متكي: جميع الميول السياسية تشارك في الإنتخابات القادمة

متكي: جميع الميول السياسية تشارك في الإنتخابات القادمة
الإثنين ٢٧ فبراير ٢٠١٢ - ٠٥:١٣ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) ‏27‏/02‏/2012 أكد وزير الخارجية الإيراني السابق منوتشهر متكي أن إيران ستشهد ملحمة شعبية جديدة في نظام الجمهورية الإسلامية خلال الإنتخابات يوم الجمعة المقبلة، وأن جميع الميول السياسية تشارك في هذه الدورة الإنتخابية، ونوه الى أن أميركا بدأت منذ 6 أشهر بحملة دعائية واسعة ضد هذه الإنتخابات.

وقال متكي في تصريح خاص لقناة العالم الإخبارية مساء الأحد: نحن أمام ملحمة شعبية جديدة في نظام الجمهورية الإسلامية سنشهدها يوم الجمعة المقبل، وفي إيران فإن الرجوع الى أصوات الشعب بدأ بعد مرور 50 يوما على إنتصار الثورة الإسلامية حيث إنتخب الشعب النظام الذي يبتغيه، وهذه ظاهرة فريدة في جميع الأنظمة أن يتوجه الشعب بعد إنتصار ثورته بمدة قصيرة جدا لإنتخاب نوع النظام الذي يريده.

وأضاف متكي: الشعب إنتخب نظاما بإسم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهذا يشكل لبنة نظامنا بعد سقوط النظام السابق، الجمهورية تعني دور الشعب، والإسلامية تعني أن الشريعة هي المحور والمصدر لكل القوانين، وهذه ظاهرة جديدة للسيادة الشعبية الدينية.

وتابع متكي: الإنتخابات هي مظهر لجمهورية النظام أي أن الشعب هو الذي يقرر وينتخب نوابه ورئيس جمهوريته وقائده والمجالس البلدية في المدن والقرى، ولهذا فأن دور الشعب ليس دورا صوريا أو جماليا بل هو دور مصيري، والشعب الإيراني على مدى 32 عاما إنتخب رؤساء جمهورية عديدين، وقد تباينت الرؤى بين هؤلاء الرؤساء الذين توالوا على السلطة.

ونوه متكي الى أن مجلس الشورى وعلى مدى 8 دورات سابقة كان أحيانا تحت تصرف تيار فكري خاص وأحيانا تحت تصرف تيار مقابل، ففي الدورة الثانية والسادسة كان الإصلاحيون هم المسيطرون، وفي الدورات الأخرى الأصوليين.

وأشار الى أن الضوابط الموجودة في القانون الإيراني لمن يريد الترشح هي الإعتراف بالدستور، وأنه إذا تطابق كل ما ينص عليه الدستور مع المرشح فسيكون مقبولا، قائلا إن عدد المسجلين في هذه الدورة الذين نالوا ثقة مجلس صيانة الدستور هو عدد كبير أكبر مما كان في الدورات السابقة، وهذا دليل على أن مجلس الصيانة قد تعاطى وتعامل بسماحة قلب أكثر مع هؤلاء المرشحين وإستطاع عدد كبير منهم أن يدخلوا الى المعترك الإنتخابي.

وأكد أن جميع الميول السياسية تقريبا تشارك وتتبارى في هذه الدورة الإنتخابية، مشيرا الى أن مابين 40 الى 50 نائبا في البرلمان لديهم ميول تصنف ضمن الميول الإصلاحية، معظمهم قد سجلوا أنفسهم وسيشاركون في الإنتخابات، كرئيس التكتل الإصلاحي النيابي في البرلمان بالإضافة الى الكثير من الشخصيات البارزة موجودة حاليا أسماءهم في القوائم الإنتخابية بعد أن نالوا الثقة، وهناك قائمة ملحوظة تحوي عددا كبيرا من أسماء إصلاحيين من خارج البرلمان.

وقال متكي: هناك أسماء معروفة من الإصلاحيين لم تشارك في الإنتخابات، وحسب إعتقادي أن سبب غيابهم هو أنهم وفي تقييمهم السياسي للمجتمع ربما تصوروا أنهم سوف لن يحصلوا على الأصوات، وقد تكون هناك أسباب أخرى.

وأضاف: فيما يتعلق بالأصوليين، الواقع أن المجتمع الإيراني مجتمع يدب بالحيوية والنشاط من الناحية السياسية وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية قلما تشاهد شابا له مساهمة وحضور فاعل ومؤثر في الساحة السياسية بقدر الشاب الإيراني ولهذا السبب نشهد تيارات ناشطة مختلفة.

وتابع متكي: شهدنا في الدورات السابقة حضورا متحدا للأصوليين، ولكن في هذه الدورة تباينت الرؤى بين بعض الأصوليين والمبدئيين فيما يتعلق ببعض الأمور، هناك قواسم مشتركة بينهم وهناك أيضا خلافات وتباينات بينهم وهذا ما يلاحظ في قوائمهم.

وأكد متكي أن كل حزب أو مجموعة سياسية تتمتع بحيويتها وفعاليتها، قائلا إن المجتمع الإيراني على مدى 33 عاما مضت، وحتى على الرغم من بعض المشاكل، فأنه يدب بالحيوية والنشاط وله مشاركة في مختلف الساحات لدعم الثورة والنظام وأسس هذا النظام ويعمل بجدية.

وأشار الى أن الساحة الإنتخابية تواجه منافسين من الخارج والمتمثل بنظام الهيمنة الغربية والأميركية، فالولايات المتحدة الأميركية وعلى مدى 3 عقود وقفت موقف المنافس والعدو للإنتخابات وإتبعت إستراتيجية واحدة في التعاطي مع الظاهرة الإنتخابية في إيران، قائلا إنها في الخطوة الأولى تبنت المقاطعة التي لم تجدي لأن الشعب سوف يشارك في هذه الإنتخابات.

وأضاف: الإستراتيجية الأخرى التي إتبعتها هي محاولة التقليل من نسبة الناخبين، ففي هذه الدورة بدأ الأميركيون منذ 6 أشهر بحملة دعائية واسعة، ونحن نشهد نوعا من الغيض والغضب من الجانب الأميركي الذي سعى الى توجيه إشارات سلبية وأن يكثف من دعاياته، وطرح مواضيع كثيرة منها العقوبات والحظر.

وقال: كل هذه الضغوط هدفها الإخلال بالتركيبة الإجتماعية في إيران، لمحاولة إخافة الشعب وإجباره على التراجع، وحسب السيناريو الخاص بأميركا والغرب بأن نسبة المشاركة إذا بلغت أقل من 30% فبإمكانهم أن يثيروا شكوكا حول مشروعية هذا النظام في الأوساط الدولية.

وأكد متكي أن هذا الموقف العدائي الأميركي سوف لن يعطي ثمرا، قائلا إن الأميركيين شاهدوا قبل 20 يوما في ذكرى إنتصار الثورة كيف كان الحضور الملحمي الشعبي الإيراني، وستشهد هذه الإنتخابات أيضا ملحمة شعبية ونسبة مشاركة مرتفعة.

وأوضح أن الشعب الغيراني كسائر الشعوب الأخرى قد تكون لديه بعض الإنتقادات حول المسؤولين، وأنه في النظام الديمقراطي عادة الإنتقادات موجودة وهي ظاهرة صحية، وأن النواب يطرحون إنتقاداتهم في البرلمان ولكن الشعب لا يختلف فيما يتعلق بأساس النظام أو إنجازات الثورة.

واشار الى أن أهم شيء في الإنتخابات هو الدور المصيري للشعب، قائلا: لم نكن نشهد هذه الظاهرة قبل الثورة في عهد الشاه الذي كان بإيعاز من أميركا والغرب كان يتخذ القرارات بمفرده وكان الشعب مغيبا، وكانت هناك إنتخابات صورية كسائر الدول الأخرى بمشاركة مرشح واحد فقط يأتي ليحكم مدى العمر، لكن الشعب الإيراني على مدى السنوات الأخيرة إستطاع أن يبدل أكثر من 6 رؤساء جمهورية.

ونوه متكي الى أنه عندما يكون للشعب الإيراني حضورا فإنه سيكون إشارة واضحة لأعداء الثورة بأنه ملتف حول النظام وحول الثورة وسوف يصمد أمام الضغوط الخارجية، وأن الإنتخابات في إيران موضع إهتمام العالم، والكل يترقب ليرى ما هي النتيجة.

واشار الى المجلس في بنية الدستور الإيراني مستقل عن السلطة التنفيذية أو الحكومة، وكذلك السلطة القضائية، قائلا إن هذه السلطات الثلاث تعمل بمعزل عن بعضها ومستقلة عن بعضها والقانون يوزع مهام مستقلة، فالحكومة لديها قراراتها في إطار القانون، والمجلس أيضا يصادق على القوانين ويشرعها ويشرف على سير تطبيقها، وإذا كانت هناك إختلالات في عمل الحكومة، فالبرلمان بإمكانه أن يستوضح من الرئيس أو من الوزراء، والبرلمان الثامن عند وجود إشكالات كان يوجه تساؤلات ويستوضح من الوزراء.

AM – 26 – 22:05