صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أماطت اللثام عن مكالمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، بحثا خلالها إمكانية إجراء اجتماع في الولايات المتحدة في ظل حشد عسكري ضخم في البحر الكاريبي.
ورفض البيت الأبيض التعليق على تقرير نيويورك تايمز، الذي أشار إلى أن وزير الخارجية ماركو روبيو شارك في المحادثات الهاتفية.
يأتي هذا بينما تبرر الولايات المتحدة نشر أكبر حاملة طائرات في العالم قرب فنزويلا بهدف مكافحة تهريب المخدرات دون تقديم أي دليل يثبت أن الزوارق التي دمرتها والتي تجاوز عددها 20 زوراقاً منذ أيلول/سبتمبر الماضي في ضربات أوقع 83 شخصا، مرتبطة فعلياً بتجارة المخدرات.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه الخارجية الأميركية إدراج جماعة كارتل "الشمس" التي تزعم أنها تدار من قبل الرئيس مادورو ومسؤولين فنزويليين، على قائمة التنظيمات الإرهابية الأجنبية أكدت فنزويلا أنها لا تعترف بوجود هذا الكارتل على أراضيها، واصفة الخطوة الأميركية بالذريعة للتدخل في شؤون البلاد ونافية الاتهامات الأميركية بشكل مطلق، معتبرة أن الهدف الأميركي هو إسقاط النظام في فنزويلا.
لكن المفارقة الكبرى ظهرت عندما أعلن ترامب عزمه منح عفو كامل عن رئيس هندوراس السابق خوان اورلاندو هرناندز المحكوم بالسجن 45 عاما في الولايات المتحدة نفسها بتهم الاتجار وتهريب مئات الأطنان من المخدرات والأسلحة
ففي حين تواصل واشنطن على شيطنة كاركاس واتهامها بإدارة شبكات تهريب، تمتد يد البيت الأبيض لتبرئة أبرز المتهمين في المنطقة بجرائم مماثلة، في خطوة تعكس معايير انتقائية تعتمد على الولاء السياسي لا على سيادة القانون.
كما يتضح التناقض في دعم ترامب العلني للمرشح الهندوراسي نصري عصفورة مع تهديد ترامب بقطع المساعدات الأميركية إن لم يفز المرشح المفضل لديه، وهو ما يكشف مرة أخرى استخدام ملفي الديمقراطية والمخدرات كأدوات ضغط تخدم المصالح السياسية لا المبادئ التي تدعي واشنطن الدفاع عنها.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..