عون: الاستعمار يستهدف أنظمة معينة باسم حقوق الإنسان

عون: الاستعمار يستهدف أنظمة معينة باسم حقوق الإنسان
الإثنين ١٤ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٣:١٠ بتوقيت غرينتش

بيروت ( العالم ) 14/11/2011 – أكد رئيس تكتل التغيير والاصلاح وزعيم التيار الوطني الحر في لبنان العماد ميشيل عون، أن الاستعمار يسعى عبر اعلانه الدفاع عن حقوق الانسان الى مهاجمة انظمة حكم معينة بهدف السيطرة عليها.

وردا على سؤال عن امكانية وجود مؤامرة استعمارية تستهدف الوطن العربي قال العماد عون في لقاء خاص مع قناة العالم مساء الاثنين، ?ان هذا امر مؤكد ويتمثل في ابسط صوره بما يعلنونه من الدفاع عن حقوق الانسان في حين انهم يستخدمون هذا لمهاجمة انظمة حكم معينة يريدون السيطرة عليها ، ولا يدافعون عن حقوق الانسان بشكل مطلق.

وتابع قائلا : ان النموذج بالنسبة لي في الدفاع عن حقوق الانسان هو الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني الذي حرم من هويته ومن ارضه ووطنه منذ 63 عاما ومازال يقتل في كل يوم وليس هناك من استنكار ولا ادانة ، اذن هذه هي التجربة الاساسية لمعرفة جوهر الامتحان وهي ان نرفع شعار حقوق الانسان ولا نحترم هذه الحقوق.

وحول ما يجري في سوريا وهل انه صحوة أم مناورة قال عون ان هناك كثير من النوايا الحسنة لدى الناس المطالبين بالديمقراطية وهذا ما يحاول استيعابه الرئيس الاسد بدعوته الى الحوار لتطوير النظام وقام بخطوات للتلاقي مع شعبه فقبل قسم من الشعب ورفض القسم الاخر ، وهذا القسم هو المدعوم من الخارج.

واعرب العماد عون عن دهشته لمواقف بعض الانظمة العربية من ثورات الشعوب فتقوم الدبابات بسحق شعب صغير يتظاهر سلميا بينما يطلب من الجيش السوري عدم الرد على عصابات مسلحة معتبرا ان هذه الانظمة تلتقي في سلوكها مع السلوك الغربي الانتقائي.

وتابع قائلا : اننا نرى شعبا في بلد يقوم بالتظاهر سلميا ولا يعتدي على احد هو الذي يضرب ويسجن بل شاهدنا ما هو اغرب وهو مهاجمة المستشفيات ومنع الاطباء عن معالجة المواطنين الجرحى وهذا ما جرى في البحرين دون ان يحتج احد .

وانتقد عون تعاطي وسائل الاعلام مع هذه الاوضاع معتبرا انه لا يتسم بالموضوعية ولا يعبر عن الواقع ، لو كانت وسائل الاعلام تنطلق من موقف مبدئي فاننا نحترم موقفها حتى لو تعارض معنا لكن ما يحصل هو ان من ينادي بحرية شعب يستعبد شعبا اخر وبالتالي فن معظم وسائل الاعلام لا تعبر عن الواقع بل عن الميول السياسية والولاء لقوى معينة .

وحول موقف تركيا من احداث ودول المنطقة قال رئيس تكتل التغيير والاصلاح وزعيم التيار الوطني الحر في لبنان ان تركيا عبرت عن نزعة باتجاه الشرق واننا اعتبرنا ذلك امرا طبيعيا  لان الشرق هو محيطها الطبيعي واقرب اليها من الغرب لجهات عديدة لكن تبين من مواقفها وتدخلاتها بانها جزء من اوروبا .

وعن السلام العادل في الشرق الاوسط قال عون ان هذا السلام يجب ان يعيد الحق الى اصحابه معتبرا ان انسحاب اسرائيل الى حدود عام 1967 فيما لو حدث ليس حلا عادلا بالنسبة للفلسطينيين ،بل الانسحاب على الاقل الى حدود عام 1947 عندما قسمت فلسطين بقرار من الامم المتحدة مؤكدا ان اسرائيل لا تريد السلام ولا تريد التفاعل مع محيطها وانما تريد السيطرة .

وأشار عون الى ان نظرة الغرب الى المشرق لا تكتفي بالسعي لتأمين مصالح ومنافع مادية عابرة بل تتسم بنزعة للسيطرة على القرار و على الموارد الاقتصادية لاثراء الدول المسيطرة .

?واضاف، ان هذه النزعة هي التي نشأت في ظلها الامبراطوريات القديمة والحديثة التي بدأت تسقط، مشيرا الى ان الامبراطوريتين البريطانية والفرنسية تهاوتا مع الحربين العالميتين الاولى والثانية ، وبعد الحرب التي بدأت عام 2001 بدأ انحدار الكيان الاسرائيلي وهو قوة منتسبة الى امبراطورية هي الامبراطورية الاميركية ، وبعد ذلك بدأ الانحدار مع الامبراطورية الاميركية ذاتها ومن ارتبط بها .

وفي جانب اخر من لقائه بقناة العالم قال العماد عون ان لبنان اليوم اصلب بكثير من لبنان السبعينات بالرغم من كل الاخطار المحيطة بنا ، والسبب هو اننا عشنا التجربة القاسية وعرفنا اننا اخطأنا في الصراع الداخلي وبناء على ذلك فان القسم الاكبر منا قد تخطى النزاع المذهبي والطائفي والداخلي الى ان ينظر الى فكر وطني جامع .

وفي الحديث عن سوريا قال زعيم التيار الوطني الحر في لبنان ان قبضة الحكم قويت في سوريا في عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد حيث احترم التوجه السياسي القومي وهذا شيئ مهم في حياة سوريا لكنه جاء على خلاف نزعة العصر الى الديمقراطية .

واستطرد عون قائلا : ان الرئيس بشار الاسد ادرك هذه القضية وبدأ باطلاق الحريات الاجتماعية والاقتصادية واخيرا اطلق الحرية السياسية وان جاء ذلك متأخرا ، مضيفا انه كان يعي ذلك وانه اكد له في حديث خاص مطلع شباط - فبراير الماضي ضرورة ان تطلق حرية الاحزاب السياسية في سوريا.

وحول الاوضاع في سوريا وما طرحه الرئيس بشار الاسد من اصلاحات اعرب عون عن اعتقاده بان تطوير النظام لا يجب ان يكون بالانفلات كما حدث في روسيا عند سقوط الاتحاد السوفيتي حيث حررت نظامها الاقتصادي بشكل مفاجئ وكامل فوصلت للافلاس وسيطرت عليها المافيا وبالتالي يجب دائما التدرج في اطلاق الحريات .

واضاف عون : يجب ان يفهم من يتظاهر بان التظاهر هو تعبير جماعي لا يحمل الشغب اي لا يتضمن حرق المباني الرسمية والسيارات والتصادم ، فاذا فهم ذلك عندها يحق لهم ان يعبروا عما يشاءون جماعيا ، لكن عندما تنقلب التظاهرات الى حوادث شغب وصراع وتصادم وقتل عندها لا يمكن ان نمارس الديمقراطية وستكون الغلبة للاقوى وليس للاكثرية الساحقة .

كما ان الحرية في التعبير كما يرى عون تختلط احيانا بالكذب والمراوغة وتحقير الاخر وبالتالي اذا نحت هذا المنحى فانها تتعارض مع الديمقراطية مؤكدا ان حرية التعبير والتفكير يجب ان تكون جزءا من ثقافتنا ولكن تحت سقف الحقيقة لان كل تجاوز للحقيقة يمس بانسان اخر او مجموعة اخرى او بمصلحة الاخرين .

واكد ان الاصلاحات السياسية في سوريا ينبغي ان تجري في اجواء هادئة بعيدا عن ضغط البندقية سواء من الداخل او الخارج .

وحول حراك الشعوب العربية في ظل ما يوصف بالربيع العربي قال ميشيل عون ان المطالبة بالديمقراطية ليس عيبا بل هي حلم وأمل جماهيري ، اما على مستوى المزاولة والممارسة فانهم مازالوا بعيدين عن الديمقراطية ، فطالما هناك دمار وقتل وعدم وجود فكر سياسي يقود هذه الثورات فستتحول الى جهنم وليس ربيعا .

وتسائل عون : ماهو الفكر الجديد الذي سيحل محل الانظمة التي كانت قائمة ، فأنا كمراقب ارى انهم يفتشون عن حلول من الماضي ، والحلول الماضية مستهلكة ، هناك تجارب في الماضي يجب ان نستفيد منها وهناك حاضر يجب ان نأخذه بعين الاعتبار لانه هو الذي نرى فيه توجه الاحداث ، وان تكون خطتنا دائما ان نلتقي مع الحدث وليس ان نتبعه بعد ان يقع .

واعتبر عون ان الاحداث قطار يسير وللصعود فيه يجب انتظاره في المحطة لاننا لا نستطيع اللحاق به .

Ma-14