وبحسب القناة 12 الصهيونية، فإن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية رصدت ما وصفته بزيادة "مقلقة للغاية" في تواصل جنود وطلاب وأكاديميين وتجار مع أطراف إيرانية، مؤكدة أن هؤلاء تعاونوا في تنفيذ مهام معلوماتية مقابل مبالغ مالية.
ويأتي هذا الاعتراف ليؤكد عجز المنظومة الأمنية الإسرائيلية عن وقف تمدد النفوذ الإيراني داخل عمق الأراضي المحتلة.
هذا التطوّر دفع عمدة مدينة بات يام، وبناءً على طلب مباشر من جهاز "الشاباك"، إلى إصدار بيان استثنائي دعا فيه سكان المدينة ممن لديهم تواصل مع جهات إيرانية إلى الاعتراف قبل مواجهتهم "عواقب خطيرة" – في خطوة اعتبرها مراقبون دليلاً على حالة الهلع التي أصابت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
وأوضح العمدة تسفيكا بروت أن الشاباك حذّره من تزايد التحركات الإيرانية الرامية إلى توسيع دائرة النفوذ الاستخباراتي عبر إغراء أفراد بعروض مالية أو عبر مهام بسيطة المظهر مثل نقل طرود أو جمع معلومات. وكشف أن عشرات السكان حالياً على تواصل فعلي مع أطراف إيرانية.
وتعترف هذه الوسائل الإعلامية بأن إيران نجحت في بناء شبكة اتصالات مباشرة داخل الأراضي المحتلة، وهو ما تحوّل – وفق توصيف إعلام العدو – إلى "تحدٍّ خطير" أمام أمن تل أبيب.
وكانت مصادر إسرائيلية قد أقرت قبل نحو أسبوعين بفتح نحو 50 ملف تجسس خلال الأشهر الأخيرة، بينها 5 تتعلق مباشرة بجنود في جيش الاحتلال، ما يعكس تصدّعاً متصاعداً داخل المؤسسة العسكرية الصهيونية.
كما كشفت التقارير عن قضية الجندي رافائيل روڤيني (21 عاماً)، الذي قالت إنه تواصل مع عميل إيراني وأرسل له صوراً وفيديوهات لموقع سكنه ومحطات حافلات ومراكز تسوق إضافة إلى صورة بطاقة هويته العسكرية ومعلومات عن القاعدة التي يخدم فيها.
واعتُبر هذا الاختراق بالغ الحساسية لأن روڤيني كان يخدم في قاعدة سلاح الجو الإسرائيلي الاستراتيجية في "هاتزريم".
وأقرت القناة 15 الإسرائيلية بأن المعلومات الإيرانية تسللت إلى قواعد عسكرية رئيسية للكيان، مؤكدة أن روڤيني تعاون لفترة طويلة مع جهات إيرانية، بل وأبدى استعداده لمواصلة ذلك مقابل المال.
ويرى محللون أن هذه المعطيات تؤكد تعاظم نفوذ الاستخبارات الإيرانية داخل عمق الكيان، مقابل انكشاف متزايد لقدراته الدفاعية، في وقت تتسع فيه حالة القلق داخل إسرائيل من تنامي ظاهرة التعاون مع طهران بين صفوف الجنود والأكاديميين والسكان.