وأكد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول أن ألمانيا “ليست في موقع تلقي التعليمات أو النصائح من الخارج”، مشددًا على أن حرية التعبير والحقوق المدنية شأن داخلي بحت، ولا يمكن إدراجها تحت أي استراتيجية أجنبية.
وأوضح أن النموذج الديمقراطي الألماني “ليس موضوعًا للتقييم أو المراجعة من أي دولة كانت”.
ويأتي هذا الموقف في ظل تصاعد التوتر غير المعلن بين أوروبا والولايات المتحدة، بعدما حملت استراتيجية ترامب الجديدة خطابًا ينتقد الواقع الأوروبي، ويدعو إلى تعزيز ما وصفه بـ“المقاومة الداخلية” للسياسات الأوروبية الراهنة.
وترى برلين أن المساس بقيم أساسية مثل حرية التعبير يمثل تجاوزًا للخطوط الحمراء السيادية، خاصة وأن هذه القيم شكلت أساس الدولة الألمانية الحديثة بعد الحرب العالمية الثانية.
ويزداد المشهد الأوروبي تعقيدًا مع الضغوط السياسية والاقتصادية التي يواجهها الاتحاد الأوروبي، سواء بسبب الحرب في أوكرانيا، أو المنافسة المتصاعدة مع الصين، أو تنامي التيارات اليمينية داخل القارة.
ويشير محللون إلى أن الرد الألماني يعكس توجهًا أوروبيًا نحو تعزيز الاستقلالية السياسية ووضع حدود واضحة تمنع أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية، في ظل توقعات بأن تشهد مرحلة ما بعد الانتخابات الأميركية المقبلة إعادة رسم للعلاقات عبر الأطلسي.