وتروي بتول ابو شاويش قصتها : كنت خارجة، ثم عدت إلى البيت فوجدت أهلي جالسين في المنتصف هنا، كما نقف الآن. فسمعت صوت الصاروخ ورأيت ضوءه وأحسست به، فأغمضت عيني ووجدت نفسي تحت الركام."
وتابعت : كنت جالسة هناك في غرفتي تقريباً، أنا وأخواتي. وعندما سقط الصاروخ، أحسست به ورأيته، فأغمضت عيني ووجدت نفسي تحت الركام. بقيت وحيدة تحت الركام، لم أفقد وعيي، كنت معلقة، لم أستطع أن أحرك نفسي ولم أستطع أن أرفع نفسي. في البداية خفت، لكن بعدها هدأت واطمأن قلبي، وصرت أنادي عليهم في البداية لكن لم يسمعني أحد. بعدها بدأت أقول 'بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم'، ثم بدأت أقرأ سورة يس. ثم سمعتهم يتحدثون عن "حبيبة" أختي، قالوا إن حبيبة مقطعة، فبدأت أصرخ."
ولفتت أبو شاويش: أنا تحت الركام. فبدأت أقول لهم وأصرخ 'حبيبة، حبيبة' من تحت الركام. وبدأت أقول 'يا رب، إذا كنت تريد أن تختبرني بأحد من أهلي، فلا تختبرني لأنني لست قادرة على هذا الاختبار'. ثم جاء عمي وبدأ الشباب يخرجونني، وبعدها نقلوني إلى الإسعاف."
وأضافت: عندما جاءت جدتي إلى الإسعاف وجلست بجانبي، قلت لها 'أين بابا؟' قالت لي 'ليسوا أهلك، لا تخافي'. قلت لها 'أريد أن أراهم'. قالت لي 'ليس الآن، لا يمكنك أن تري أحداً الآن'. قلت لها 'لا، أريد أن أرى أحداً'. وبقيت أشهد الشهادة وأسأل عن أهلي. كانوا يقولون لي 'والله أنت بخير، أنت أحسن واحدة فيهم، والله كلهم بخير'. لم أكن أعرف أن معنى 'كلهم بخير' أنهم عند ربنا.
شاهد أيضا.. هجرة العقول الإسرائيلية تتحول إلى كارثة استراتيجية!
وقالت أبو شاويش: ثم جاء عمي، فسألته عن أهلي. سألت عن ماما، فقالوا 'إنا لله وإنا إليه راجعون'. قلت 'وبابا؟' قالوا 'الله يرحمه، ادعي له'. قلت 'ومحمد؟' قالوا 'إنا لله وإنا إليه راجعون'. قلت 'ويوسف؟' قالوا 'إنا لله وإنا إليه راجعون'. قلت 'وفاطمة؟' قالوا 'إنا لله وإنا إليه راجعون'. قلت 'وحبيبة؟' قالوا 'إنا لله وإنا إليه راجعون'. قالوا 'كلهم، لم يبق أحد'.
ونوهت بتول : كان خالي أمامي وأنا أمد له إصبعي وأقول له 'أخرجني، أخرجني، أريد أن أذهب إليهم، كنت جالسة معهم للتو'. لم أدرك ما يحدث، فقط كنت أرى في السماء أنني لست في الواقع. أين أنا؟ ماذا يحدث!؟"
بتول واحدة من عشرات الفتيات، وربما آلاف الفتيات اللواتي فقدن أهاليهن. في كل يوم، في كل لحظة، تستذكر باتول أهلها كغيرها من الأطفال والفتيات والشباب الذين بقوا وحيدين. لكن هذه الحجارة التي بقيت شاهدة على مجازر الاحتلال ربما تروي أيضاً قصصاً لا يمكن لأحد أن يرويها.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...