ومع استمرار الحرب في قطاع غزة تصاعد الغضب داخل الشارع الإسرائيلي، خصوصاً من عائلات الأسرى.. والمعارضة التي اتهمت حكومة بإطالة أمد الحرب دون تحقيق نتائج واضحة.
وافقت الحكومة الإسرائيلية على خطة ترامب التي فتحت الباب أمام وقف العدوان على غزة، مقابل ترتيبات أمنية وضمانات أميركية، في خطوة أثارت انقساماً حاداً داخل الائتلاف الحاكم.
هذا القرار فجر خلافات عميقة داخل الكيان حيث أعتبره اليمين المتشدد تراجعاً واستسلاماً للضغوط الخارجية، بينما رأت فيه المؤسسة الأمنية والمعارضة السياسية مخرجاً ضرورياً بعد استنزاف عسكري واقتصادي طويل.
والانقسام لم يبق داخل أروقة السياسة بل امتد إلى الشارع مع تظاهرات متقابلة بين مؤيدي استمرار الحرب والداعين لوقفها.
وفي خضم هذه التطورات تصاعدت المواجهة مع إيران، لتضيف بعداً أكثر خطورة على المشهد.. عام 2025 شهد انتقال الصراع بين تل أبيب وطهران إلى مستوى غير مسبوق، عبر ضربات متبادلة مباشرة وغير مباشرة، شملت هجمات صاروخية وطائرات مسيرة واستهداف مواقع عسكرية واستراتيجية.
هذه المواجهة وضعت الكيان المحتل أمام تحد كبير.. إما الاستمرار في الحرب وسط ضربات إيرانية -وصفتها المصادر الأمنية بالمؤلمة والباهضة- أو الهرولة نحو المطالبة بوقف الحرب مع إيران.. وهذا ما حدث.
سياسياً شكل عام 2025 نقطة تحول في مكانة نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إذ تراجعت شعبيته بشكل ملحوظ، وارتفعت الأصوات المطالبة بانتخابات مبكرة ومحاسبة القيادة على الإخفاقات الأمنية والسياسية وحالة العزلة التي بات يعاني منها الكيان المحتل.
كما برزت أزمة ثقة متزايدة بين الحكومة والمؤسسة العسكرية حول إدارة الحرب وتعدد الجبهات.
بين ضغط أميركي فرض وقف الحرب في غزة ومواجهة وصفت بالخطيرة مع إيران وانقسام حاد غير مسبوق تخرج تل أبيب من عام 2025 أكثر انقساما وأكثر قلقاً على مستقبلها السياسي والأمني.. عام لم يحسم الصراعات لكنه غير قواعد اللعبة.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..