الصحف الأميركية وسيناريو اتهام طهران

الصحف الأميركية وسيناريو اتهام طهران
الثلاثاء ٢٥ أكتوبر ٢٠١١ - ٠١:٤١ بتوقيت غرينتش

لم تغب ما سوّقت له واشنطن من مؤامرة مزعومة لاغتيال السفير السعودي لدى واشنطن عن اهتمامات الصحف الأميركية في نهاية الأسبوع، إذ عرّجت نيويورك تايمز على هذا الموضوع في مستهل مقالة بقلم روبرت مكي بعنوان "أميركي قتل لصالح إيران عام ألف وتسعمئة وثمانين يعود إلى الواجهة للتعليق على مؤامرة الاغتيال المزعومة".

وفي هذه المقالة، يشير الكاتب إلى مزاعم وزارة العدل الأميركية بأن عميل سري في المكسيك حال دون تنفيذ مؤامرة طهران لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، مستعينةً بأعضاء من كارتل المخدرات المكسيكي وظفهم وكيل سيارات مستعملة، مشيراً إلى أن المسؤولين الإيرانيين نفوا هذه التهم ووصفوها بأنها مجرد خيال، كما عبّر العديد من الخبراء الأميركيين البارزين عن شكوكهم في ادعاءات واشنطن.

وفي هذا السياق يستشهد الكاتب بما نقلته "كريستيان ساينس مونيتور" عن شخص يفترض به أن يكون عليماً بمؤامرات من هذا النوع، فتقول إنه "أميركي هرب من الولايات المتحدة إلى إيران عام ألف وتسعمئة وثمانين بعد تنفيذه عملية اغتيال سياسي في ضواحي واشنطن لصالح الحكومة الإيرانية. القاتل السابق الذي ولد باسم دايفد ثيودور بلفيلد، غير اسمه إلى داوود صلاح الدين عندما اعتنق الإسلام عام ألف وتسعمئة وتسعة وستين".

ويضيف الكاتب أن الرجل "كان حارس أمن في مكتب دبلوماسي إيراني بواشنطن عام ألف وتسعمئة وثمانين، عندما قبل مهمة من الحكومة الثورية في إيران لاغتيال عضو سابق في نظام الشاه كان يعيش منفياً في بيثيسدا بولاية ماريلاند".

ويقول الكاتب إن صلاح الدين قال للمونيتور عبر الهاتف من منزله خارج طهران الأسبوع الماضي إنه يشك في أن تكون الحكومة الإيرانية حقاً وراء المؤامرة المزعومة التي أعلنت عنها وزارة العدل الأميركية. ويستشهد الكاتب بكلام صلاح الدين ليخلص إلى القول "على الأقل، كخبير أميركي محترم بالشؤون الإيرانية، كان الدافع وراء شكوك السيد صلاح الدين هو اعتقاده بأن المسؤولين الإيرانيين قد يكونون على علم بأن تنفيذ اغتيال كهذا في واشنطن – وكذلك تفجير سفارات في العاصمة الأميركية - يمكن أن يؤدي إلى الحرب مفتوحة على كل الاحتمالات بين إيران والولايات المتحدة".

أما الواشنطن بوست فتطرقت إلى الموضوع عينه في مقالة لكاثرين شايفر بعنوان "الأميركيون الإيرانيون يدعون الولايات المتحدة لحماية المنفيين الإيرانيين في العراق"، انطلاقاً من التظاهرات التي نفذها إيرانيون مقيمون في الولايات المتحدة أمام البيت الأبيض، معربين فيها عن قلقهم من نتائج انسحاب الجيش الأميركي من العراق بحلول نهاية العام على ثلاثة آلاف وأربعمئة إيراني منفي موجودين في مستوطنة خارج بغداد.

وفي هذا الإطار، أشارت الكاتبة إلى أن"العديد من المحتجين قالوا إن اتهام إيران بالتآمر لقتل السفير السعودي في واشنطن يقبت أن على إدارة أوباما تحتاج إلى اتخاذ نهج أكثر حزماً، وانضم إليهم وزير الأمن القومي السابق توم ريدج وحاكم بنسلفانيا السابق إد رندل".

كما تناولت وول ستريت جورنال مزاعم واشنطن في مقالة مشتركة لجاي سولومون وفارناز فصيحي حول الانسحاب المرتقب لقوات الاحتلال الأميركي من العراق بعنوان "لمراقبي إيران، مدعاة للقلق"، إن احتمال تنفيذ الانسحاب قبل نهاية السنة الجارية يذكي مخاوف حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط من أن إيران سوف تستفيد من تضاؤل الوجود العسكري الأميركي في المنطقة.

وتقول الصحيفة في هذا السياق، إن"المسؤولين الإيرانيين لم يبدو ردة فعل حتى الآن حيال الأنباء عن الانسحاب الأميركي، لكن وزير الاستخبارات لامس هذا الموضوع عندما تناول اتهامات الولايات المتحدة، التي نفتها طهران، بزعمها إن إيران كانت تخطط لاغتيال السفير السعودية في واشنطن".

وخلصت وول ستريت جورنال إلى اقتباس تصريح الوزير حيدر مصلحي لوكالة الأنباء الإيرانية عندما قال إن أميركا منيت بسلسلة إخفاقات في الشرق الأوسط منذ هجمات الحادي عشر من أيلول "سبتمبر"، كما أن عمليات جيش الاحتلال والاستخبارات الأميركية في العراق وأفغانستان هي عمليات بائسة، وها هي أميركا اليوم تغادر العراق موصومة بالعار.

*حيدر عبدالله

 

تصنيف :