تصاعدت الانتهاكات الإسرائيلية في محافظتي القنيطرة ودرعا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، حيث نفّذت قوات الاحتلال سلسلة واسعة من التحركات العسكرية داخل الأراضي السورية، شملت توغلات برية، قصفاً مباشراً، تفتيشاً للمنازل، اعتقالات، إقامة حواجز مؤقتة، وتحركات جوية مكثفة للطائرات الحربية والاستطلاعية.
وبحسب توثيقات المرصد السوري لحقوق الإنسان، سجّلت القوات الإسرائيلية منذ الأول من تشرين الثاني أكثر من 70 توغلاً في قرى وبلدات عدة، أبرزها الصمدانية الشرقية، أوفانيا، معرية، العجرف، جباتا الخشب، بريقة، بئر عجم، الحانوت، عين البيضة، كودنة، أم باطنة ومناطق أخرى تقع على خطوط الفصل.
وتنوّعت الخروقات بين: تحركات برية لرتل دبابات وآليات ثقيلة داخل القرى السورية. حملات تفتيش واعتقال طالت مدنيين في معرية وخان أرنبة وصيدا الجولان. إقامة حواجز مؤقتة وتدقيق للهويات وتفتيش المركبات. تجريف أراضٍ زراعية وإقامة سواتر في مناطق بريقة والحانوت. قصف مدفعي مباشر طال محيط تل أحمر والقرى القريبة من خط وقف إطلاق النار. تحليق مكثف للطيران الحربي والمسير في أجواء الجنوب السوري. قطع الإنترنت في بعض المناطق تزامناً مع توغل القوات.
كما شهدت منطقة تل أحمر في القنيطرة انتشاراً علنياً للدبابات الإسرائيلية ورفع العلم الإسرائيلي فوق مواقعها، في خطوة عدّها السكان المحليون تصعيداً نوعياً يؤشر لمزيد من التوتر على الحدود.
وفي الوقت الذي يتواصل فيه هذا التصعيد، لم يصدر عن الحكومة السورية أي موقف أو رد يمنع القوات الإسرائيلية من التوغل داخل الأراضي السورية، فيما يعيش الأهالي حالة من القلق المتزايد نتيجة مضاعفة الاعتداءات والاستفزازات العسكرية اليومية.
من جانبه، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مواصلته توثيق جميع الانتهاكات الإسرائيلية في الجنوب السوري، مجدداً دعوته للمجتمع الدولي والأطراف المعنية للتحرك الفوري لوقف الخروقات المتصاعدة وحماية المدنيين من تداعيات هذا التصعيد، محذراً من مخاطر استمرار الصمت الرسمي.