وأوضح خلف أن تصميم “كمان 22” جاء نتاجاً لتطوير إحدى الطائرات الأمريكية من طراز MQ‑9 التي تمكن حرس الثورة الإسلامية من السيطرة عليها. وأضاف أن هذه الطائرة الأمريكية ذاتها تُعد من أغلى الطائرات الإلكترونية في العالم، إذ تتراوح كلفتها بين 12 و20 مليون دولار، مشيراً إلى أن الإيرانيين استخدموا الهيكل نفسه تقريباً لكنهم أدخلوا عليه تعديلات جوهرية مستفيدين من خبرتهم في إسقاط عدد من هذه الطائرات سابقاً، بما في ذلك إحداها التي جرى إنزالها داخل إيران وتفكيكها لأغراض الدراسات التقنية.
وبيّن أن “كمان 22” صُممت لتحمل أوزاناً ثقيلة، وهي الآن مزوّدة بمنظومات حرب إلكترونية ومعدات تشويش واستطلاع وتحديث أهداف تساعد طائرات أخرى في المهمات القتالية، فضلاً عن وسائل خاصة لضرب الأهداف. وأشار إلى أن الطائرة تحتوي على سبع نقاط تعليق أسفل البدن، تمكنها من حمل صواريخ عالية الدقة وضرب أهداف محددة بدقة كبيرة، كما تستطيع حمل ذخائر متنوعة بوزن إجمالي لا يتجاوز 300 كيلوغرام.

وأكد خلف أن الطائرة تتمتع بقدرة تحليق مستمر لمدة 24 ساعة وفي ارتفاع يصل إلى 15 كيلومتر، وهو رقم نادر في فئة المسيرات. وقال إن المسيرة تصل الی مدی 3000 کيلومتر ولاتوجد مسيرة تستطيع الطيران لهذا المدی ومسيرة کمان 22، هي الوحيدة التي وصلت الی هذا المدی. هذا المدى الطويل يجعلها قادرة على أداء مهام الاستطلاع والاتصال والرصد والدفاع الإلكتروني على مسافات تتجاوز ما اعتادت عليه أنظمة الطائرات من دون طيار في العالم.
وأضاف الخبير أن “كمان 22” تحمل معدات تشويش متطورة تعيق عمل الرادارات والموجات الكهرومغناطيسية، ما يجعل رصدهـا أمراً بالغ الصعوبة، خصوصاً عند تشغيل منظومات التشويش بكامل طاقتها. وأوضح أنها قادرة على تنفيذ مسح للأهداف على بعد يصل إلى 3000 كيلومتر وضربها بدقة، بفضل نظام قيادة وتغذية معلوماتي متكامل من الأرض والفضاء والجو، ما يمنحها مرونة عالية حتى في ظروف التشويش المكثّف.
ويرى الفريق خلف أن الإيرانيين نجحوا في إنتاج طائرة منخفضة الكلفة عالية الإمكانيات، إذ لم تتجاوز كلفة تصنيعها مئات الآلاف من الدولارات، أقل من مليون دولار، بينما تقابلها في الجانب الأمريكي طائرة بكلفة تترواح بين 12 الی 20 مليون دولار رغم امتلاكها تجهيزات أقل في بعض النواحي.
وبيّن أن “كمان 22” تُصنف ضمن منظومات المهام المتعددة، فهي تجمع بين وظائف القتال، والاستطلاع، ورصد الأهداف، وجمع المعلومات، في طائرة واحدة كبيرة الحجم قادرة على أداء عمليات متكاملة.
وعن منظومة الحرب الإلكترونية في الطائرة، أوضح خلف أن “كمان 22” مزوّدة بجهاز “الشهيد باقري” المضاد للتشويش، الذي يعمل ضمن منظومة حرب إلكترونية متكاملة. وأكد أن عمل هذه المنظومة لا يقتصر على التشويش على الرادارات، بل يشمل التشويش على أقمار الاتصالات أيضاً.
وأشار إلى أن الجهاز عندما يُفعّل يقوم بجمع المعلومات التي تحتاجها الطائرة ويعمل في الوقت نفسه على تعطيل الوسائل المعادية وتضليلها، ما يسمح للطائرة بالطيران بأمان داخل الأجواء المهددة. وأضاف أن هذه المنظومة تجعل من “كمان 22” منظومة دفاعية وهجومية قادرة على حماية نفسها ذاتياً أثناء الطيران.
وأوضح خلف أن الطائرة تمتلك مدى غير مسبوق لم تصل إليه حتى الآن الدول المتقدمة في صناعة المسيرات؛ فالولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا تحتل المراتب الأولى في هذا المجال، تليها الصين، بينما تبقى روسيا حديثة العهد. ورأى أن أيّاً من هذه الدول لم تحقق بعد مدى “كمان 22”.

وفي ختام حديثه، قارن بين “كمان 22” والطائرة الأمريكية MQ‑9، مبيناً أن الأخيرة تُستخدم عادة لأغراض الاستطلاع البحري ضمن القطع الأمريكية المنتشرة حول العالم، ولا تستخدم لأعمال قتالية مباشرة، بعكس الطائرات الإسرائيلية “هرمز 900” التي تجمع بين الاستطلاع والقتال ولكن بمدى محدود.
أما الطائرة الإيرانية “كمان 22” – كما أكد خلف – فقد جمعت قدرات الطرازين الأمريكي والإسرائيلي معاً، وأضافت إليهما منظومة حرب إلكترونية كاملة تتيح لها حماية نفسها أثناء تحليقها في المناطق البعيدة التي قد تتعرّض فيها لتهديدات متعددة، من خلال التشويش على الرادارات والموجات الكهرومغناطيسية الكبرى التي يمكن أن يستخدمها العدو في محاولات إسقاطها.