من أروقة مجلس الأمن إلى أروقة الاتحاد الأوروبي، قرارات متتالية عنوانها غزة. فقد أقر الاتحاد الأوروبي اليوم مقترحاً يقضي بتدريب ثلاثة آلاف عنصر من الشرطة الفلسطينية في إطار خطة أوروبية تهدف إلى تجهيز قوة أمنية قوامها ثلاثة عشر ألفاً، يمكن نشرها لاحقاً داخل قطاع غزة لضمان وجود شريك محلي يمكن التنسيق معه على الأرض في حال دخول قوات دولية.
وقالت كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي :"تقضي الخطة بتدريب ثلاثة آلاف شرطي فلسطيني لتأمين الحدود والقيام بالمهام الأمنية المعتادة في أي دولة. وبما أننا ندعم حل الدولتين، فهذا يعني أنه يجب أن تكون هناك دولتان، ويعني أيضاً أن الفلسطينيين يجب أن يكونوا هم من يقودون العمليات التي تجري في فلسطين.
وعلى مقربة من اجتماع وزراء خارجية أوروبا، عُقد مؤتمر المانحين الدولي بحضور رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، الذي جاء متعهداً بسلسلة إصلاحات لدفع الاتحاد الأوروبي لإعادة فتح قنوات الدعم المالي للسلطة الفلسطينية، وتمكينها بالتالي من لعب دور إداري وأمني في غزة مستقبلاً.
وقال جان نويل بارو وزير خارجية فرنسا:" رئيس الجمهورية أعلن عن إنشاء لجنة مشتركة لدفع عملية الإصلاح الدستوري والمؤسسي للسلطة الفلسطينية، بهدف إصلاحها وتعزيزها بحيث تتمكن في الوقت المناسب من تولي مسؤولياتها في إدارة غزة".
شاهد أيضا.. حماس تدعو لإدراج الاحتلال في ’قائمة العار’ لانتهاكه حقوق الأطفال
وقال انطونيو تاجاني وزير خارجية إيطاليا: "لقد أبدينا استعدادنا الدائم لأن نكون طرفاً فاعلاً فيما يتعلق بإعادة الإعمار، وأمس تحدثت مطولاً مع وزير الخارجية المصري حول المؤتمر الذي سيُعقد في القاهرة الشهر المقبل، وتحدثنا أيضاً عن استعداد إيطاليا للمشاركة في تدريب الشرطة الفلسطينية. يمكننا القيام بذلك في الأردن أو مصر."
الخطوتان الأمنية والمالية تُقدمان دولياً على أنهما جزء من رؤية أوسع لما بعد الحرب في غزة، لكن حركة حماس لم تُبدِ أي قبول بوجود قوات دولية، واعتبرت قرار مجلس الأمن وصاية أجنبية مرفوضة. وبالتالي، فإن أي حضور أمني في قطاع غزة قد يصطدم بالقوى الفاعلة هناك، ما لم يسبق ذلك اتفاق سياسي شامل يحدد مستقبل الحكم في القطاع وآليات التنسيق الأمني فيه.
الاتحاد الأوروبي يخطط والسلطة تستعد، ولكن التنفيذ في غزة هو ما سيحدد شكل المرحلة المقبلة، وما إذا كانت هذه الجهود ستُكلل بالنجاح أم ستصطدم بالواقع. فكل ما يُناقش في الغرف المغلقة قد يبقى معلقاً إذا لم يُحسم سؤال من يحكم غزة، وكيف ستتعامل الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس مع أي وجود أمني أو دولي على أرض قطاع غزة.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...