من بیت جن بریف دمشق الی ریف القنیطرة.. المقاومة الشعبیة تتمدد

الثلاثاء ٠٩ ديسمبر ٢٠٢٥
٠١:٢٨ بتوقيت غرينتش
من "نوى" و"كويا" بريف درعا إلى "بيت جن" بريف دمشق، وصولاً إلى بلدة "خان أرنبة" بريف القنيطرة، تنتفض القرى السورية واحدةً تلو الأخرى بوجه الاحتلال الإسرائيلي، لتكتب فصلاً جديداً من المقاومة الشعبية لطرد المحتل من أرضها.

توغلت دوريات تابعة للجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، في محيط بلدات جبا وخان أرنبة وعين نورية بريف القنيطرة، ونصبت حواجز عسكرية مؤقتة عند مفرق “الصقري” والمداخل الشرقية للمنطقة، مستخدمة آليات عسكرية وناقلات جنود.

وخلال نصب الحاجز الشرقي لخان أرنبة، أطلق الجنود الإسرائيليون النار على مدنيين حاولوا الاعتراض على وجود الدورية عبر رشقها بالحجارة، ما أدى إلى إصابة 3 أشخاص، هم: حمزة الدباك، ومحمد الدباك، وناصر البكر، بحسب مصادر اعلامية.

مكتب العلاقات الإعلامية في مديرية إعلام القنيطرة قال إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على مدني آخر في محيط قرية الحميدية، دون ورود معلومات إضافية عن حالته الصحية.

وأشار المكتب إلى أن الجيش الإسرائيلي أقام ثلاثة حواجز حول بلدة خان أرنبة، أحدها على أوتوستراد “السلام” الواصل بين دمشق والقنيطرة، وتزامن وجود الحاجز مع مرور رتل تابع لـ "وزارة الداخلية السورية" كان عائدًا من مهمة في دمشق.

وانسحبت دوريات الجيش الإسرائيلي بعد إطلاق الرصاص على المدنيين وفتحت طريق الأوتوستراد.

وبعد انسحاب الدوريات، أقام سكان بلدة خان أرنبة وقفة احتجاجية في البلدة للتنديد بما قام به جنود الجيش الإسرائيلي، بحسب الناشط في بلدة خان أرنبة عدي الخبي.

قواعد عسكرية

بلغت مساحة المنطقة التي توغلت فيها القوات الإسرائيلية وسيطرت عليها، 346 كيلومترًا مربعًا، أقامت فيها تسع قواعد عسكرية، منها ثماني قواعد في القنيطرة شملت مرصد جبل الشيخ والتلول الحمر في الريف الشمالي، وقرص النفل في حضر، وحرش جباتا الخشب الذي يحوي مهبطًا للطيران المروحي، والحميدية، والعدنانية، وتل أحمر غربي في كودنة، والقنيطرة المهدمة، بالإضافة إلى قاعدة في سد الجزيرة في حوض اليرموك بريف درعا الغربي.

اقرأ وتابع المزيد:

سوريا...توغل إسرائيلي جديد في ريف القنيطرة

ترهيب يتخلله ترغيب

أنشأت القوات الإسرائيلية بوابة حديدية عند مدخل قرية الصمدانية الغربية بريف القنيطرة، عزلت القرية عن محيطها.

كما أقامت 260 حاجزًا مؤقتًا، واعتقلت بعض الشبان في المنطقة، منهم من قضى ساعات قبل أن يتم الإفراج عنه، بينما بلغ عدد المعتقلين الذين لم يُفرج عنهم 34 معتقلًا.

وبحسب الاعلام السوري، نفذت مجموعات من المستوطنين ثلاث عمليات اقتحام للقنيطرة، محاولين إقامة مستوطنة في الداخل السوري قبل أن يعيدهم الجيش الإسرائيلي إلى داخل الجولان المحتل.

واستخدم الاحتلال الإسرائيلي بعض محاولات الاستمالة لأهالي المنطقة، من خلال عرض المساعدات الغذائية، التي كان السكان دائمًا ما يرفضونها، ويقومون بإحراقها.

اشتباك مع القوات الإسرائيلية

وقبل أيام أسفر توغل إسرائيلي في بلدة "بيت جن" بريف دمشق عن اندلاع مقاومة سورية شديدة واشتباكات عنيفة، مع سكان محليين.
وقتلت قوات جيش الإحتلال الإسرائيلي 13 شخصا، وأصابت 24 في حصيلة أولية، كما نددت وزارة الخارجية السورية بالهجوم، واعتبرته يشكل "جريمة حرب مكتملة الأركان".

وقالت مصادر ميدانية إن القوات الإسرائيلية دخلت بلدة بيت جن باستخدام سيارات عسكرية غير مدرعة، لاعتقال مطلوبين، وكانوا يستشعرون الأمان في منطقة يتحركون فيها بشكل دائم .
وتوجهت قوات المحتل إلى أحد الأزقة فوجئت بإطلاق نار عليها من مسلحين محليين، فانسحب الجنود بعدما أصيب عدد منهم بجروح، وتركوا وراءهم إحدى سياراتهم، لتأتي مسيرات إسرائيلية بعد لحظات، وتقصف السيارة، والمباني المحيطة، ما أسفر عن سقوط ضحايا، وجرحى في صفوف السكان.

"بيت جن" تشعل شرارة "الثورة الشعبية"

تشهد بلدة "بيت جن" السورية انتفاضة شعبية ضد التواجد الإسرائيلي الذي سيطرة على المنطقة استراتيجياً. بعد اقتحام قوات الاحتلال واعتقال مدنيين، واجه الأهالي القوات بعنف، مما أدى إلى رد إسرائيلي بعملية عسكرية واسعة أسفرت عن سقوط شهداء ومصابين. البلدة، التي تُعرف بطبيعتها الخلابة وتنوعها الديني، أصبحت نموذجاً للصمود الشعبي، مما يؤكد رفض السكان للاحتلال ويبرز ضرورة توحيد الصف السوري لدعم مقاومتهم.

وتمتاز البلدة بتنوع ديني فريد وعدد سكاني لا يتجاوز 20 ألف نسمة، موزعين على تسع قرى. تشكل البلدة نموذجاً للصمود الشعبي في وجه محاولات الاحتلال السيطرة على المناطق الاستراتيجية.

"بيت جن" تنضم إلى "نوى" و"كويا"

في الثاني من نيسان/أبريل الماضي، حاولت قوة إسرائيلية التوغل في بلدة "نوى" بريف درعا الغربي جنوبي سوريا، بالتزامن مع تحليق مكثّف لطائرات الاستطلاع، لكن الأهالي استخدموا أسلحتهم الفردية لمواجهة جنود الاحتلال، ودارت اشتباكات عنيفة انتهت بإجبار القوات المتوغلة على التراجع والانسحاب.

وأقرّ الجيش الإسرائيلي لاحقاً في بيان له بأن قواته التي حاولت التوغل داخل "نوى" تعرّضت لإطلاق نار كثيف، وردّت الطائرات المروحية على مصادر النيران بضربات مكثفة.

مساجد "نوى" أطلقت دعوات عاجلة للنفير العام، ودعت عبر مكبرات الصوت كل من يملك القدرة على حمل السلاح ومقاومة القوات الإسرائيلية، فهبّ الأهالي للدفاع عن أرضهم، وارتقى في المعارك حينها 9 شهداء وأصيب 22 آخرين.

حادثة بلدة "نوى" جاءت بعد أيام من ملحمة صمود مماثلة سطّرها أهالي بلدة "كويا" بريف درعا، بعد أن واجهوا آليات الجيش الإسرائيلي وأسلحته الثقيلة بأسلحتهم الفردية، ومنعوا تقدم القوات الإسرائيلية في بلدتهم، وأجبروها على التراجع.

ومثلما حدث في "نوى"، انسحبت قوات الاحتلال من "كويا" تحت المقاومة الشعبية، لكن الجيش الإسرائيلي ردّ بقصف المنازل السكنية، ما أسفر عن ارتقاء 7 شهداء وإصابة آخرين، إضافة إلى وقوع أضرار كبيرة في الممتلكات.

إن ما يجري في الجنوب السوري منذ أشهر، يؤكد رفض السوريين لوجود الاحتلال الإسرائيلي على أرضهم، وأن الصمت الحكومي المتواصل عن الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، لن يقف عائقاً أمام تمدد المقاومة الشعبية وتوسعها مهما بلغت التضحيات، لكن المطلوب في الوقت الحالي هو وقوف جميع السوريين صفاً واحداً مع أبناء الجنوب ليكونوا قادرين على مقاومة المحتل وطرده من أرضهم.

0% ...

آخرالاخبار

البحرية الامريكية.. اليمنيون فرضوا حرب استنزاف


شبكة أطباء السودان: 19 ألف محتجز بسجون الدعم السريع في دارفور


الاحتلال يشن حملة اقتحامات واعتقالات واسعة في الضفة الغربية


ضغوط دولية على كييف للتوصل إلى اتفاق سلام مع موسكو


شاهد: إيران تطلق منظومة حرب إلكترونية من تصميم عالماتها


الاحتلال يصادق على بناء مئات الوحدات الاستيطانية بالضفة


مصر تبحث عن مخرج آمن من فخ الغاز الإسرائيلي


الاحتلال يرتكب جريمة بشعة بإعدام طفل ودهسه بدبابة وسط غزة


خبير عسكري : الهدف من انشاء الجدار"ج" قضم الاراضي الفلسطينية


صحيفة عبرية تكشف عن خطة إسرائيلية لإنشاء أحياء مؤقتة في رفح