تحريضات ضد ايران لاحتواءها وتقييدها

تحريضات ضد ايران لاحتواءها وتقييدها
الخميس ١٧ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٢:١٤ بتوقيت غرينتش

بعنوان "احتواء إيران وتقييدها"، كتب روجيه كوهين في النيويورك تايمز مقالة تحريضية ضد الجمهورية الإسلامية، دعا فيها إلى إجراءات فاعلة تؤجج ما يراه فتنة داخلية، معتبراً أن"هذه الظروف تعطي الولايات المتحدة وإسرائيل مجالاً لاتخاذ إجراءات فاعلة، ما دامتا مترددتان في تنفيذ ضربة عسكرية متسرعة. وينبغي أن يكون الهدف هو زيادة الانقسامات الداخلية في ايران، وليس توحيد صفوفها عبر حل غاضب".

وذكّر الكاتب بأسلوب التعامل مع الاتحاد السوفياتي سابقاً، فقال"في سنة 1946، عندما كتب جورج كينان عن "التلغراف الطويل" الذي أوجد سياسة الاحتواء، لاحظ أن الاتحاد السوفياتي كان أيضاً عدواً إيديولوجياً للغرب، ولكنه منهك وضعيف اقتصادياً. لقد كان حكمه صائباً بإمكانية احتواء البلد من خلال الحزم، كما كان الوضع حتى بعد تطوير القنبلة".

وربطاً بالحالة الإيرانية، اعتبر الكاتب أن الوقت ليس في مصلحة الجمهورية الإسلامية، مزاوجاً بين الإسرائيلي والخليجي، فاعتبر أن "إيران، التي لا يمكن التنبؤ بتصرفاتها أكثر من الاتحاد السوفياتي، يمكن وقفها قبل وقت قصير من تصنيع القنبلة، عن طريق اتخاذ تدابير عسكرية مختصرة. وما نحتاج إليه هو سياسة احتواء وتقييد. احتواء إيران من خلال دفاعات معززة إسرائيلية وخليجية، وهي عملية جارية".

وينتهي الكاتب إلى الدعوة لـ"تقييد (إيران) ضمن دائرة الغموض النووي الحالي، عن طريق تدابير متعددة (...)، وإجراءات صارمة لمنع وصولها إلى العملة الصعبة، وكملاذ أخير "الحجر" المشابه لمنع جون كينيدي الشحن البحري إلى كوبا خلال أزمة الصواريخ".

كما نشرت النيويورك تايمز مقالاً آخر حول الملف نفسه للكاتب براين فوشس، بعنوان "مسيرة إيران النووية"، مشيراً فيه إلى أنه على الرغم من إبطاء برنامج إيران النووي من خلال العقوبات والفايروس المعلوماتي، لا يزال هذا البرنامج يتقدم.

وفي هذا السياق، يجاري الكاتب الحملة المعادية لطهران بالقول "إن تهديداً عسكرياً ذا مصداقية فقط بإمكانه أن يحمل إيران على النظر بجدية في إنهاء برنامجها النووي. وفي الوقت نفسه، بات أكثر وضوحاً أن العمل العسكري الوقائي غير مستساغ لغالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، والتي يخطط بعضها بالفعل لإستراتيجيات احتواء لمعالجة ما يرونه أمراً حتمياً".

وأردف الكاتب يقول إن "الولايات المتحدة، بالتزاماتها العسكرية الحالية، لا يمكن أن يتوقع منها أن تتصرف وحدها في هذه القضية. غير أن الأوان يقترب للفتة نهائية للرد على الوضع الإيراني".

ويمضي الكاتب في تحريضه حتى ختام مقالته بالقول"لقد دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى تدمير إسرائيل، وأنكر حدوث المحرقة، وزود حزب الله وحماس بالسلاح. وبالتالي، يجب أن تقلق كل  الأطراف المعنية في العالم حيال دولة إرهابية نافذة تكتسب قدرات نووية، فيما سيكون الإسرائيليون أول الضحايا".

أما الميامي هيرالد فقد كانت أكثر حذراً وتوازناً في مقاربتها لمسألة احتمال ضرب الجمهورية الإسلامية، وكتب فيها ترودي روبين من الأراضي المحتلة مقالاً بعنوان "نقاش داخل إسرائيل: ما الذي لا يجب فعله بشأن إيران؟"، استهله بالقول إنه "في الربيع الماضي، قال رئيس المخابرات الإسرائيلي السابق، مئير داغان، إن قصف إيران سيكون "فكرة غبية" بالنسبة لإسرائيل. فهو يعني حرباً إقليمية وإعطاء إيران أفضل الأسباب الممكنة لاستئناف برنامجها النووي".

ومضى الكاتب يقول"علقت هذه الكلمات في الهواء أثناء نقاش إعلامي استثنائي هنا على مدى اسبوعين سبقا صدور تقرير الأمم المتحدة، الذي أعطى أدلة جديدة (مفبركة) على خطط إيرانية لصنع أسلحة نووية. وظهّر النقاش تفاصيل حول موضوع نادراً ما تتم مناقشته في العلن هنا: هل يتعين على الدولة اليهودية مهاجمة إيران قبل أن ينتج برنامجها النووي قنبلة؟".

ويشير الكاتب في هذا السياق إلى أن التساؤل يمتد إلى "ما إذا كان الكيان الصهيوني يستعد فعلاً لضرب إيران، أم أن الحديث عن الحرب كان خداعاً يهدف إلى زيادة الضغط على طهران غداة ظهور نتائج تقرير الأمم المتحدة؟".

وهنا يتبع الكاتب التساؤل بالقول"من الواضح أن أحداً لا يمكنه الجزم، لكن بعد أسبوعين في المنطقة والتحادث مع العديد من الخبراء الإسرائيليين، أنا أؤيد تقدير آفنر كوهين، الخبير المطلع على برنامج إسرائيل النووي، عندما يقول إن (الحديث عن الحرب) كان خدعة بنسبة بين سبعين وثمانين بالمئة، غير أنه انطوى على عناصر من الواقع".

وينقل كاتب الميامي هيرالد عن كوهين اعتقاده بأن"إسرائيل لا تنوي القيام بأي شيئ الآن، لكنها تريد أن تستفيد من تقرير الأمم المتحدة لممارسة أقصى الضغوط على روسيا والصين، من أجل نيل موافقتهما على عقوبات جديدة من مجلس الأمن، بغية تجنّب الحرب".

وبعد عرضه احتمالات الرد الإيراني كما يراها كوهين على حرب مفترضة، يخلص كاتب المقال إلى "إن الدراما التي سوّقتها وسائل الإعلام الإسرائيلية على مدى الأسبوعين الماضيين، شكلت ضغطاً على الرئيس أوباما للقيام بعمل ما. كما شجعت المرشحين الرئاسيين.. على دعم ضربة إسرائيلية لإيران.. لكن قبل الإقدام على التنفيذ، يتعين على قادة الولايات المتحدة الالتفات إلى تحذير مائير داغان، وأن يتفكروا في سبب اعتقاده بأن (ضرب إيران سيكون) فكرة غبية".