كولومبيا اصبحت صهيونية مع تواجد اسرائيلي مكثف

كولومبيا اصبحت صهيونية مع تواجد اسرائيلي مكثف
الإثنين ٠٣ أكتوبر ٢٠١١ - ٠٤:٠٠ بتوقيت غرينتش

أخذ الاسرائيليون يحتلون مساحات واسعة في أميركا اللاتينية، وهم جاؤوا الى كولومبيا حيث أدى الحضور الاسرائيلي الكثيف فيها إلى تحول جديد جعل البلدان المجاورة تنظر اليها بقلق.

 بدأت الصناعات العسكرية الاسرائيلية في كولومبيا منذ زمن بعيد، وهي أداة تعتمدها الامبريالية الأميركية لتسليح العصابات المعادية لحركات للثوارفي كولومبيا وأميركا اللاتينية. 

وحضر أعداد من اسرائيليين وجنرالات الجيش الاسرائيلي إلى كولومبيا منذ ثمانينيات القرن الماضي ولعبوا دورا فاعلا في دوائر السلطة الكولومبية كالقوات المسلحة والمجموعات الاقتصادية وحتى أخذوا يشكلون عاملا أساسيا في تأسيس المجموعات والعصابات المسلحة الخارجة عن القانون بحيث كان الاسرائيليون يدربونهم على القدرة اللازمة على تصفية الآخر ولأعمال القتل والاغتيالات والتصفية الجسدية والابتزاز حتى اصبح لكولومبيا دور يشبه لاسرائيل في هذا الجزء من العالم.

وما زالت قضية جاير كلاين وغيره من المرتزقة الاسرائيليين تتفاعل في كولومبيا حتى اليوم لحمياتهم من قبل السلطات الاسرائيلية التي ترفض تسليمهم إلى القضاء الكولومبي. وقد خرج عدد من التظاهرات الاحتجاجية بهذا الصدد أمام سفارة الكيان الصهيوني في العاصمة بوغوتا.

وتشمل سلسلة الاتفاقيات الموقعة من تحت الطاولة بين كولومبيا والكيان الصهيوني تعزيز الصناعات العسكرية لتبلغ أحجاما تتناسب مع السياسة المشتركة بينهما.

وتحولت وزارة الدفاع الكولومبية منذ أواسط السبعينات إلى محطة انطلاق لدعم الدكتاتوريات العسكرية في كل من نيكاراغوا وبوليفيا وتشيلي وغيرها من تلك الدول التي تلقت أسلحة وأدوات تعذيب اسرائيلة وتلقت تدريبات على الحروب القذرة في الكيان الصهيوني. ولكن كولومبيا كانت الأسوأ سمعة في هذا المجال، حيث تلقت في السبعينات طائرات خاصة بالمظليين، وطائرات عسكرية أخرى. وفي الثمانينيات تلقت بنادق خفيفة من نوع جليل بعياراتها المختلفة، ومنها بنادق جليل آسي. ثم تبعت ذلك بصفقة من اثني عشر طائرة كفير سي اثنين، وأخرى لتحويل طائرات ميراج إلى كفير سي اثني عشر باضافة بعض التعديلات عليها. وبعد ذلك بدأت الصناعات العسكرية الكولومبية إندوميل بانتاج بنادق جليل الرشاشة.

توج ذلك بفضيحة أثيرت في كولومبيا حول بندقية كي 47 التي رفضها جيش الاحتلال الاسرائيلي فبيع ترخيصها إلى المصانع الكولومبية رغم الخلل المعلن والواضح في تصميمها وأدائها القتالي. ومع ذلك تصدر شركة اندوميل للصناعات  العسكرية الكولومبية هذه النوع من البنادق إلى أكثر من خمسة عشر بلدا في العالم.

تشير بعض المصادر في بوغوتا أن الوحدات الجوية الكولومبية تعتمد كليا في الاشراف التشغيل والصيانة على المتعاقدين الاسرائيليين، وتؤكد أن شركة "Israel Trading corporation"  إيريس، هي المرجع الصهيوني الأول أمام السلطات الكولومبية منذ عقد الثمانيات. وهي تلعب دورا رئيسا في صفقات الأسلحة القانونية أو الجارية في السوق السوداء. بالاضافة إلى شركة سي إس تي غلوبال الناشطة في أرجاء القارة الجنوبية والتي تولت تدريب المرتزقة في نزاعات دولية مختلفة.

كما أثارت وسائل الاعلام المحلية تدخل عناصر اسرائيلية جلبتها سي إس تي غلوبال لتساهم مباشرة بعدد من عمليات الاغتيال والتصفيات الجسدية  التي استهدفت زعماء الحركات السياسية والتقدمية في كولومبيا، سعيا منها لتغيير موازين القوى الداخلية من اجل استمرار  تواجدها في هذا البلد.

وحصد الصهاينة من تدخلهم في نزاعات كولومبيا أرباحا طائلة، وهي أرباح تتعدى قيمة الصفقات العسكرية المعقودة مع هذا البلد لتبلغ مستوى حصة كبيرة من ثرواته الخيّره حيث بلغ الزحف الاقتصادي الصهيوني في كولومبيا مستوى استملاك مؤسسات وطنية استراتيجية منها شركة زيوت كراسكو ومصرف بانكولومبيا، وشركة طيران أفيانكا وغيرها. كما عمل الصهاينة مؤخرا على افلاس شبكة الفنادق حتى تمكنوا من احتكار هذا القطاع بكامله، كما أنهم وكالعادة تمكنوا من الهيمنة على وسائل الاعلام.

تطل كولومبيا على شواطئ المحيطين الهادئ والأطلسي، ولها حدود شمالية مع باناما، وجنوبية مع البيرو والاكوادور وفنزويلا والبرازيل. يزيد عدد سكانها عن ستة وأربعين مليون نسمة. تعتبر الرابعة اقتصاديا في أميركا الجنوبية بعد البرازيل والأرجنتين والمكسيك. وهي من أكبر منتجي المخدرات في العالم، كما تعاني من حرب أهلية طاحنة يزيد عمرها عن ستة عقود.

وقابل مراسل قناة العالم الدكتور نبيل خليل مع عدد من الصحفيين و السياسيين الكولومبيين حيث ابدوا آرائهم في هذه المجال.

وابدى الصحفي والباحث الكولومبي سيزار استرادا برأيه قائلاً : أدى الحضور الاسرائيلي الكثيف في كولومبيا إلى تحول جديد جعل البلدان المجاورة تنظر اليها من وجهة مختلفة.فمنذ ثمانينيات القرن الماضي جاءت أعداد من جنرالات الجيش الاسرائيلي إلى كولومبيا لتدريب العصابات المسلحة الخارجة عن القانون. كما هو حال جايي كلاين، المعروف في العالم أجمع باعتباره أحد أكبر أساتذة المجرمين القتلة الذين اجتاحوا كولومبيا من أدناها إلى أقصاها، وقد دربهم على التقنيات الاسرائيلية، درب القتلة الذين شكلوا الأجيال الأولى من العصابات المسلحة الخارجة عن القانون في منطقة مجدالينا الكولومبية. وهناك أشرطة مسجلة تستعرض التدريبات التي منحت من قبل هذا المرتزق الاسرائيلي إلى القتلة الكولومبيين.

واضاف ألفريدو سيرانو  الكاتب والصحفي الكولومبي : يقال أنه في فترة حكم ألفارو أوريبيس، تحولت كولومبيا إلى ما يشبه دور اسرائيل في هذا الجزء من العالم. لهذا أخذت تثير القلق الواضح في البلدان المجاورة، وهو قلق صريح، وقد بدأنا نسمع الكثير من التعليقات حول هذه الظاهرة  في أي من بلدان أميركا اللاتينية.  

وتابع : من المهين أن نجبر على التظاهر أمام السفارة الاسرائيلية في بوغوتا كي نطالب بقضية يصبو إليها ضحايا الجرائم المرتكبة في كولومبيا خلال تلك المرحلة المخيفة التي أثارها جاير كلاين.

انهم يتحكمون بثروات طائلة لا يمكن اختراقها ويسيطرون على المصادر المالية الخاصة بالدولة الكولومبية ذاتها. وكما يتساءل المثل الشعبي هنا: من يستطيع مراقبة المحافظ؟ ذلك أنه ليس في كولومبيا سلطات قادرة، خصوصا وأنهم يدركون السلطة على مستوى القضاء والشرطة حتى في الكونغريس الكولومبي.

واوضح : هي أشبه بمافيات الجريمة المنظمة، تتحكم بقطاعات واسعة، مجموعة منها تسيطر على وسائل الاعلام والاتصالات، والجهة الأكثر أهمية لتحكمها بمبالغ مالية هائلة، وهي وزارة الدفاع الكولومبية، يمكن القول أنها مافيا من نوع آخر، يجري التحكم بها في ظلام حالك، وهكذا تجد في كل من قطاعات البلد مجموعات تهيمن بسبل غامضة، تثير الكثير من الريبة، حتى يبلغ المرء مستوى يتساءل فيه، كيف يمكن لبلد مثل كولومبيا أن يبقى على قيد الحياة؟؟

وقال دومينغو توبار/ النقابي والسياسي الكولومبي : تشعر الحكومة الكولومبية بالارتياح لرفض اسرائيل تسليمه. الحكومات في كولومبيا والجيش والقوات المسلحة الكولومبية والشرطة لا يعنيهم مجيء ذلك السيد، لأنه جاء ضمن سلسلة اتفاقيات توقع من تحت الطاولة في العالم بين كبار المنتهكين لحقوق الانسان.

واضاف : تعتبر الولايات المتحدة  من كبرى الدول التي تمنح التراخيص لتصنيع الأسلحة وتصديرها وهي تجري اتفاق لصفقات مباشرة مع اسرائيل، وبموجبها تقوم اسرائيل بعقد صفقات مباشرة مع كولومبيا.

وتابع : لا يعني ذلك أن كولومبيا ستنافس اسرائيل على أسواقها في الشرق الأوسط أو أميركا الوسطى، بل يعني ازالة العراقيل من أمام تشريع انتاج أسلحة تلعب دورا في النزاعات الدائرة في العالم. كما هو الحال في كولومبيا حيث لدينا نزاع مسلح داخلي، ينبع من ظروف اجتماعية واضحة، وبالتالي يحتاجون إلى تعزيز صناعة الحرب.

وقال أليهاندرو شوشوغا/ الناشط السياسي الكولومبي : الاسرائيليون يقومون بتصدير العصابات المسلحة  إلى هندوراس وبوليفيا والاكوادور وفنزويلا وغيرها لتلعب من هناك دورا تصفية أو كبح وخنق مساحات المواجهة المحتملة مع الامبريالية وسياساتها الاقتصادية.

واضاف : أخذ الاسرائيليون يحتلون مساحات واسعة في أميركا اللاتينية، بشعورهم بأهمية دورهم هنا، وأنه لا بد من وجودهم وسط العمليات الكفاحية التي تشهدها المنطقة.

وتابع : الاسرائيليون هم في كولومبيا تحديدا لا يقتصرون مهماتهم منذ فترة على لعب دورا فاعلا في دوائر السلطة الكولومبية كالقوات المسلحة والمجموعات الاقتصادية فحسب بل أخذوا يشكلون عاملا أساسيا في تأسيس العصابات المسلحة الخارجة عن القانون.

واوضح : مع الاعلان عن خفض مستوى المواجهة في النزاع الكولومبي أخذوا يشكلون مجموعات مسلحة غير قانونية كوسيلة تمكنهم من غسل أيديهم من الجرائم والقول أنها لا ترتكب على أيدي القوات المسلحة الرسمية للدولة، بل ترتكبها مجموعات مسلحة ترتبط بالجيش بعلاقات غير معلنة.

واردف : تعتبر كولومبيا بلا شك البلد الذي يلعب دور اسرائيل في هذا الجزء ممن العالم، إذ يمكن لكولومبيا من هنا أن تصدر أعدادا لا تحصى من القتلة والعصابات المسلحة إلى أي مكان من العالم وهم مدربون ومستعدون للحرب.

أي أنهم أفرادا يتمتعون بالتدريب والخبرة اللازمين والتاريخ الحافل بالتجارب الحربية والقدرة على تصفية الآخر دون وعي أو ضمير، هي عناصر قتالية دربت وجهزت لأعمال القتل والاغتيالات والتصفية الجسدية والابتزاز.

وقال ألفارو انريكي سكوبار/ الناشط السياسي الكولومبي : نستطيع رؤية كولومبيا تلعب دور اسرائيل  في أميركا اللاتينية لأننا لا نكتفي اليوم بتصدير المخدرات، بل نصدر كذلك مجموعات مسلحة هي عصابات خارجة عن القانون، يعرفون في بلدنا بالقتلة.

واضاف : نرى مثالا على ذلك بما حصل في هندوراس من انقلاب ضد الرئيس المخلوع مانويل سيلايا حيث عملت مجموعات مسلحة كولومبية وما زالت تعمل حتى الآن في هندوراس على اغتيال الصحفيين والمسئولين النقابيين.

وتابع : بدأت الصناعات العسكرية الاسرائيلية في كولومبيا منذ زمن بعيد، وهي أداة تعتمدها الامبريالية الأميركية لتسليح العصابات المعادية لحركات للثوارفي كولومبيا وأميركا اللاتينية. 

واوضح : نعلم أن في بلدنا مجموعات من الاسرائيليين تقوم بمهمات استخباراتية وتدريبية للوحدات العسكرية في بلدنا، كما نعلم، ونحن على معرفة وثقة تامة أنه لولا مشاركة الجيش الاسرائيلي وقواته الخاصة العاملة في بلدنا والقوات الخاصة للجيش الأميركي، لما تمكنوا أبدا من المساس بالصف الأول من قيادات الحركة الثورية في كولومبيا.

*مراسل قناة العالم الدكتور نبيل خليل?

تصنيف :