ونقلا عن موقع الانتقاد الاثنين تساءل الموسوي قائلا :"هل ان من جير مقدرات الوطن لمصلحته او لشركاته الخاصة، وراح يقدمه سلعة يرهنها عند هذه الدولة الكبرى او تلك الدولة الاقليمية من اجل ان يتسيد هذا البلد ويسيطر على ثرواته وعلى نظم الحياة فيه هو من كان بارّاً لوطنه، أم الذي أرخص المهج في سبيل تحرير هذا الوطن، وآل على نفسه تقديم التضحيات من اجل ان يبقى عزيزا.
وخلال احتفال تأبيني في بلدة سلعا الجنوبية، رأى الموسوي أن هذا السؤال لا يحتاج الى كثير من العناء للإجابة، فالذين ضحوا من اجل وطنهم ولا زالوا يضحون هم الأجدر بنيل لقب ابرار الوطن، ومن احق بذلك من الذين استشهدوا ومن رجال المقاومة الذين مضى منهم، ومنهم من لا زال ينتظر وما بدل تبديلا، وشدد على اننا لو كنا في بلد او دولة اخرى، لوجدنا ان هؤلاء المقاومين كانوا موضع التقدير والاجلال بل ان التقدير والاجلال يتحقق بالتقرب منهم.
ولفت الموسوي إلى أنه في الوقت الذي نسمع فيه من يقضي نهاره في التجني على المقاومة لانها لا زالت تحمل سلاحاً، علينا أن نبحث عن السبب الذي اضطر شباب هذا الوطن على حمل السلاح من اجل تحرير ارضهم والدفاع عنها وتحرير وطنهم، وهو تخلي الحكومات المتعاقبة عن مسؤولياتها في حماية الجنوب، ولذلك اذا وجب محاكمة احد فيجب محاكمة من كان مسؤولاً عن تسييب الجنوب وجعله مستباحاً امام العدو الاسرائيلي الى حد ان أهالي الجنوب باتوا يطالبون في كل مناسبة بتسليحهم ولو بعصا.
وتابع بالقول "اليوم نسمع مقولات ان حماية الوطن هي من مسؤولية الدولة، وهذا لا نقاش فيه ولكن النقاش هو في تعريف الدولة، أليست المقاومة بوصفها تعبيراً عن ارادة وحركة شعبية جزءً من مفهوم الدولة؟ اما النقاش بحصرية السلطة باستخدام العنف فانها وان كان نظرية معتمدة منذ قرون، الا ان النظريات تتبنى وفق الحاجة، ولا تشكل قالبا قسريا يسقط على الوقائع ايا كانت، ولطالما كان يجري تكييف النظريات والمبادئ وفق الحاجات".
وتوجه الموسوي للذين يقولون ان مسؤولية الدفاع يجب ان تنحصر في الجيش اللبناني، بالسؤال "هل قامت العهود والحكومات المتعاقبة بما ينبغي من اجل اعداد الجيش اللبناني لمواجهة العدوان الاسرائيلي، على الرغم من ان ضباط الجيش وجنوده وعلى الرغم من قلة العدة والعديد والتسليح، كانوا يبلون البلاء الحسن حين كانت توجه إليهم الأوامر لمواجهة هذا العدوان".
وقال الموسوي، "نسأل الذين يدعون الى حصر مهمة الدفاع بالجيش، قبل ان ننقاشهم في آن.
واعتبر الموسوي اننا لا نتجنى اذا قلنا ان دعاة نزع سلاح المقاومة، يدعون الى القضاء على لبنان في وجوده بالاضافة الى سيادته ووحدته ونهب مقدراته، موضحاً أنه بسبب سياسات التحريض المذهبي والطائفي التي اوصلت الى الاحتقان الذي تفجر في طرابلس، تخشى الناس من ان ينتقل هذا الاحتقان الى مناطق لبنانية اخرى، مؤكداً ان الذي اوصلنا الى هذا الحال هو نفسه الفريق المتجني على المقاومة والذي قامت سياسته على التحريض مذهبيا وطائفيا بهدف عزل المقاومة شعبيا في لبنان.
وفي ختام كلمته توجه الموسوي إلى من يتجنى على المقاومة وسلاحها، متسائلاً عن سبب تقصيره في حماية لبنان وفي تسليح الجيش اللبناني واعداده للقيام بهذه المهمة، وعن سياسته التي فككت الوحدة الوطنية وضيعت الاستقلال الوطني، مؤكداً أن هذه السياسة الارتهانية هي التي جعلت من جيفري فلتمان قائداً لهم في ثورتهم المزعومة، وفي سياساتهم التي يتبعونها، وعن السياسات الاقتصادية التي افقرت هذا البلد وجوعت الناس فيه.