ويحضر الشعب الايراني لهذا العيد مقدمات تبدأ بالتخلي عن كل تالف وقديم، حيث تزدحم الاسواق والمحلات التجارية لشراء احتياجات العيد.
ويحتل "عيد النيروز" أو الربيع، مقاماً كبيراً في بعض الدول، حيث لايزال امره كذلك من اقدم العهود الى يومنا هذا.
ومن عراقته هذه تبرز اهميته، كما أن هذا الاخلاص الشديد لتقاليده اكبر دليل على اصالته، حتى ليبدو من العجب أن نراه مازال يثبت وجوده في القرن الحادي والعشرين. ويعود تاريخ الأحتفال بهذا العيد إلى الحضارة البابلية السومرية.
وعيد النيروز هو يوم تنبثق الحياة ويظهر الربيع ويجسد على بساطة لفظه مدلول "التجدد" بمعناه الواسع المطلق، اذ زيادة عن كونه العيد الرسمي لرأس السنة، فانه يصادف حلوله حدوث الاعتدال الربيعي (21 آذار)، اي في نفس الوقت الذي تتم فيه الارض دورتها السنوية حول الشمس، لتبدأ دورة جديدة ويبدأ عهد جديد تتحول فيه الطبيعة ـ ومعها الانسان ـ من فترة الفاصل الذي يمحو الزمن ويضع حداً للماضي، عودة الحياة وتجددها ويتم الاحتفال بهذا العيد في کثير من دول العالم منها ايران والعراق وترکيا والصين وافغانستان وباکستان والشام وبقية دول غرب آسيا خاصة، بالاضافة الى دول البلقان حيث يصلح الخصوم، ويطعم البائس، ويزار الموتى وتكرم ارواحهم، وما ذلك الا ليكون هذا العيد مناسبة لتهدئة الوجدان، وايقاظ عواطف الرحمة في القلوب.