جاء ذلك في تصريح لاثنين من كبار أعضاء مجلس الشيوخ الروسي يوم الاثنين في موسكو، خلال اجتماع مع إبراهيم عزيزي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي، وكاظم جلالي، السفير الإيراني في موسكو، وفرشاد إبراهيم بور نور آبادي، عضو مجموعة الصداقة البرلمانية الإيرانية الروسية بمجلس الشورى.
*كاساتشوف: العقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، والمستندة إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 ، قد انتهت
وفي إشارة إلى دخول المعاهدة الاستراتيجية الشاملة بين طهران وموسكو حيز النفاذ بعد الإجراءات القانونية للتصديق على هذه الاتفاقية في البلدين، قال نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي في هذا الاجتماع: إن العلاقات الثنائية بين طهران وموسكو اليوم في أعلى مستوياتها.
وأكد كاساتشوف أن هذه المعاهدة رفعت مستوى العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية والاتحاد الروسي إلى مستوى أعلى بكثير، واعتبر دعم البلدين لمواقف بعضهما البعض في المحافل الدولية سبيلاً لتعزيز التعاون في هذا الإطار.
وأدان السيناتور الروسي البارز، مساعي الغرب العدائية تجاه إيران، وقال: "نعتقد أن العقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، والمستندة إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 الصادر في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2025 ، قد انتهت، وأن أي جهود تبذلها الدول الأوروبية لإعادة فرض هذه العقوبات باطلة".
وأضاف كاساتشوف: "على الرغم من اتخاذ خطوات في المفاوضات مع الولايات المتحدة لحل النزاع الأوكراني، فإن روسيا تدرك تماماً آفاق علاقاتها مع الغرب، وبالنظر إلى التحديات الإقليمية والدولية، بما في ذلك في الشرق الأوسط والقوقاز وأمريكا الجنوبية، فإنها تدعو إلى تعزيز التعاون متعدد الأطراف لمواجهة هذه التحديات".
كما رحب نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي باقتراح إبراهيم عزيزي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي، لتعزيز العلاقات البرلمانية في إطار ثلاثي بين إيران والصين وروسيا.
*عزيزي: المعاهدة الاستراتيجية الشاملة أساس لخطة جديدة للتعاون وتطوير التفاعلات بين إيران وروسيا
من جانبه أشار رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي خلال هذا الاجتماع إلى المعاهدة الاستراتيجية الشاملة كأساس لخطة جديدة للتعاون وتطوير التفاعلات بين إيران وروسيا، وقال: مع اكتمال عملية التصديق القانوني على هذه المعاهدة في برلماني البلدين، أتيحت الآن فرصة جيدة للحكومتين لاتخاذ خطوات نحو تطوير التعاون الثنائي والاستفادة من القدرات المشتركة.
وقدم إبراهيم عزيزي تحليلاً للتطورات في منطقة القوقاز، مشيراً إلى أنه ينبغي على إيران وروسيا ودول أخرى في المنطقة تعزيز قواسمها المشتركة واتخاذ خطوات نحو دفع عجلة التنمية لصالح شعوب المنطقة، بعيداً عن تدخلات الدول الثالثة والعابرة للحدود.
وأضاف: دخل الأمريكيون منطقة جنوب القوقاز بخطة سلام مزعومة، ويحاولون أيضًا اتباع إجراءات ذكية ويائسة في آسيا الوسطى بهدف تعزيز مصالحهم؛ وفي ظل هذه الظروف، يجب على دول المنطقة أن تكون يقظة وألا تسمح بزعزعة الأمن الإقليمي.
ودعا رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان إلى تعزيز التعاون الثلاثي بين إيران والصين وروسيا في هذا الصدد، قائلاً: إذا تم تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين طهران وبكين وموسكو، فسوف يمهد ذلك الطريق للكشف عن القدرات الوفيرة لكل طرف وتحقيق الأمن الجماعي.
*كاراسين: أي محاولة من الغرب لإعادة فرض العقوبات على إيران غير واقعية وباطلة
كما أشار غريغوري كاراسين، رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي، إلى الأعمال العدائية للغرب وقال في هذا الاجتماع: نعتبر أي محاولة من الغرب لإعادة فرض العقوبات على إيران غير واقعية وباطلة.
وأشار إلى أن الأطراف الغربية ليس لديها أساس لمتابعة قضية إعادة فرض العقوبات على إيران.
وفي إشارة إلى مواقف طهران وموسكو، قال رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي: إن مناهج ومواقف البلدين متشابهة للغاية بشأن مختلف القضايا، وتعاونهما في إطار المعاهدة الاستراتيجية الشاملة آخذ في التوسع.
وأكد كاراسين على أهمية القمة المقبلة للدول المطلة على بحر قزوين، التي ستستضيفها الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وقال البرلماني الروسي الكبير: "نعتقد أن على الدول المطلة على بحر قزوين أن تحوّل قربها من هذه المنطقة المائية إلى فرصة لتعزيز مصالحها الجماعية ومنع التدخلات النفعية من قبل بعض الدول في هذا المجال".
كما أشار كاراسين إلى التقارير التي تتحدث عن انخفاض منسوب مياه بحر قزوين، مؤكدًا على أهمية دراسة هذه القضية بشكل شامل والسعي إلى إيجاد حلول لتحسين هذا الوضع.
وسافر الوفد البرلماني الإيراني إلى موسكو بهدف الحضور وإلقاء كلمة في الدورة العامة الثامنة عشرة للجمعية البرلمانية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي.
وقدم رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي الإيراني إبراهيم عزيزي مقترحات ومواقف البلاد بصفته مسؤولاً مدعواً في هذا الاجتماع اليوم الاثنين.