اردوغان في مأزق جديد مع الحليف القديم الغاضب!

اردوغان في مأزق جديد مع الحليف القديم الغاضب!
الأحد ١٨ يونيو ٢٠١٧ - ٠٤:٤٢ بتوقيت غرينتش

دخلت العلاقات السعودية التركية مرحلة جديدة من التوتر بعد كشف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن عرضه بإقامة قاعدة عسكرية تركية على الارض السعودية اثناء لقائه بالملك سلمان بن عبد العزيز، ورفض السعودية لهذا العرض.

العالم - العالم الاسلامي


وحفلت مواقع التواصل الاجتماعي طوال اليومين الماضيين بهجوم شرس من عناصر تابعة للجيش الالكتروني السعودي على تركيا والرئيس اردوغان شخصيا، لانه تقدم بهذا العرض، ووقوف بلاده الى جانب قطر في الازمة الحالية بين الاخيرة وثلاث دول عربية.


وكان البرلمان التركي قد صادق على قرار بالسماح للحكومة بارسال خمسة آلاف جندي الى القاعدة التركية في قطر، في اصطفاف واضح الى جانب الاخيرة في ازمتها وخلافها مع السعودية والامارات والبحرين ومصر.


الرئيس اردوغان قال ان وجود القاعدة التركية في الدوحة ليس لحماية قطر، وانه فاتح الملك السعودي سلمان باستعداده لاقامة قاعدة مماثلة في السعودية، الامر الذي اثار غضب السعوديين لانه اظهرهم في وضع ضعيف ويحتاجون لمساعدة الاتراك بالتالي.


ما زاد غضب السعوديين ايضا اقامة جسر جوي بين انقرة والدوحة، فور اغلاق الحدود البرية السعودية القطرية، وقيام الطائرات التركية بنقل آلاف الاطنان من الاغذية والفواكه والخضار لتعويض الواردات القطرية من السعودية، خاصة من الالبان والاجبان.


الرئيس اردوغان حاول ان يخفف من حدة الازمة عندما اعلن في اجتماع لمجلس المصدرين الاتراك بان دعم بلاده لقطر ليس بديلا لعلاقات تركيا مع دول اخرى في منطقة الخليج (الفارسي)، والسعودية منها بالدرجة الاولى، وان المملكة تلعب دورا مفتاحيا في الازمة مع قطر.


هذا التوضيح في الموقف التركي ربما لن يساعد في امتصاص الغضب السعودي الناجم عن الانحياز تجاه  دولة قطر في الازمة، خاصة ان السعودية الغت اتفاقا بإستيراد سفن حربية تركية في صفقة قيمتها ملياري دولار قبل اسابيع فقط.


وربما تكون زيارة وزير الخارجية البحريني خالد بن حمد آل خليفة الى انقرة قبل ايام ولقائه مع الرئيس اردوغان قد نجحت في تأجيل القرار التركي بارسال قوات الى القاعدة التركية في الدوحة حتى نهاية رمضان لافساح المجال للحلول الدبلوماسية للازمة مع قطر.


العرض التركي بإقامة قاعدة عسكرية تركية في السعودية الذي وصف بالعرض "المتغطرس" و"المهين" اعاد العلاقات السعودية التركية الى ما دون الصفر، الامر الذي قد يؤدي الى اغلاق ابواب السعودية والامارات والبحرين في وجه الصادرات التركية، في وقت تواجه فيه تركيا صعوبات اقتصادية كبيرة انعكست في انخفاض سعر الليرة بأكثر من نصف قيمتها امام الدولار، وتراجع التنمية الى اقل من ثلاثة في المئة.
المصدر: راي اليوم