اعتقال طاقم قناة (مصر 25)، واحتجاز صحفيين ومصورين، ومصادرة كاميرات وتكسير أخرى، كانت مهمتهم نقل وقائع السحل والتنكيل بالمتظاهرين والمعتصمين، وفض اعتصام العباسية بالقوة، ومن بعدها كتمان صوت قنوات فضائية إخبارية، يؤكد أن أمرًا ما يبيت بليل، ويخشى العسكر وحكومة د. كمال الجنزوري من فضحه.
الحرية.. كانت أهم المطالب التي خرجت بها ثورة 25 يناير، فأين هذه "الحرية" إذا ما دام العسكر يتبع نفس أسلوب النظام البائد في التنكيل والضرب والاعتقال.
تضامننا مع زملائنا الصحفيين والإعلاميين من طاقم (مصر 25)، الذي اعتقلهم وسحلهم وحبسهم العسكر رغم تيقنه أنهم كانوا يؤدون مهمتهم وعملهم، ورغم إطلاعه على بطاقات هويتهم، وبعد تأكده أنهم ليسوا ممن وصفهم مثيري الشغب أمام وزارة الدفاع، واليوم نعلن تضامننا مع معتقلي قناة (العالم) الذين داهمت مقرهم قوات الشرطة، بدعوى أنهم لم يحصلوا على ترخيص، في الوقت الذي ترفض الحكومة وتتعنت إصدار هذا الترخيص لهم.
الشرطة كما هي لم تتغير بعد الثورة، وواصل العسكر مهمة نظام المخلوع، ففي الوقت الذي بدأ فيه النظام في الانهيار تم سحل "عمنا" محمد عبد القدوس مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين يوم 28 يناير أمام مقر النقابة، وتم استهداف وقتل أحمد محمود الصحفي بجريدة (الأهرام) في شارع الجلاء، وقبض على صحفيين أجانب من مداخل ميدان التحرير.
ومع اقتراب انهيار النظام، ظهر العسكر ومخابراتهم الحربية، وداهم مقر (إخوان أون لاين) في جمعة الرحيل (4 فبراير 2011م)، واعتقل 11 صحفيًّا، وكنت أحدهم، قبل أن يتم إطلاق سراحي، ويحتجز 6 آخرون لمدة 4 أيام.
ويتواصل التضييق العسكري على الصحفيين في أحداث محمد محمود، ويصاب الزميل أحمد عبد الفتاح مصور (المصري اليوم) بالخرطوش والمطاطي، ومنع م. خيرت الشاطر نائب المرشد من حوار على التليفزيون المصري؛ حتى لا يؤثر في إثارة الجماهير قبل مليونية الجمعة قبل الماضية، ومنع الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل من الظهور في التليفزيون المصري، ويتم سحل واعتقال طاقم (مصر 25) وصحفيي ومصوري صحف (المصري اليوم) و(البديل) و(الوطن) و(التحرير)، والآن قناة (العالم).. وأخشى أن تكون البقية تأتي.
الغريب أن يأتي هذا في الوقت الذي احتفل فيه العالم أجمع قبل أسبوعين باليوم العالمي لحرية الصحافة، ليكون ردًّا حقيقيًّا لمدى الحرية التي يتمتع بها الصحفيون والإعلاميون المصريون بعد الثورة.
ختامًا.. المعتقلون والمسحولون والمشوه شعرهم، والذين تم تعذيبهم في السجون والمداهمة مكاتبهم، هم صحفيون وإعلاميون أرادوا بث الحقيقة، ومنعهم المجلس العسكري من تأدية عملهم وواجبهم المهني والإنساني تجاه الوطن، ولن يرضوا إلا أن ينشروا كل ما سيحدث في الانتخابات الرئاسية المقبلة مهما حدث.
اسلام توفيق
منسق حركة (صحفيون من أجل الإصلاح)