رحيل "عاشق صفورية"

   رحيل
الإثنين ٠٣ أكتوبر ٢٠١١ - ٠١:١٥ بتوقيت غرينتش

توفى الشاعر الفلسطيني الكبير طه محمد علي الذي حمل لقب "عاشق صفورية" عن عمر ناهز ال 80 عاما الاحد وشيع جثمانه في مدينة الناصرة في اليوم نفسه.

وترك طه محمد علي مجموعة من الدواوين التي ترجمت الى عدة لغات والعديد من القصص القصيرة.

ولد الشاعر الفلسطيني في قرية صفورية قضاء الناصرة عام 1931 ونزح مع اهله في نكبة عام 1948 الى لبنان. وما لبثت عائلته ان عادت ادراجها الى البلاد.

وعاش طه محمد علي ونشأ في مدينة الناصرة حيث منعت السلطات الاسرائيلية اسرته من العودة الى قرية صفورية التي تم تهجير اهلها وهدمها وزرع الاشجار الحرجية في قسم كبير منها وبناء بلدة "تسيبوري" اليهودية على انقاضها.

و لم ينه دراسته الثانوية، وانخرط في الحياة العملية مبكرا ولكن  ترجمت دواوينه الى عدة لغات منها الانكليزية .

وقال الشاعر سعود الاسدي من مدينة الناصرة :"طه محمد علي هو صديق العمر، وعايشته بصداقة جميلة قرابة خمسين سنة نقية مثل النيشان الابيض، هو انسان صادق ويتمتع بذكاء متقد، عندما اتحدث عنه اتحدث عن قطعة من قلبي ومن جسدي".

واضاف سعود الاسدي : "ازعم بانه خريج مدرسة الكاتب الفرنسي جي دي موباسان في سخريته، عندما كتب شعره كان يروي قصة في قصيدته، واعتمد الشعر الحديث وهذا النوع من الشعر اذا ترجم لا يفقد ميزته الادبية".

وقال الاسدي: "ان محتوى شعره انساني يرصد الناس البسطاء التي تخرج من مجالسها ويصوغ قصة بقصيدته مثل قصيدة -عبد الهادي يحارب دولة عظمى- يتحدث فيها عن وصول بحارة مدمرة انكليزية الى شواطىء حيفا بعد ان انتصروا في الحرب العالمية الثانية".

 ويضيف: "وعندما يلتقي بهم عبد الهادي الانسان العربي البسيط يهلل لهم ويريد اطعام البحارة من اكله، دون ان يدرك انهم بحارة الدولة التي اصدرت وعد بلفور، ويسخر الشاعر طه محمد علي  في هذه القصيدة من العربي البسيط الذي يجهل لمن يريد تقديم اكله".

ولفت مسعود الاسدي: "ان الشاعر طه استفاد من الشاعر ابو العلاء المعري بسخريته الفلسفية واطلع على الوجودية من خلال الفيلسوف والكاتب الفرنسي جان بول سارتر، وعندما قدم سارتر لزيارة الناصرة التقى معه وتناقش معه في كتاباته".  

وبنى "شاعر صفورية" نفسه بناء ثقافيا متينا جدا، فاخذ يكتب قصة ثم قصيدة نثرية يلقيها في مجالس الادب، حتى اشتهر ودعي لالقاء شعره في كبرى العواصم.

 

 

?

?