ايران تطبع المصحف الشريف للمكفوفين في البلاد الاسلامية

ايران تطبع المصحف الشريف للمكفوفين في البلاد الاسلامية
الإثنين ١٧ أكتوبر ٢٠١١ - ١٠:٤٧ بتوقيت غرينتش

صادف يوم منتصف تشرين الاول/اكتوبر الجاري اليوم العالمي للمكفوفين "يوم العصا البيضاء". فهل خطرت ببالكم لحد الآن وتساءلتم مع انفسكم عن المؤسسة الايرانية التي تعمل جاهدة من اجل المكفوفين وتساعدهم على تلاوة القرآن الكريم بخط البريل؟ والتقرير التالي يرد في الحقيقة على هذه التساؤلات ويتناول الموضوعات المتعلقة بها.

ان القراءة تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الحياة. ان الكتب تستقطب اعيننا وتجعلنا نغرق بالقراءة بحيث ننسى ان البعض يستعملون ايديهم من اجل القراءة!

وتضم ايران عددا لا بأس به من المراكز التي تعمل في مجال الاصدارات الخاصة بالمكفوفين، ويضع بعضها على جدول اعماله، طباعة القرآن الكريم بخط البريل. واحدى هذه المؤسسات التي تعني بشكل خاص بطباعة القرآن للمكفوفين هي مؤسسة (المكفوفين) الثقافية في اصفهان.

وتعد مؤسسة المكفوفين الثقافية باصفهان المركز التخصصي الوحيد في ايران يقوم بطباعة القرآن الكريم للمكفوفين ويضع هذا الكتاب السماوي بتصرف المكفوفين في سائر البلدان الاسلامية.

ويشرح خبير العلوم القرآنية ومسؤول الشؤون التعليمية بمؤسسة المكفوفين الثقافية باصفهان حسن كبيري الفوارق بين القرآن بالخط البريل والقرآن العادي ويقول: "ان اول واهم فارق يتمثل في الخط، لان خط البريل يختلف عن الخط العادي وان خط البريل يشتمل على عدد من النقاط البارزة. وان حجم حروف البريل هو اضخم من حروف الالفباء ولذلك فان كتاب البريل يكون عادة اضخم من الكتب العادية. ويمكن طباعة المصحف الشريف بخط البريل بقياسات مختلفة، لكننا نختار مقاس A4 كحجم منشود من اجل السهولة في التنقل".

وتعتبر مدارس المكفوفين والمراكز الخاصة بتعليم المعاقين ذهنيا، من المراكز التي لها تعاطي اكبر مع مؤسسة المكفوفين الثقافية. كما ان الارتباطات بين الاشخاص تعد من ادوات عمل ونشاطات مؤسسة المكفوفين، التي تملك موقعا على شبكة الانترنت.

ومرتضي نيكزاد، هو المدير العام لمؤسسة المكفوفين الثقافية القرآنية. وهو مكفوف وله خبرة في تدريس المكفوفين تمتد لـ 30 عاما، وهذه الخبرة كان لها دور مباشر في تأسيس مؤسسة المكفوفين الثقافية. ويقول:" ان المكفوف صاحب القلب المستنير واذا ما طبق تعاليم القرآن وروج لها فيصبح صاحب القلب المستنير وصاحب الضمير المستنير ايضا".

وحول القرآن المطبوع بخط البريل يقول نيكزاد:" ان هذا القرآن يتمتع بالسلاسة وان استخدامه سهل للغاية واعد خصيصا للمكفوفين. ومن ناحية المظهر الخارجي، يحظى بجودة وشأنه شأن المصاحف العادية، رتبت صفحاته بشكل جميل. وبوسع المكفوفين العثور على الجزء والآية التي ينشدونها بسهولة".

وقد سافر نيكزاد حتى الان الى كربلاء المقدسة والكاظمية والنجف الاشرف وسامراء ومكة المكرمة والمدينة المنورة والى سورية والتقى المسؤولين الثقافيين فيها، ما اسهم في ان تحظى المصاحف التي تطبعها مؤسسته بترحيب واقبال واسعين من قبل المسلمين المكفوفين في البلدان الاسلامية. وقد بدأت مؤسسة المكفوفين تعاونا مع بعض هذه المدن والدول الاسلامية ويتم ارسال القرآن المطبوع بخط البريل اليها.

وتفوق تكلفة طباعة القرآن بخط البريل المصاحف العادية بكثير كما ان المصاحف المطبوعة بخط البريل تحوي على ترجمة فارسية اغلى سعرا من النسخ التي تفتقد الى الترجمة.

ويقول مسؤول الشؤون التعليمية بهذه المؤسسة في هذا الخصوص :"انه اذا ما تم طباعة القرآن مع الترجمة فان كل مجلد سيضم ثلاثة اجزاء وسيكلف المؤسسة 110 الاف تومان ايراني" 100 دولار " ، لكنه يتم بيعه للمكفوفين بـ 35 الف تومان. وكل مجلد قرآن بدون ترجمة يضم ثلاثة اجزاء ويتم وضعه بتصرف المكفوفين بـ20 الف تومان بخصم قدره 30 بالمائة".

وحول الدعم المالي الذي تتلقاه مؤسسة المكفوفين يقول نيكزاد:" ان المركز الاول الذي يتعاون معنا بشكل مباشر هو مركز تطوير وترويج النشاطات القرآنية في البلاد وقدم لنا مساعدات جيدة. كما ان المحسنين يقدمون الدعم هم الآخرون".

وتقوم مؤسسة المكفوفين الثقافية حاليا بدراسة طباعة كتب الادعية والزيارات، لكن مسؤولي المؤسسة يرون ان من الضروري ان تركز المؤسسة على طباعة المصحف الشريف بخط البريل بشكل اكبر. وقامت المؤسسة لحد الان بتوزيع 24 الف نسخة من القرآن الكريم بخط البريل في داخل البلاد وخارجها.

وقد بدأت مؤسسة المكفوفين القرآنية في اصفهان نشاطها ابتداء من عام 2003 وابدت اهتماما خاصا بطباعة القرآن بخط البريل. ومن النشاطات الاخرى للمؤسسة يمكن الاشارة الى اقامة دورات تدريبية وجعل الكتب ناطقة للمكفوفين وتوفير امكانية مشاركة المكفوفين في مسابقات القراءة.

واقيم المؤتمر الاول لتبادل الآراء بخصوص النشاطات القرآنية الخاصة بالمكفوفين في البلاد عام 2007 برعاية مؤسسة المكفوفين الثقافية باصفهان.

?