الامارات طلبت من بلاكووتر جيشا سرياً لقمع الانتفاضات

الامارات طلبت من بلاكووتر جيشا سرياً لقمع الانتفاضات
الأربعاء ٠٥ أكتوبر ٢٠١١ - ٠٢:١٤ بتوقيت غرينتش

طلبت حكومة الإمارات العربية المتحدة من شركة "بلاك ووتر" الاميركية اعداد جيش سري من المرتزقة لحمايتها من الهجمات الارهابية وقمع الانتفاضات الداخلية ومواجهة ما وصفته" التهديد الايراني".

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية في مقال نشرته يوم الاحد أن حكومة الإمارات العربية المتحدة استخدمت مديرومؤسس شركة بلاك ووتر الأمنية الاميركية المثيرة للجدل بلاك ووتر والتي ارتكبت انتهاكات وعمليات قتل مدنيين في العراق لتشكيل قوة سرية من 800 مقاتل أجنبي للحماية من الهجمات الإرهابية ومواجهة التهديد الإيراني وقمع الانتفاضات الشعبية الداخلية.

وقالت الصحيفة في تقرير مطول الى عدد من المرتزقة الكولومبيين الذين دخلوا البلاد كعمال بناء وتم نقلهم من المطار في باص خاص الى معسكر في الصحراء هم جزء من قوة مرتزقة تعمل حسب المصادر الامارات بمعرفة اميركية على اعدادهم واستأجرتهم الشركة التي يديرها الملياردير اريك برينس وبميزانية 529 مليون دولار اميركي، وكان برينس قد انتقل الى الامارات العام الماضي بعد ان واجهت عملياته مصاعب قانونية كبيرة في الولايات المتحدة.

وتم استئجاره من ولي عهد امارة ابو ظبي من اجل اعداد كتيبة مكونة من 800 مرتزق يعملون لصالح الامارات.

وجاء تشكيل الكتيبة هذه من اجل القيام بمهام خاصة في داخل البلاد وخارجها وحماية منشآت النفط في ابو ظبي وحراسة ناطحات السحاب والتعامل مع الثورات الداخلية.

وبحسب الصحيفة فحكام الامارات الذين ينظرون الى عدم قدرة جيشهم يأملون ان يكونوا قادرين على تحدي الاخطار الاقليمية عليهم .

وبحسب الوثائق التي اطلعت عليها الصحيفة فالمرتزقة يتلقون تدريبهم في قاعدة عسكرية كبيرة قي مدينة زايد العسكرية، وهي القاعدة المسيجة بالجدران والاسلاك الشائكة وتظهر صور بعيدة لها انها تحتوي على مجمعات صفراء اللون تستخدم كمكاتب ومساكن، ومرائب لنقالات الوقود عربات الهمفي.

ويتم تدريب الكولومبيين ومرتزقة من جنوب افريقيا وجنسيات اخرى من ضباط متقاعدين في الجيش الاميركي، ومقاتلين سابقين في القوات الخاصة البريطانية والفوج الفرنسي الخاص.

وقالت الصحيفة انها حصلت على معلوماتها من وثائق ومسؤولين اميركيين سابقين. وتقول الصحيفة ان الامارات العربية من خلال اعتمادها على قوات تنشئها وتدربها شركات اميركية ادخلت عنصرا قابلا للاشتعال في منطقة ينظر فيها لاميركا بالريبة، مع ان الامارات تعتمد على شركات التعاقدات العسكرية منذ الهجمات على اميركا عام 2001. وبحسب مسؤولين اميركيين فالكتيبة التي يتم اعدادها الان تحظى بدعم اميركي، خاصة ان الامارات تعتبر من حلفاء اميركا في المنطقة.

ونقلت عن مسؤول في ادارة اوباما قوله ان دول الخليج " الفارسي" وبالتحديد الامارات ليست لديها قوات عسكرية ذات خبرة، وعليه فليس مستغربا ان تنظر هذه الدول الى خارج حدودها بحثا عن مساعدة عسكرية واضاف ان هذه الدول تحاول قوتها وان احدا يجب ان لا يفكر بالاقتراب منها.

ولكن الصحيفة تقول انه لا يعرف حتى الان طبيعة الدور الاميركي لان الخبراء القانونيين يحذرون من ان بعض المدربين الاميركيين انتهكوا القوانين الفدرالية الاميركية التي تحظر على المواطنين الاميركيين تدريب اجانب حالة لم يحصلوا على رخصة من وزارة الخارجية الاميركية. وكانت بلاكووتر التي اعادت تسمية نفسها باسم اكس اي قد دفعت العام الماضي 42 مليون دولار غرامات لانها دربت قوات اجنبية في الاردن ودولا اخرى.

ورفضت سفارة الامارات في واشنطن التعليق ولا الشركة ولا وزارة الخارجية الاميركية. وتقول الصحيفة ان برينس يرغب ببناء امبراطورية في الصحراء لا تطالها ايدي المحامين ولا المحاكم الفدرالية ولا المشرعون ولا وزارة العدل وما الى ذلك من السلطات القانونية.

وكان برينس قد باع بلاكووتر العام الماضي بعد ان اتهم اعضاء لها بقتل 17 عراقيا في ساحة النسور في بغداد عام 2007، مع ان محكمة فدرالية فتحت تحقيقا من جديد في عملية القتل.

واسس برينس شركة جديدة تحت اسم ريفليكس ريسبونسيس . وتقول ان شركته حصلت على عقود لحماية منشآت نووية ويأمل ان يحقق مليارات من تدريب فرق من اميركا اللاتينية للامارات وكما يأمل بافتتاح مجمع عملاق لتدريب فرق لحكومات اخرى.

ولان برينس يعرف ان المغامرة الجديدة ستقود الى الجدل فان اسمه لا يظهر في الوثائق المتعلقة بالشركة وتتم الاشارة اليه باسم السمكة الكبيرة ويقوم مساعدوه بالبحث عن مرتزقة من كل انحاء العالم اضافة للكولومبيين وينفذون اوامره لا تستأجروا مسلمين، فلا نستطيع الاعتماد على مسلم لقتل مسلم . وتعرف الشركة التي سجلت في اذار (مارس) الماضي بار تو وبنسبة 51 بالمئة محلية. وتلقت 21 مليار دولار من الامارات كميزانية لبدء المشروع.

وقالت الشركة ان برينس وقع العقد مع ولي العهد الشيخ محمد بن زايد ال نهيان، الحاكم الفعلي للبلاد، حيث يعرف الرجلان بعضهما البعض منذ سنوات.

وتقول ان ولي العهد يعتبر من الصقور فيما يتعلق بايران ويشك في ان تتخلى ايران عن مشاريعها النووية، وبحسب وثيقة من السفارة الاميركية عام 2009 كشف عنها موقع ويكيليس فالشيخ يتعامل مع منطقة تتسيدها الحرب ولهذا يعمل على تقوية قواته وعمل برينس في اكثر من مهمة للامارات، حيث مدحته صحيفة في البلاد العام الماضي.

والرجل هو من القوات الخاصة الاميركية سابقا نيفي سيل وقام عبر مرتزقته بعدة مهام للحكومة الاميركية في كل انحاء العالم، ووصل به الامر لحد الاقتراح على سي اي ايه استخدام قواته في عملياتها الخاصة.

وفي المشروع الجديد فمن النادر ما يزور برينس موقع التدريب حيث يحاول الابتعاد عن الاضواء، ولا حتى يشارك في اجتماعات مساعديه والمسؤولين الاماراتيين في فلل فارهة لبحث خطط التدريب. ويصف العاملون السابقون طبيعة المهام الموكلة للكتيبة بعد اكتمالها: بجمع المعلومات، وحروب المدن، حماية المنشآت النووية ومهام انسانية ومهام خاصة مثل قتل جنود الاعداء او تدمير معداتهم.

ويقول مسؤولون اميركيون ان الاماراتيين مهتمون باستخدام المرتزقة لمواجهة الاعمال الارهابية والتصدي للانتفاضات. ومع ان الامارات لا تتحدث عن استخدام القوة هذه في عمليات ضد ايران بصورة مباشرة ولان جيش الامارات صغير ومحدود العتاد فقد قامت الامارات في الاعوام الاخيرة بغمر الشركات الاميركية بمليارات الدولارات من اجل تقوية امن البلاد، فمن الشركات هذه شركة يديرها ريتشارد كلارك والذي عمل مع كلينتون وبوش، فقد حصل على عقود مربحة كي يوفر النصح للاماراتيين حول كيفية حماية منشآتهم وبنيتهم التحتية.

ويعتقد بعض المحللين ان دور برينس في اعداد قوة تساعد الاماراتيين لمواجهة الخطر الايراني قد يكون نافعا لاميركا على الرغم من انه منبوذ في داخل الولايات المتحدة.

وكانت اول دفعة من المرتزقة قد وصلت الى ابو ظبي في الصيف الماضي ومنها ثلاثة متقاعدين من قوة الشرطة الوطنية الكولومبية. احدهم هو كلاكيستو رينكون الذي عاد الى بوغوتا حيث قال انه كان تابعا للجيش الاماراتي وان المسؤولين في ابو ظبي كانوا بحاجة الى عسكريين لهم تجربة في مناطق النزاع. وكان رينكون يحمل تأشيرة مختومة بختم الاستخبارات العسكرية التي تشرف على المشروع مما سمح له بالمرور دون مسألة من الهجرة والجمارك.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر إن الوزارة تحقق ما إذا كان برينس ينتهك قوانين اميركية من خلال تدريب قوات أجنبية، بعد أن كان قد دفع 42 مليون دولار السنة الماضية كغرامة عن تدريب جنود في الأردن وغيرها.

وتعرف الشركة في الإمارات غالباً باسم آر 2 .

وقد اغري متعاقدون اميركيون يعملون في العراق وأفغانستان للحضور إلى الإمارات مقابل بين 200 و300 ألف دولار سنوياً، فيما يدفع للمجندين المرتزقة حوالي 150 دولاراً في اليوم. وقد تم الاتفاق على أن تؤمن الحكومة الإماراتية التجهيزات والأسلحة.

غير أن هذه القوة واجهت الكثير من المشاكل منذ وصول الدفعة الأولى من الجنود الصيف الماضي، حين ظهر أن الكولومبيين يفتقرون إلى التدريب الأساسي وقد تم جلب آخرين من جنوب أفريقيا ساهم بعضهم في انقلابات في بعض الدول الأفريقية في التسعينات. كما أن عدد المجندين بدأ يتراجع وقدم عدد من المسؤولين في الشركة استقالاتهم بينهم العميل السابق في مكتب التحقيقات الفدرالية الاميركية ريكي نشامبرز الذي عمل مع برنس لعدة سنوات.

وبدا أن إعداد القوة قد تأخر، إذ كان يتعين جهوزية 800 عنصر بحلول في 31 آذار/مارس، وقال مسؤولون إن العدد قد خفض مؤخراً إلى 580 جندياً.

ووعد مسؤولون إماراتيون إنه في حال أثبتت هذه القوة جدارتها فإنهم سيعملون على إنشاء كتيبة كاملة تضم بضعة الاف من المقاتلين.