنية والمستقلين نتائج مهمة، فيما عززت فصائل المقاومة مكانتها، ما يشير إلى استمرار دعم الشعب العراقي للنهج المقاوم أمام الضغوط والتدخلات الخارجية.

الفريق خلف شدد على أن الحكومة الجديدة ستكون الأسرع في التشكيل مقارنة بالدورات السابقة، نظراً لتوافق القوى داخل الإطار التنسيقي وقدرتها على المناورة مع الأطراف الأخرى بما يشمل الكرد والسنة.

المدمّرة الإيرانية "ديلمان": مدينة مسلحة عائمة فوق البحار

في فقرة قدرات محور المقاومة، أشار الخبير الأمني والاستراتيجي، الفريق الركن عبدالكريم خلف، الی أن المدمّرة الإيرانية «ديلمان» تمثّل قفزة نوعية في القدرات البحرية للجمهورية الإسلامية، وتُعدّ مدينة مسلحة عائمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

ديلمان.. المدمّرة الخامسة ضمن "مشروع موج"

وقال الفريق الركن خلف:"المدمّرة ديلمان هي الخامسة ضمن الأسلحة البحرية الإيرانية، وتأتي استمرارًا لمشروع "موج" الذي يهدف إلى تطوير أسطول حديث بقدرات ذاتية".

وأضاف أن هذا المشروع شمل سابقًا المدمرات «جماران» و«دماوند» و«سهند» و«دنا»، مشيرًا إلى أن «ديلمان» تعد الأقرب إلى «دنا» من حيث المواصفات التقنية والتسليحية، لكنها تتفوق عليها في أنظمتها التكنولوجية الجديدة.

وأوضح خلف أن السفينة يبلغ طولها نحو 95 متراً وعرضها 11 متراً، وقد أُنجزت بإشراف القيادة البحرية الاستراتيجية الإيرانية ومجمع الصناعات البحرية، مؤكدًا أنها تضم أكثر من 80 بحاراً و64 عنصراً من القوات الخاصة البحرية، إضافة إلى منصة لهبوط المروحيات.

تكنولوجيا متقدمة.. وإدارة إلكترونية للأسلحة

وبيّن الخبير العسكري أن المدمّرة تحتوي على 78 نظامًا إلكترونيًا متخصصًا في الاتصال والتمييز بين الأهداف البحرية والجوية، مضيفًا:"التحكم في الأسلحة داخل ديلمان يتم بشكل كامل عبر أنظمة رقمية متكاملة يديرها ضباط ومهندسون، وتشمل أسلحة الدفاع الجوي وصواريخ سطح–سطح وأنظمة مكافحة الغواصات".

وأشار إلى أن المدمّرة مزوّدة بنظام دفع رباعي يمنحها سرعة تصل إلى 56 كيلومتراً في الساعة (نحو 26 عقدة بحرية)، وقادرة على إطلاق طوربيدات واستهداف أهدافاً جوية بسرعة ما بين 4000 إلى 7000 اطلاق في الدقيقة على الأهداف الجوية.

كما تحتوي – بحسب خلف – على ثلاث منظومات دفاع جوي فعالة مداها يتراوح بين 200 و300 كيلومتر، وتستطيع رصد أكثر من 100 هدف وتدمير 13 هدفًا في آن واحد.

وأضاف:"ديلمان تملك منظومة متكاملة لملاحقة الأهداف وتمييزها على مسافات واسعة جدًا في محيط الإبحار، إضافة إلى أنظمة متطورة للرصد وتحديد الأهداف المعادية والتمييز بينها وبين الصديقة".

قدرات حرب إلكترونية متقدمة

وشدد الفريق الركن عبدالكريم خلف على أن المدمّرة الجديدة مزوّدة بأنظمة حرب إلكترونية محلية الصنع ذات مدى طويل وقدرة تدميرية عالية، موضحاً:"الهدف منها هو التشويش على الرادارات التي تستهدف السفينة، مع قدرة على تدمير الإشارات الموجّهة نحوها ومنعها من العودة إلى الرادارات المعادية".

وأشار إلى أن تصميم الهيكل الخارجي جرى بطريقة تمنحه بصمة رادارية منخفضة، ما يقلّل احتمالية اكتشافها، لافتًا إلى أن أجهزة التشويش تتحكم أيضًا في عمليات إطلاق النار بالتزامن مع العمل الإلكتروني الدفاعي والهجومي.

وأوضح أن داخل السفينة نحو 4000 هوائي موزّعين على الأجنحة والمقدمة والمؤخرة، ما يعكس مستوى التطور في البنية التقنية للاتصالات، مؤكداً:"هذه التقنية تجاوزت الجيل الرابع وربما وصلت إلى مصاف الجيل الخامس في الصناعات البحرية العسكرية".

مشروع موج.. الأضخم في الشرق الأوسط

وتحدث الفريق الركن خلف عن مشروع "موج" قائلًا:"انه واحد من أضخم المشاريع البحرية في المنطقة، يشمل تصنيع ما بين 67 و100 سفينة عسكرية ودورية، بالإضافة إلى نحو 2600 زورق صاروخي تابع للحرس الثوري".

وأوضح أن هذه الزوارق تمتاز بسُرعة هائلة وقدرة على الهيمنة الساحلية في دقائق معدودة، وهي تستخدم لمواجهة الأهداف البحرية المفاجئة، مؤكدًا أنه لا توجد دولة في الشرق الأوسط تمتلك أسطولًا بهذا الحجم أو المستوى التقني المتكامل.

إيران الأولى إقليمياً والسادسة عالمياً في الحرب الإلكترونية البحرية

وفي تقييمه لمكانة إيران البحرية، قال الفريق الركن عبدالكريم خلف:"من حيث الحرب الإلكترونية البحرية، إيران اليوم رقم واحد في الشرق الأوسط، متقدمة على السعودية ومصر من حيث القدرة والفاعلية التكنولوجية".

وأضاف أن البحرية الإيرانية تحتل المرتبة السادسة عالمياً في مجال الحرب الإلكترونية، موضحاً أن التطوير الإيراني لم يقتصر على البحر فحسب، بل شمل أيضاً أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي التي تطورت بشكل غير مسبوق بعد أحداث 13 حزيران الأخيرة.
وأشار إلى أن الجمهورية الإيرانية أنتجت أكثر من خمس منظومات دفاع جوي جديدة تستخدم تقنيات الحرب الإلكترونية المتقدمة.

السونار المحلي... عين في أعماق البحر

واختتم الفريق الركن عبدالكريم خلف توضيحاته بالإشارة إلى أن المدمّرة "ديلمان" مزوّدة بسونار محلي الصنع متطور جداً، يعمل بالموجات فوق الصوتية القادرة على اختراق المياه لمسافات عميقة:"هذا السونار يمكنه رصد الغواصات في البحر وتوجيه الأسلحة المناسبة ضدها، ويُعد من أفضل أنظمة السونار في البحريات العالمية، مما يمنح إيران تفوقًا في مجال الدفاع البحري تحت الماء".

كرياه

الكرياه؛ العقل المدبر الإسرائيلي الذي ضربته إيران

في ملف رصد، تطرق برنامج شيفرة الی منطقة اسرائيلية تسمی بالـ"كرياه"، وهي المنطقة التي تضم مقر وزارة الدفاع في الكيان الإسرائيلي، وقاعة "حفرة" المحصنة تحت الأرض. هذه المنطقة تضم أيضًا العديد من المنشآت العسكرية والحكومية البارزة في الكيان.

وانتشرت صوراً من الكيان الاسرائيلي تُظهر اختباء نتنياهو في "الحفرة" أو موقعه المخصص خلال قصف المقاومة اللبنانية لصواريخ استهدفت "كرياه" لعقد اجتماع طارئ.

تاريخ الإنشاء والرمزية

تاريخيًا، "كرياه" هي جزء من مستعمرة "سارونا" التي أنشأها فرسان الهيكل الألمان في القرن التاسع عشر، قبل مصادقة الجمعية العامة على خطة تقسيم فلسطين عام 1947. مؤسسات الاستيطان اليهودي، برئاسة ديفيد بن جوريون، أنشأت هذه لجنة طوارئ لتأسيس نظام حكومي تمهيدًا للإعلان عن إقامة الكيان. بعد إعلان قيام الكيان عام 1948، رفع جنود هاغانا علم إسرائيل في "سارونا"، واختارت لجنة الطوارئ قطعة أرض منها لتكون المقر المؤقت للحكومة، وأطلقت عليها اسم "كرياه".

تضم المنطقة عدة منشآت حكومية كبيرة، منها مقر القيادة العامة والتي تسمی أيضاً بمقر إسحاق رابين (الرئيس الأسبق للكيان، الذي تم اغتياله بعد اتفاقية اوسلو).

وتعتبر الكرياه، "عاصمة الاحتلال العسكرية" والتي تسمی بـ"بنتاغون إسرائيل"، وهي قلب القيادة العسكرية لدولة الاحتلال الاسرائيلي.

العمق الاستراتيجي والمرافق المحصنة

في أعماق كرياه، تحت الأرض، توجد قاعة محصنة لإدارة الحروب الكبرى والأزمات، مُصممة لمواجهة الهجمات الصاروخية والكيميائية والنووية. يُستخدم هذا المركز لإدارة الحروب الكبرى، وهو مزود بأنظمة اتصالات مشفرة وشاشات متابعة للأقمار الصناعية، ويتمتع بالقدرة على إدارة الجيش بالكامل في حال تدمير المقرات العلوية.

الأهمية الاستراتيجية والدلالات

تتمتع "الكلية" بأهمية استراتيجية وعسكرية وأمنية قصوى، ولها أهمية رمزية خاصة في الوعي الإسرائيلي باعتبارها "خط الدفاع الأخير عن إسرائيل".

إقرأ ايضاً.. الاعلام العبري يفضح قادة الاحتلال.. الكابينت سيجتمع في "الحفرة"

الاستهداف الإيراني

استهداف إيران لهذا الموقع تحديدًا له دلالات بالغة الأهمية، حيث أثبتت الصواريخ الإيرانية قدرتها على الوصول إلى أي هدف حساس داخل الكيان وتجاوز كافة طبقات الدفاع الجوي. وقع الاستهداف الإيراني خلال اجتماع عُقد على مستوى عالٍ ضم رئيس الوزراء نتنياهو، ووزير الحرب، وقيادات أمنية وعسكرية رفيعة المستوى.

تشير تقارير صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن الاجتماع كان يُعقد في العمق داخل "الحفرة" أو القاعة المحصنة. في المقابل، أشارت تقارير أمريكية إلى أن الصواريخ ضربت مقر وزارة الحرب الإسرائيلية بالفعل، وذكرت صحيفة "هآرتس" أنه دُمر خلال الاستهداف تسعة مبانٍ بشكل كامل وتضررت مئات الشقق والمركبات.

سوابق الاستهداف

من الجدير بالذكر أن كتائب القسام أجرت عام 2014 مناورات جوية فوق مبنى وزارة الحرب في الكرياه باستخدام طائرات "أبابيل 1". كما قصف حزب الله "كرياه" عام 2020، مما يمثل الذكرى السنوية الأولى لتلك الضربة.

خلاصة الرمزية

إن استهداف هذا الموقع تحديدًا له بعد مهم جدًا، وقد وصلت الرسالة للكيان، خاصة وأن هذه المواقع سرية جدًا حتى أن المحيطين بها لا يعلمون ما بداخلها، والمعلومات عن هذه الغرفة المحصنة تقتصر على القيادات العليا فقط. هذا يشير إلى حجم كنز المعلومات الذي تمتلكه القيادة الإيرانية، والذي استُغل جزء منه بشكل مُوجع ومفاجئ للكيان وللولايات المتحدة خلال حرب الـ 12 يومًا. ولهذا، تشير تحليلات إلى أن الكيان والولايات المتحدة لن يقوما بمغامرة عسكرية، وأن أي عدوان أو مشاكسات ستكون بشكل مختلف.

0% ...

آخرالاخبار

الاحتلال يرتكب 7066 انتهاكا بحق فلسطينيي الضفة والقدس في نوفمبر


قتلى وجرحى باشتباكات مسلحة غرب طرابلس في ليبيا


قبائل جبل راس والعدين ومقبنة في الحديدة تُعلن النفير العام


العراق:جدل سياسي بعد إدراج حزب الله وأنصار الله على قائمة الإرهاب


تفكيك خلية ارهابية غرب العاصمة طهران


البحرية الأمريكية تؤكد انضمام مدمرة إلى قواتها في منطقة البحر الكاريبي


بقائي: العقوبات القسرية أحادية الجانب جرائم ضد الانسانية


بالفيديو ... موكب سيارات يرفع أعلام حزب الله يجوب شوارع في بغداد​


إيرواني: الإجراءات القسرية أحادية الجانب انتهاكٌ لحقوق الإنسان والحق في التنمية


الرئيس بزشكيان يغادر محافظة كهكيلويه وبوير أحمد عائدا إلى طهران