يشكل هذا الحدث منصة للحوار بين صُنّاع السينما وفرصة لعرض تجارب مبتكرة تعكس تطور الفن السابع، من خلال أعمال تحمل رسائل إنسانية عميقة، مما يعزز مكانة المهرجان بين أبرز المهرجانات الدولية.
وقال أمين المهرجان، روح الله حسيني، لقناة العالم:"يشهد هذا العام حضورًا لافتًا مع أكثر من 200 ضيف أجنبي من صُنّاع السينما، ومن أصل 45 فيلمًا مشاركًا، تسعة فقط إيرانية، فيما تنتمي باقي الأعمال لبلدان متعددة، أما التحكيم فيجري عبر أربعة أقسام رئيسية يشارك فيها 13 حكمًا أجنبيًا إلى جانب خمسة حكام إيرانيين".
بين عروض الأفلام وحيوية المشاركين، يواصل مهرجان فجر الدولي ترسيخ دوره كمنصة تجمع الفن والثقافة والرسائل الإنسانية.
ويبرز ضمن أقسام المهرجان قسم "الزيتون المكسور" المخصص للأعمال التي تتمحور حول فلسطين وقصص الصمود، عبر أفلام تقدم الروايات الإنسانية تحت نيران الحرب. يشكل هذا القسم مساحة فنية لنقل الحقيقة وتأكيد حضور سينما المقاومة في قلب المهرجان.
وقالت جنان آل عيسي وهي عضو الجمعية العامة للسينما العمانية:"في مهرجان فجر الدولي، هناك تواجد جميل للقضية الفلسطينية وأيضًا للمواضيع المرتبطة بها، وهناك تفاعل أيضاً من الجمهور الحاضر، فهي تُعد بادرة جميلة من المهرجان لتسليط الضوء على هذه القضية العربية التي يعني بها ويهتم بها العالم أجمع".
وعلى هامش المهرجان، يبرز معرض "رواية السلام" للصورة الفوتوغرافية، نافذة فنية على الحروب والمقاومة، مقدّمًا رؤية إنسانية لأمل يتجدد رغم الألام. يضم المعرض مختارات من بين ثلاثة آلاف صورة تجسد وقائع الحرب الإسرائيلية على إيران ومعركة غزة ولبنان برواية تنبض بالصمود.
وقالت سميرة بن سودة وهي منتجة جزائرية:"الجمهورية الإسلامية الإيرانية من الدول الإسلامية الأولى التي آمنت بالسينما كقوة ناعمة وطبّقتها. إيران موجودة بطريقة تعكس نظرة إيجابية جدًا، وبما يخص السينما الإيرانية، فهي في السنوات الأخيرة حصلت على جوائز كبيرة في أكبر المهرجانات العالمية، ويكفيها هذا شرفاً".
بين تنوع الأفكار والتجارب، يواصل مهرجان فجر السينمائي الدولي في شيراز ترسيخ مكانته كجسر حضاري يجمع المبدعين من مختلف الدول، حدث يؤكد أن السينما ما تزال لغة قادرة على بناء جسور التواصل بين الشعوب وصناعة مستقبل أكثر وعيًا وجمالًا.