جاء ذلك في كلمة القاها يوم الجمعة بمناسبة حلول الذكرى الثالثة والعشرين لرحيل الامام الخميني (قدس سره) الذي تقيمه السفارة الايرانية في قصر الاونيسكو بالعاصمة اللبنانية بيروت.
وبيّن السيد نصرالله، بان الامام الخميني فقيه كبير وفيلسوف عظيم، وعارف، ومفكر اسلامي مبدع ومجدد، وله مواصفات ذاتية كثيرة، وقد بدأ عملية بناء الدولة في إيران مباشرة بعد انتصار الثورة لمعرفته بأهمية الحاجة للدولة لإدارة الأمور.
واكد الامين العام لحزب الله، ان الامام الخميني (قدس سره) كان جل اهتمامه بقضية فلسطين والقدس، ورغم الحرب التي شنها صدام مدعوما ببعض الأنظمة العربية باسم العروبة إلا أنه لم يتراجع أبداً عن قضية فلسطين.
وقال السيد نصرالله ان الامام شنت عليه وعلى شعبه حرب ضروس لسنوات من قبل صدام بدعم اميركي وغربي ودولي، الا ان هذه التحديات العالمية لم تبدل حرفا في موقف الامام الخميني (قدس سره) ازاء القضية الفلسطينية، في وقت وقفت الكثير من الدول الى جانب صدام والقليل من الدول ومنها سوريا وقفت الى جانب الامام.
واشار الى ان الامام كان ينظر الى مسألة فلسطين على انها مسألة عقائدية وليست موضوعا ولا تخضع للمساومة ولا للتفتيت، مبيناً "ان المعركة لم تنته لان فلسطين لا تزال تحت الاحتلال ولان شعبنا بكامله ما زال مشرداً ومعذباً".
واضاف، لو ان شخصاً غير الامام لكان فتش عن مصلحته، كما فعلت تركيا الاتاتوركية التي يممت وجهها تجاه الغرب، لكن الامام لم يفعل ذلك.
وقال السيد نصرالله، "نستحضر في هذه المناسبة قضية بقية ارضنا المحتلة والمسؤولية الملقاة على الدولة والشعب، كما نستحضر رفات بقية اللبنانيين الذين ما زالوا في الارقام لدى كيان الاحتلال الاسرائيلي وقضية المخطوفين اللبنانيين".
واشار الى مشهد النعوش الفلسطينية العائدة، وقال انها تدل على وحشية العدو الذي يحتجز اجساد الشهداء، مؤكداً ان هناك الالاف من الاسرى في السجون والالاف او المئات من الشهداء ما زالوا في مقابر الارقام.
وشدد السيد نصرالله على ان المعركة مع العدو لم تنته لان فلسطين لا تزال تحت الاحتلال ولان شعبا بكامله ما زال مشردا ومعذبا.
وفي جانب آخر، اكد الامين العام لحزب الله في لبنان، ان الإنجاز الأضخم للإمام هو نجاحه في بناء ايران كدولة عصرية تجمع بين الأصالة والحداثة وتواجه جميع التحديات.
وبيّن، رغم كل ما فعله صدام، فان الامام لم يتراجع خطوة في فكر التقريب بين المسلمين والمستضعفين لان هذه المسألة بالنسبة له مسألة عقائدية، حيث كان الداعي الدائم للوحدة والتقارب بين المداهب.
وفيما يتعلق بقضية المخطوفين اللبنانيين، اكد الأمين العام لحزب الله، ان هؤلاء المخطوفين، مواطنون لبنانيون، وبالتالي الدولة اللبنانية مسؤولة عن اعادتهم واطلاق سراحهم، وبالفعل فان العديد من المسؤولين يعملون بجد للوصول الى خاتمة طيبة"، داعياً الى اعطاء الدولة الوقت لتتابع الموضوع وتصل الى النتيجة.
واضاف، أنه منذ اللحظة الاولى في موضوع المخطوفين اللبنانيين التزمنا نقطة معينة وهي الدعوة الى ضبط النفس والهدوء والصبر.
وتوجه السيد نصرالله بكلمة للخاطفين، قائلاً "قلتم ان لا مشكلة مع طائفة وعليكم ان تثبتوا ذلك، وهؤلاء زوار يجب ان يعودوا الى اهلهم، واذا لديكم مشكلة معي هناك اساليب وطرق للتعاطي، تريدون بالسلم بالسلم، بالحرب بالحرب، تريدون مع حزب الله او حزب الله وحركة امل ومع اي قوى سياسية، اما ان تأخذوا الابرياء فهذا ظلم يجب الانتهاء منه".
وتابع السيد نصرالله يقول، أنه "لدينا موقف من سوريا وندعو الى الحفاظ على وحدة سوريا وقلبنا يحترق على سوريا كما هو حال اي سوري، وقد نختلف مع الاخرين في قراءة ما يجري".