واكد السيد علي فضل الله في خطبة الجمعة التي ألقاها من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (عليهما السلام) أن الرهان على التغيير من خلال العنف الدامي والتفجيرات المتنقلة هو رهان خاسر، وقد دفع الشعب السوري ويدفع بسببه أثمانا باهظة، كما أنه لا يستفيد منه إلا العدو الذي يخشى عودة سوريا إلى سابق عهدها من الاستقرار والوحدة والقوة، لأنه يخشى جيشها وشعبها وما تمثله من موقع استراتيجي مناهض لهذا العدو الذي عاث ولا يزال يعيث فسادا في فلسطين وعلى مستوى المنطقة كلها.
ورأى السيد فضل الله، أن العالمين العربي والإسلامي لا يزالان رهينة الانتظار لما يجري من انتخابات في هذا البلد الغربي أو ذاك، أو لحوار يجري بين هذا المحور الدولي وذاك، أو لنتائج صراع النفوذ بين هذه الدولة الكبرى وتلك، حيث بات هذا العالم، ومع الأسف، أسيرا لسياسات الآخرين وإملاءاتهم، الذين يحددون مصيره ودوره، آملاً أن تكون الانتخابات النيابية التي جرت في سوريا مدخلا حقيقيا للإصلاح الجدي الذي ينتظره الشعب السوري بفارغ الصبر، ومحطة جديدة من محطات الوحدة الداخلية التي تنهي الأزمة وتبعد شبح الحرب الأهلية عن سوريا.
وجدد دعوته الدول والشعوب العربية والإسلامية، إلى تتخذ موقفا مسؤولا حيال ما يجري في فلسطين، كي لا تضيع هذه القضية في ظل الصراعات التي تجري داخل العالم العربي والإسلامي، ولا يستفرد بالشعب الفلسطيني ليعيش معاناته وحده.
كما طالب النظام البحريني بعدم المساس بالقيادات الدينية في المنامة والإفراج عن كل المعتقلين والأسرى والعودة إلى الحوار والاستماع إلى نبض شعبه وتحقيق مطالبه المشروعة.
من جهته، استنكر الشيخ عفيف النابلسي تفجيرات دمشق، واعتبر ان هذه "التفجيرات الدموية المدانة تؤشر إلى مخطط إفشال مهمة أنان والمراقبين الدوليين وقطع الطريق على أية وسائط وجهود سياسية قادمة من أية جهة أتت، وجعل مصير الشعب السوري في قبضة الصراع الطائفي، والتعمية على الانتخابات والإصلاحات التي أجرتها وتقدمت بها الحكومة السورية".
ورأى الشيخ النابلسي، في خطبة الجمعة التي ألقاها من على منبر مسجد السيدة الزهراء (ع)، ان "هذا المشهد الدموي في سوريا، مقدمة لهدف أكبر وهو ضرب المقاومة في لبنان وتدمير المواقع النووية في إيران".
وأضاف "وها هي إسرائيل من خلال توحيد صفوفها بتشكيل ائتلاف حكومي واسع تتحضر لهذا الهدف الخطير، لذلك فإن وقف الدماء في سوريا مكسب لأمن واستقرار الأمة، ودليل انتباه ووعي سياسي لحركة الصراع مع الاستكبار".
وفي الختام، شدد الشيخ النابلسي على ضرورة "تجميع الجهود وتوحيد صفوف كل المخلصين في إطار جبهة واحدة لردع العدوان الواسع".