أوضح خلف أن "الصاعقة" هي طائرة قتال متوسطة المدى، قادرة على العمل على مسافة تصل إلى 500 كيلومتر، وتتميز بإمكانية استعادتها بعد إطلاقها، مما يتيح لها تنفيذ مهام جوية تستهدف أهدافاً محددة بدقة عالية باستخدام صواريخ مشابهة لصواريخ "هيل فاير" الأمريكية.
تقنية التخفي والانتشار الواسع
أشار خلف إلى أن هذه الطائرة مبنية على الهندسة العكسية للطائرة الأمريكية RQ-170 التي سيطر عليها سابقاً حرس الثورة الاسلامية وهي سليمة. وأكد أن هيكلها مصنوع من مواد ماصة للموجات الرادارية، مما يجعل بصمتها الرادارية "شبه معدومة"، مشابهاً في التصميم الهندسي الطائرة B-2 العملاقة.
بالإضافة إلى مهامها القتالية، تستخدم "الصاعقة" كطائرة استطلاع مزودة بمتحسسات وكاميرات ليلية ونهارية وحرارية، كما تعمل كـ"طائرة قيادة وسيطرة جوية" لنقل المعلومات مباشرة لغرف العمليات، مما يسرع من اتخاذ القرارات المناسبة في المعارك البرية والبحرية والجوية. وقد نجحت هذه الطائرة بشكل كبير في سوريا باستهداف شخصيات ومقرات هامة تابعة لتنظيم داعش بفضل دقة صواريخها.
دور الصاعقة في العمليات المركبة وتقنية الذكاء الاصطناعي
ولفت الخبير الأمني إلى أن الطائرة تشكل "حجر الزاوية" في العمليات متعددة المهام، حيث تستخدم أحياناً لتوجيه "الضربة الختامية". ويدخل في استخدامها الحديث دمج الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن استخدام سرب من 3 أو 4 طائرات أو أكثر لتحليل الأهداف في الجو ومنح غرف العمليات القدرة على اختيار "الهدف الأثمن" وتحقيق خسارة فادحة للعدو.
من ناحية الأداء، تمتاز الطائرة بالسرعة والدقة؛ حيث يمنحها محركها التوربيني النفاث قدرة على الارتفاع إلى حوالي 30,000 قدم وسرعة تبلغ 350 كيلومتراً في الساعة، مع مدى طيران يصل إلى خمس ساعات على محيط 500 كيلومتر. هذا يسمح لها بالتحليق حول الهدف لمدة طويلة لاستخراج بيانات محدثة باستمرار.
التكلفة والمستقبل
وأوضح خلف ان سبب ارتفاع كلفة الطائرة نسبياً هو ارتفاع تقنياتها، بما في ذلك امتصاص الموجات الرادارية ووجود "حوامل مخفية" للقنابل الذكية ذات الوزن العالي والقوة التدميرية الكبيرة. وأشار إلى أن المستقبل يكمن في دمج خوارزميات الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر على متن الطائرة لتعزيز قدرة غرف العمليات على الاختيار التكتيكي للأهداف.
واختتم بالإشارة إلى أن المطورين يرون أن مستقبل هذه الطائرة سيكون جزءاً مهماً من "حرب المعلومات وحرب الاستخبارات" في ظل التطورات، وأن هناك نسخاً مستقبلية أكبر وأسرع قيد التطوير من قبل الصناعات الجوية الفضائية الإيرانية.