ويؤكد القائمون على البرنامج أن تعلم الطفل لأساليب السؤال والتأمل والتحليل ضروررة تربوية في عالم سريع التغير.
ويوضح رئيس مركز بحوث الأطفال والتربية في المعهد د.سعيد ناجي لقناة العالم: "بدأ العمل في مجال الفلسفة للأطفال قبل نحو ثلاثة عقود، وتحول هذا المشروع تدريجيا إلى برنامج معترفا به يملك تخصصا جامعيا ومجلة علميا ومجموعة واسعة من الكتب والمناهج، يستهدف الأطفال من ما قبل المدرسة حتى نهاية سن المراهقة، وينمي فيهم مهارات الحوار والتفكير النقدي والإبداعي والمشاركتي."

وأضاف أن: "هذا النمط من التربية يصنع جيلا قادرا على النظر من زوايا متعددة وفهم العالم واتخاذ قرارات أفضل مقارنة بالأساليب التقليدية.. الفلسفة للأطفال مشروع يبني جيلا يفكر لا جليلا يلقن، جيلا يسأل ويحلل ويسهم في صناعة مستقبل أكثر نضجاً."
ويقول د.نور الدين محمودي عضو الهيئة التدريسية في معهد العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية في طهران إن الفلسفة للطفل تعطيه فرصة ليسأل ويستكشف، ولتصبح معارفه مبنية على الفهم والمعنى لا على الحفظ والطاعة.
ويضيف محمودي لكاميرا العالم: "حين نتحدث عن الطفل فنحن نعده لمسرح الحياة، حيث يحتاج إلى مهارات يتعلمها في جمع وحوار، في منهج الفلسفة للطفل نجعل الأطفال يجلسون في حلقة للنقاش.. يسألون، يبحثون، ويحولون المفاهيم المجردة إلى معنى شخصي، نستخدم القصة لأنها لغة الطفولة، تحرك الخيال وتصنع التحدي والسؤال، وعندما نوفر بيئة آمنة للحوار والخطأ ننمي الثقة بالنفس والتفكير النقدي ومهارات حل المشكلة، وهي أساسيات لحياة ناضجة ومسؤولة."

من جانبه قال لنا الأستاذ الجامعي د.روح الله كريمي إن الفلسفة للأطفال تحول الصف إلى فضاء للحوار والتفكير وتعيد للطفل صوته وحقه في أن يفهم ويسأل ويبدع.
ويؤكد كريمي: "الفلسفة للأطفال برنامج إبداعي يمزج بين الفلسفة والتربية وفهم عالم الطفولة، يهدف إلى إنزال الفلسفة من بروجها العالية إلى حياة الناس، ويعتبر الطفل كائناً يمتلك علما ذهنيا خاصا لا مجرد متلقي سلبي، يدعو هذا البرنامج إلى التعليم القائم على الحوار لا على الحفظ، وإلى تنمية مهارات التفكير النقدي والإبداعي والمشاركتي، ليستطيع الطفل مواجهة مستقبل متغير بثقة وقدرات على اتخاذ القرار."

وتشير الدراسات الحديثة في إيران إلى أن الفلسفة للطفل لا تساعد فقط على تطوير مهارات التفكير بل تعزز أيضا القدرة على التواصل وحل المشكلات بطرق إبداعية ويشارك الأطفال في أنشطة عملية تشمل الألعاب الفلسفية وسرد القصص وتمثيل المواقف الأخلاقية لتعزيز فهمهم لمفاهيم مثل العدالة والحرية والمسؤولية.
الفلسفة للأطفال في إيران ليست مجرد تعليم بل هي استثمار في مستقبل واعد، هذه المبادرات تبني جيلا مفكرا واعيا قادرا على مواجهة تحديات الغد بثقة وحكمة.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..