في تقريرها السنوي وصفت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان التمييز الذي تمارسه السعودية بحق مواطنيها الشيعة بأنه يرقى إلى درجة الاضطهاد .
وأورد التقرير بأن السعودية تمنع ممارسة الشعائر الدينية بشكل علني على غير المسلمين "وتمارس تمييزا متواصلا على الأقليات الدينية، وخاصة الشيعة والإسماعيليين". وذكر بأن التمييز الرسمي ضد الشيعة يشمل الممارسة الدينية، والتربية، والمنظومة القضائية. حيث "يعمد المسؤولون الحكوميون إلى إقصاء الشيعة من بعض الوظائف العامة ومسائل التخطيط والرفض العلني لمذهبهم".
وقالت المنظمة بأن المواطنين الشيعة قد يتعرضون إلى الاحتجاز أو الاعتقال إذا أفصحوا عن معتقداتهم الشيعية وخاصة في الحرم المكي والمدينة المنورة.
لفتت منظمة هيومن راس ووتش إلى أن دعاة الإصلاح في السعودية نظموا عدة احتجاجات منذ منتصف صهر ديسمبر كانون الأول من العام الماضي رغم الحظر الذي فرضته السلطات على هذه الأنشطة، وأضافت المنظمة في بيان أن قوات الأمن في كل من العاصمة الرياض وبريدة في منطقة القسيم والقطيف في المنطقة الشرقية ردة على الفور باعتقال المتظاهرين الذين خرجوا للاحتجاج على اعتقال المئات من النشطاء لمدد طويلة دون محاكمة، وقال البيان أن قوات الأمن السعودية اعتقلت في الثالث والعشرين من ديسمبر حوالي 60 شخصاً نصفهم من النساء شاركوا في احتجاج صامت بالرياض وذلك نقلاً عن أحد المشاركين في الاحتجاج، وكان أربعة أشخاص لقوا مصرعهم بين العشرين والثالث والعشرين من شهر نوفنبر تشرين الثاني الماضي في ظروف غامضة خلال مظاهرات في القطيف والعوامية، أعلنت السلطات على إثرها عزمها التحقيق في ظروف مقتلهم..
من جانبهم كل النشطاء على الموقع الاجتماعي فيسبوك على صفحتهم المسماة أحرار القطيف أن سبب خروجهم احتجاجات هو للمطالبة بحقوقهم كأقلية مضطهدة داخل المملكة العربية السعودية تمثل 10% من سكان المملكة، وحدد القائمون على هذه الصفحة مطالبهم أهمها الاعتراف الرسمي بالمذهب الشيعي ونشر هذا الاعتراف في وسائل الإعلام الرسمية وما يترتب على هذا الاعتراف من إجراءات منها الحق في بناء مساجد والحسينيات والحوزات العلمية. احتجاجات الشيعة في السعودية ليست الأولى من نوعها حيث شهدت منطقة القطيف احتجاجات في أكتوبر وأغسطس الماضيين كانت تطالب بحقوق للشيعة أسفرة عن وقوع أربعة قتلى على الأقل لتبقى هذه المنطقة مصدر قلق للسلطات السعودية حتى الآن.
مصدر القلق كما قال السفير المصري الأسبق لدى المملكة السعودية فتحي الشاذلي لإحدى الفضائيات العربية هو في الدعوة الوهابية الشيخ محمد ابن عبد الوهاب لم بدأ دعواه في قرابة منتصف القرن الثامن عشر، كان مدفوع بمواجهة ما كانوا يسمونه نوع من التلوث الشيعي لنجد قادماً من المنطقة الشرقية، وبالتالي المنطقة الشرقية لها خصائص جيو استراتيجية، هي المنطقة التي تضم الجانب الأعظم من موارد البترول السعودي، وهي المنطقة التي توجد حدود مشتركة فيها ما بين المملكة العربية السعودية وبين سائر مجلس التعاون الخليجي، وهي أيضاً قريبة نسبياً من إيران، الشيعة يقدروا ما بين 5 و10% من إجمالي تعداد سكان المملكة، ولكن في هذه المنطقة وبالذات وربما يصل عددهم إلى الأكثرية المقيمين في المنطقة الشرقية، المعروف منذ عقود أن هناك نوعاً من الإهمال للمنطقة التي يوجد فيها الشيعة، واضح كان الظروف تسوقني إلى أن أكون موجود في تلك المناطق، واضح أن المستوى المظاهر الحضارية والبنية الأساسية وخلافه، الاهتمام العام بمناطق الشيعة ليس على نفس المستوى المعهود في سائر مناطق المملكة، وبالتالي أظن أن هناك نوعاً تاريخياً حتى من وجود مبرر لمطالب الشيعة بمزيد من الاهتمام، بنوع من الاعتراف وأيضاً بنصيب في المناصب، ونصيب في الوجود العام مرأي، وبالتالي أظن أن هناك قدر معتبر من الحق فيما يصور على أنه مطالب مشروعة للشيعة.
وعن التمييز الممنهج ضد الشيعة في المملكة السعودية قال د. وفيق إبراهيم : الحقيقة أن الشيعة في المملكة، في مملكة آل سعود هم مواطنو هذه المناطق منذ آلاف السنين وهم عرب وهذه المناطق بتعبير آخر، والحقيقة أكثر أن المذهب الشيعي الذي يكلم عنه المعلق هو مذهب معترف فيه من أهم جامع إسلامي هو جامع الأزهر ويدرس في جامعة الأزهر، لذلك هذه النقطة يعني تدل بصراحة على أن أولا ً الشيعة طائفة أكثر عدداً من أنصار المذهب الوهابي الذين يقيمون فقط في نجد ودولة قطر، أي هم عدد قليل قياساً إلى حجم الطائفة الإسلامية الشيعية في العالم، ثانياً الشيعة في المنطقة الشرقية يطالبون بثلاثة أنواع من الحقوق، الحقوق الدينية مثلاً المذهب الوهابي يحاول دائماً أن يجد عدواً لتأمين اللحمة الداخلية لبقية الطوائف السنية حوله، عملاً أن المذهب الوهابي قام على أساس العداء للشيعة والشافعيين، الشافعيين يزورون المقابر ويتبركون بالأولياء أكثر من الشيعة، لذلك أقام المذهبي الوهابي هدنة مع الشافعيين باعتبار أن مصر بلد كبير وركز على الشيعة، فحرم أهل المنطقة الشرقية من حقوقهم.
وحول تصور السلطات السعودية دائماً بأن ولاء الشيعة هو للخارج قال د. وفيق إبراهيم : هناك تعمد في التشكيك لضرورات المحافظة على حكم آل سعود، يريدون دائماً عدواً لكي تجتمع قبائل السعودية ضد هذا العدو، وبالنهاية تتم الحماية لآل سعود، الشيعة في السعودية مثلهم مثل كل المواطنين في حكم آل سعود يطالبون بحقوق دينية، بحقوق اجتماعية، وحقوق سياسية، هم لا يشاركون في إدارة بلد هم أهله منذ آلاف السنين، وهم لا يأكلون من خيرات أرضهم التي يسرقها آل سعود منذ بضع مئات من السنين هم والغربيين، وهم أيضاً لا حق لهم في إقامة شعائرهم الدينية الإسلامية الصرفة وهي أكثر إسلامية مما يدعي آل سعود، لذلك هناك حالة شيعية في السعودية إلا أنها جزء من حالة أكبر في أيضاً أناس من بقية المذاهب.
وحول ما يشهده العالم من القمع في القطيف والعوامية قال د. وفيق إبراهيم : الذي يحمي النفط هم آل سعود، ما يهم العالم اليوم هو هذا النفط وهذا الاستهلاك الهائل المال، تبذير المال على العالم الغربي، على الصناعات الغربية ورشاوى الشركات، إن معظم المال العربي يهدر هدراً في زمن صعب جداً قد يأتي زمن آخر لا مال لدينا، فماذا نفعل، هل نبكي شيعة وسنة، المقصود فيها السعوديون لا يريدون أي وحدة في العالم الإسلامي، يريدون تدمير هذا العالم الإسلامي خدمة لمصالح الغرب وأنا متأكد أن 25% فقراء القسم الأكبر منهم هم من سنة السعودية، السعوديون عائلة تملك كل شيء، الأرض ما عليها وما في باطنها ويحاولون تطويع الدين لإثارة المزيد من الرعب، رعب الناس، مثلاً المنطقة الشرقية ملاصقة ليس كما قال الأخ ملاصقة للعراق وهي بعيدة عن إيران تفصلها دول الخليج "الفارسي"، متى مرة واحدة متى استعانة المنطقة الشرقية بعراقيين ضد السعوديين، لأنهم يشعرون أن لهم ولاء على هذه الأرض وأنهم أصحاب الأرض أكثر من آل سعود الذين أتوا من نجد إليهم بشكل غزوات وحاربوهم وقتلوا منهم الكثير...