واضاف صدقيان في حديث مع قناة العالم مساء الاثنين ان السيد علي خامنئي عندما تحدث عن الملف النووي في خطابه الاخير بمناسبة ذكرى رحيل الامام الخميني عرض الرؤية الاستراتيجية الايرانية لهذا الملف وكيف يجب ان تتعامل معه الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية ، وبالتالي فقد كان يشير بشكل واضح الى ان الدول الغربية ربما تريد معالجة مشاكلها الداخلية من خلال التعامل مع البرنامج النووي الايراني .
وتابع صدقيان قائلا : ان السيد خامنئي يعلم بشكل واضح – وهو الذي يمسك بهذا الملف – ان ايران لا تريد انتاج السلاح النووي ، وتريد ان تتعاون مع الوكالة الدولية بشفافية ووضوح ، لكنه يعتقد ايضا – بما يمتلك من معلومات – ان الدول الغربية لا تريد حل هذا الملف ، ويعتقد ايضا بان هناك الكثير من الفرص كانت مواتية لحل هذا الملف بشكل يسير ومعقول ومنطقي وفني بناء على قوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، لكن الولايات المتحدة ومعها عدد من الدول الغربية كانت تقف حائلا دون حصول نتائج ايجابية ملموسة من الاجتماعات التي عقت سواء في جنيف او اسطنول او بغداد وربما حتى الاجتماع القادم في موسكو ، وبالتالي فان كلام السيد خامنئي كان يشير بشكل استراتيجي الى التعاطي الغربي مع الملف النووي الايراني .
وحول الاجتماع الذي سيعقد بعد يومين بين ايران والوكالة الدولية لتوقيع اتفاقية هيكلية كما وصفها المدير العام للوطالة لتسوية القضايا العالقة قال مدير المركز العربي للدراسات الايرانية ان هناك برنامج بين ايران والوكالة يحدد عمل فرق التفتيش الدولية في المنشات النووية الايرانية في الفترة القادمة سواء كانت ستة اشهر او سنة ، مشيرا الى ان كل المنشات النووية الايرانية تخضع وبشكل صارم لاشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية سواء كان على مستوى تفقّد فرق التفتيش لهذه المنشات او على مستوى الكامرات واجهزة المراقبة المنصوبة داخل المنشات الايرانية بما في ذلك منشأة فردو الحديثة التأسيس .
واشار صدقيان الى ان المشكلة التي برزت خلال الاشهر الماضية تتعلق بموقع بارتشين وهو موقع عسكري غير مشمول بالتفتيش حسب ما تنص عليه قوانين الوكالة الدولية ن وبالتالي فان ايران ترفض دخول المفتشين الى مواقعها العسكرية ومنشاتها الصناعية التي لا تدخل في الاطار النووي ، ومع ذلك فانها اتاحت لفرق التفتيش ان تدخل موقع بارتشين عامي 2005 و 2006 واخذ عينات من الموقع ولم تعثر على اي مؤشر لوجود نشاط نووي في الموقع المذكور .
وتابع صدقيان : ان الوكالة عاودت الان المطالبة بتفتيش موقع بارتشين ليس بناء على معلومات فنية وقانونية من فرق التفتيش وانما بناء على معلومات استخباراتية مقدمة من قبل وكالة المخابرات المركزية الاميركية، ومع ذلك لم تمانع ايران من تنفيذ طلب الوكالة لكنها اشترطت ان يسفر دخول المفتشين عن غلق ملف بارتشين وعدم مطالبة الوكالة بدخوله مرة اخرى ، كما اشترطت ان لا تسرب الوكالة اي معلومات عن هذا الموقع الى اي جهة غير معنية ، واشترطت ايضا ان تعلن الوكالة بشكل صريح وشفاف عن عدم وجود اي نشاط نووي في الموقع طبقا للعينات التي ستحللها .
من جهة ثانية اشار صدقيان الى ان المندوب الاميركي لعب دورا سلبيا في اجتماع بغداد ولم يتح للجانب الغربي ان يجيب على الاسئلة التي طرحها كبير المفاوضين الايرانيين لتحديد معالم الحل ،وبالتالي اذا تكررت نفس التصرفات في اجتماع موسكو فربما سيكون اخر اجتماع بين طهران ومجموعة 5+1 ، لان ايران تريد مواقف واضحة وشفافة تعترف بحقها في التخصيب في اطار قوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، وبالتالي فان الكرة الان في الملعب الغربي وعلى اشتون ان تتخذ ما يلزم لانقاذ المحادثات.
Ma.19:06.4