احتجاجات واسعة النطاق واصابات في عدة دول أوروبية

احتجاجات واسعة النطاق واصابات في عدة دول أوروبية
السبت ١٥ أكتوبر ٢٠١١ - ١٠:٠٣ بتوقيت غرينتش

تَظاهر مئات الآلاف من المحتجين في عدة دول أوروبية تحت شعار (متحدون من اجل التغيير العالمي)، منددين بالكوارث الاقتصادية والسياسية التي خلفتها الأنظمة الرأسمالية.

وفي حين أحرق غاضبون وزارة الدفاع الايطالية في روما، اعلنت وكالة الانباء الايطالية أن سبعين شخصاً اُصيبوا بجروح بينهم ثلاثة بحالة الخطر خلال اعتداء الشرطة على المتظاهرين.
هذا وجرت تظاهرات مماثلة في العديد من الدول الأوروبية تضامناً مع المعتصمين في وول ستريت بمدينة نيويورك الاميركية.

فقد تظاهر آلاف البريطانيين في محيط حي المال والاعمال في لندن احتجاجاً على السياسات المالية الخاطئة وعلى مايرون أنه جشع من البنوك والشركات الكبرى وعلى الظلم وفقدان العدالة الاجتماعية في بريطانيا.

وأكد المحتجون مواصلة الاعتصام حتى تتراجع الحكومة عن خططها في تقليص الخدمات العامة.

?الى ذلك نزل الآلاف من البلجيكيين الساخطين ومعهم مختلف أوساط الفقراء والمهمشين من الجاليات الأجنبية إلى شوارع بروكسل، في تظاهرة حاشدة طالبوا خلالها بتحقيق العدالة وإنهاء ما وصفوها بعبودية المال والبنوك، رافعين يافطات احتجاجية ضد تدهور أحوالهم الاقتصادية جراء الأزمة المالية.
فيما نظم حوالي 40 ألف شخص مسيرة في البرتغال يوم السبت في إطار يوم عالمي للاحتجاج على النخبة  المالية واخترق المئات سياجا تفرضه الشرطة حول البرلمان في لشبونة واحتلوا درجه الرخامي.
وكانت المظاهرة واحدة من اكبر المظاهرات التي خرجت في أنحاء شتى في  العالم وجاءت بعد أن أعلنت حكومة يمين الوسط يوم الخميس حزمة جديدة من  إجراءات التقشف.
وشارك أكثر من 20 ألفا في مسيرة في لشبونة من ميدان مارك دي  بومبال ليحاصروا قصر ساو بينتو حيث يوجد مقر الجمعية الوطنية (البرلمان).
وردد المتظاهرون "هذه الديون ليست ديوننا." وطالبوا بخروج صندوق  النقد الدولي من البلاد.
ورفعت لافتات تندد بالبنوك وسياساتها. واقتحمت مجموعة من الشبان البرلمان وهم يهتفون "الغزو.. الغزو"، وسيطرت شرطة مكافحة الشغب على الوضع دون حدوث عنف يتجاوز الدفع والتدافع.
كما تظاهر حوالي 20 ألفا آخرون في أوبورتو ثاني كبرى مدن البرتغال.
واشتملت الإجراءات التقشفية على تخفيضات في الأجور في القطاع العام مما اثار غضب العمال في أرجاء البلاد واضطرت البرتغال المثقلة بالديون إلى فرض زيادات ضريبية كبيرة وتخفيض في الإنفاق لتحقيق الأهداف المالية التي حددتها بموجب خطة إنقاذ قدمها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي تبلغ تكلفته 78 مليار يورو.
وقال أنتونيو روي (46 عاما) عامل بناء "سئمنا من أن نكون دائما من يدفع فاتورة هذه الأزمة. إن البنوك لم تدفعها قط.. الشعب هو من يدفع دائما."
وستجتمع يوم الاثنين نقابتا العمال الرئيسيتان في البلاد لبحث تحرك  للعمال في المستقبل ضد إجراءات التقشف وقد تدعو النقابتان إلى إضراب عام. وكانت الاحتجاجات سلمية في البرتغال إلى الآن ولا يتوقع المحللون أن  تشهد عنفا مثل العنف الذي شهدته الاحتجاجات في اليونان أو في إيطاليا.
وفي نفس السياق اشتبك مئات من المتظاهرين الملثمين يوم السبت مع الشرطة الايطالية في واحد من أسوأ أعمال عنف تشهدها روما منذ سنوات وأشعلوا النيران في سيارات وهشموا واجهات  متاجر وبنوك.
وأطلقت الشرطة مرارا الغاز المسيل للدموع واستخدمت مدافع المياه في محاولة لتفريق المتظاهرين ولكن الاشتباكات مع بعض المتظاهرين المتشددين استمرت لساعات بعد أن شارك عشرات الآلاف في روما في "يوم  الغضب" العالمي من المصرفيين والساسة.
والاستياء كبير في إيطاليا بسبب معدلات البطالة المرتفعة والشلل السياسي وإجراءات التقشف التي تبلغ تكلفتها 60 مليار يورو (83 مليار  دولار) والتي تضمنت زيادات في الضرائب وفي أسعار الرعاية الصحية.
وكانت أعمال العنف تشبه أحيانا حرب العصابات في المدن حيث رشق متظاهرون الشرطة بالحجارة والزجاجات والألعاب النارية وردت الشرطة بأن اشتبكت مرارا مع المتظاهرين.
وأصيب متظاهران على الأقل وقيل إن أحدهم في حالة حرجة. كما أصيب 30 شرطيا على الأقل.
وأظهرت لقطة عرضها التلفزيون أنه في لحظة ما حاصر متظاهرون حافلة صغيرة للشرطة ورشقوها بالحجارة ثم أشعلوا فيها النار. وتمكن شخصان كانا في السيارة من الفرار.
وأصدر جياني أليمانو رئيس بلدية روما تعليمات بإغلاق جميع المتاحف العامة في روما لدواع أمنية حيث استمر المتظاهرون العنيفون بهجماتهم بعد ساعات من بدء الاحتجاج.
وبدأت المظاهرة سلميا ولكنها تحولت إلى العنف فجأة عندما أشعل مئات من المتشددين الملثمين ممن يعرفون باسم "الكتل السوداء" والذين كانوا اندسوا وسط المظاهرات النار في السيارات وصناديق القمامة.
ثم بدأوا في نوبة غضب في عدد من الشوارع المحيطة بالمدرج الروماني  الكولسيوم محطمين واجهات المتاجر والبنوك.
واشتعلت النار في مبنى يعتقد أنه ملحق لوزارة الدفاع بعد أن امتدت إليه النيران من سيارة مشتعلة.
وكان المحتجون اقتحموا المبنى في وقت سابق وحطموا مكاتبه.
ومظاهرة روما واحدة من العديد من الاحتجاجات التي خرجت يوم السبت في أنحاء شتى من العالم للتضامن مع حركة "احتلوا وول ستريت" في الولايات المتحدة للتعبير عن غضبهم من الأزمة الاقتصادية والمالية المستمرة منذ سنوات منذ أن تحول الإزدهار في الائتمان العالمي إلى إفلاس في عام 2007.
وكانت الشرطة مستمرة بعد ساعات من بدء المظاهرة في إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع واستخدام مدفع للمياه ضد المتظاهرين في ساحة سان جيوفاني الذي توجه إليها المتظاهرون حيث كان المقرر أن تنظم مظاهرة  حاشدة.
وحاول بعض المتظاهرين السلميين أن يلوذوا بدرج كاتدراية القديس يوحنا.
وتناثرت في شوارع وسط روما الحجارة والزجاجات وصناديق القمامة التي جرى قلبها أثناء الاحتجاج بينما جابت سيارات الإطفاء شوارع المدينة في محاولة لإطفاء الحرائق.
واشتبك المتظاهرون السلميون أيضا مع المتشددين وسلموا بعضا منهم للشرطة.
وندد السياسيون من مختلف الأحزاب السياسية بالعنف.
وقال بييرلويجي برساني زعيم الحزب الديمقراطي أكبر حزب في المعارضة "تحدث الآن في شوارع روما أعمال عنف وتدمير لا يمكن قبولها."
وأضاف أن من يقومون بهذه الأعمال "يضرون قضية الذين يحاولون في أنحاء العالم التعبير بحرية عن استيائهم من الوضع الاقتصادي العالمي."

تصنيف :