احمدي نجاد: قوى الهيمنة تسعى لاحياء عهد الاستعمار بقناع جديد

الجمعة ٠٨ يونيو ٢٠١٢
١٠:٥٢ بتوقيت غرينتش
احمدي نجاد: قوى الهيمنة تسعى لاحياء عهد الاستعمار بقناع جديد أكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان قوى الهيمنة الدولية تسعى وراء احياء عهد الاستعمار بثوب حديث وقناع جديد ،مضيفا : ان المستكبرين وفي مسار تحقيق هذا الهدف يعتبرون منجزات شعوب مثل ايران والصين عقبة في طريقهم.

وقال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في مقابلة اجرتها معه قناة "فونيكس" التلفزيونية الصينية، في الرد على سؤال بشأن تقييمه لاوضاع المنطقة والعالم، انه من المحتمل ان تحدث على المدى القصير مشاكل في مسار التطورات، الا ان ما ينبغي ان نهتم به هو ان الشعوب لا تعيش على المدى القصير وهي كالنهر الجاري على مدى مئات الاعوام ومازالت جارية الان ايضا. فالاحداث والوقائع القائمة قصيرة الامد الا ان التغييرات الواسعة هي الان في الطريق لمصلحة العدالة والشعوب.

واعتبر المسار النهائي للتغييرات والتطورات على الصعيد الدولي والذي يصب في مصلحة العدالة والشعوب امرا حتميا واضاف، من الممكن ان تكون هنالك عقبات في الطريق ولكن عندما ننظر الى المسار سنتذوق حلاوة هذه الاحداث.

واضاف، من الممكن ان لا تكون تغييرات وتطورات الظروف الاقليمية والعالمية على المدى القصير لمصلحة الشعب الايراني، الا ان التطورات على المدى البعيد ستكون بالتاكيد لمصلحة هذا الشعب، ولا شك لدي بان الشعب الايراني وكذلك الشعب الصيني سيتجاوزان العقبات وينتظرهما مستقبل افضل بكثير من اليوم.

واعتبر رئيس الجمهورية النظام الراهن في العالم بانه غير عادل ويمنع تقدم ووصول الشعوب الى حقوقها المشروعة واضاف، ان التقدم يتحقق عندما تسعى الشعوب للتقدم واصلاح النظام الدولي بصورة متزامنة .

وحول القضية النووية الايرانية قال، ان "موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية في هذا المجال واضح تماما، فجميع الانشطة النووية الايرانية تجري في ظل مراقبة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وان اي حدث في هذا المجال يتم تصويره وتسجيله بواسطة كاميرات الوكالة، الا ان المشكلة الاساسية تمكن في التعامل السياسي من قبل بعض القوى الكبرى في العالم".

واشار الرئيس احمدي نجاد الى امتلاك الدول الغربية آلاف القنابل النووية وكذلك الكيان الصهيوني الذي يمتلك باعترافه هو نفسه 250 قنبلة نووية واضاف، ان قلقهم لا يعود الى قدرة ايران على التخصيب بنسبة 20 بالمائة ذلك لان من لهم ماض في استخدام القنبلة النووية يمتلكون الان اكبر عدد منها في العالم.

واضاف، ان معارضة الغربيين لامتلاك ايران الطاقة النووية سياسية الطابع ونابعة من معارضتهم لاستقلال وتقدم الشعوب، والقضية الاساسية هي انهم يريدون ان تبقى ايران وجميع الدول المستقلة متخلفة كي تبقى في حاجة للمستكبرين وتابعة لهم.

واكد احمدي نجاد بان المستكبرين لن يظهروا ابدا السبب الرئيس وراء معارضتهم لتقدم الجمهورية الاسلامية الايرانية في مجال الطاقة النووية واضاف، ان ايران ستستمر في مسيرة المحادثات والمفاوضات والعمل لضمان حقوقها النووية وستسعى عبر تقديم مقترحات بناءة لاثبات حقوقها النووية.

واوضح الرئيس الايراني بان قوى الهيمنة الدولية تسعى وراء احياء عهد الاستعمار بثوب حديث وقناع جديد واضاف، ان المستكبرين وفي مسار تحقيق هذا الهدف يعتبرون منجزات شعوب مثل ايران والصين عقبة في طريقهم، ومن هنا حتى لو لم يتذرعوا بالقضية النووية الايرانية فانهم ياتون بذريعة اخرى، والشاهد على ذلك انه عندما دفع المستكبرون في السنوات الاولى لانتصار الثورة الاسلامية نظام صدام للهجوم على ايران لم تكن القضية والانشطة النووية مطروحة اطلاقا الا انهم دعموا بصورة شاملة ذلك العدوان العسكري وهو امر لا يؤشر سوى الى معارضتهم لارادة الشعوب للعيش باستقلالية.

واوضح الرئيس احمدي نجاد بان الشعب الايراني يعارض النظام غير العادل السائد في العالم والذي يصب فقط في مصلحة اميركا واصدقائها، ويعتبر هذا الامر عاملا لتعاسة وشقاء المجتمع البشري واضاف، ان هذا النظام يجب ان يتغير بالاعتماد على فكر وثقافة وارادة الشعوب، وان نيتنا في احلال نظام عادل بدلا عن النظام الراهن ليس مبنيا على المضي به بالحرب والتهديد بل بالمنطق والفكر.

واوضح رئيس الجمهورية، بان ما يتم تاكيد عليه في معتقدات الشعب الايراني هو اسلوب ومنهج الخدمة والاحترام والعدالة للشعوب وان جهودنا لاقتلاع جذور الفقر والتمييز والحرب في العالم كله ولجميع الشعوب ولم نقم بتعريف سرورنا ورخائنا على اساس تعاسة الاخرين او كسب الثروة لانفسنا على حسب فقر الاخرين.

واشار الى اوضاع القارة الافريقية واضاف، ان السلطويين الغربيين نهبوا كل ثروات الشعوب الافريقية وفرضوا عليها الفقر الشامل والمدقع الا اننا نحن الشعوب الشرقية لا علاقة لنا بمثل هذه النزعة والخصال وان منطقنا يختلف عن منطق الذين يريدون حل وتسوية كل القضايا بقوة الاسلحة.

واضاف الرئيس الايراني، ان شعوب اوروبا واميركا نفسها اليوم اسيرة بيد سلطة اقلية راسمالية طامعة، ورغم ان هذه الاقلية هي السبب الاساس وراء الازمة الاقتصادية في الغرب والعالم ولكن عندما يكون من المقرر معالجة الازمة فانها تمد اليد الى جيب الشعوب، وكلما ترفع الشعوب صوتها بالاحتجاج فلا يلقى صوتها صدى لان حكامها غير صالحين يعملون بدلا عن توفير مصالح شعوبهم، بالتفكير في شن الهجمات العسكرية والتدخل وحياكة المؤامرات ضد الدول الاخرى.

واكد الرئيس احمدي نجاد بان عهد الاستعمار قد وصل الى نهاية مطافه وعلى المستكبرين العودة الى دولهم وان يفكروا بمصالح شعوبهم بدلا عن التدخل في شؤون الاخرين.

وحول العلاقات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية واميركا قال، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ترحب دوما بالمحادثات حول مختلف القضايا الدولية مع مختلف الدول ومن ضمنها اميركا لكنها تؤكد في الوقت ذاته بان هذه المحادثات يجب ان تجري في اجواء عادلة وضمن احترام الحقوق المتبادلة للشعوب.

وبشان التهديدات التي يطلقها بعض المسؤولين الاميركيين من ان هنالك خطة متكاملة للهجوم على ايران ستقوم اميركا بتنفيذها اذا ما اقتضت الحاجة، وطبيعة الرد الايراني في هذا الصدد، قال الرئيس احمدي نجاد، ان الشعب الايراني شعب عظيم ويتمتع بتاريخ مفعم بالمفاخر ومستعد على الدوام للدفاع عن نفسه، شعب يريد العيش بعزة وكرامة، ورغم انني استبعد حدوث مواجهة بين ايران واميركا الا ان عظمة وقوة الشعب الايراني ايضا ليست خافية على احد.

وفي معرض رده على سؤال حول العلاقات الايرانية الصينية قال، ان الثقة المتبادلة ازدادت خلال الاعوام الاخيرة في العلاقات الايرانية الصينية وان نطاق العلاقات والتعاون قد اتسع كثيرا، وبطبيعة الحال فان العلاقات بين الشعبين تاريخية وعريقة وان ايران والصين كانتا البداية والنهاية لطريق الحرير باعتباره اكبر خط تاريخي وثقافي وتجاري في مهد الحضارات العالمية القديمة حيث ترك الشعبان نماذج خالدة من الاعمار والانماء وخلق الثقافات الغنية للعالم.

واوضح: ان العلاقات بين ايران و الصين كانت على الدوام علاقات طيبة، وبعد انتصار الثورة الاسلامية اخذت منحى متصاعدا من النمو ولاسيما في الاعوام الاخيرة حيث شهدت نموا مضطردا والى جانب ذلك فقد اضحت رؤى البلدين على الاصعدة الدولية متقاربة اكثر فاكثر. مؤكدا بان ايران والصين تقفان اليوم في جبهة واحدة وتعملان على تعميق وتوسيع علاقات التعاون بينهما.

واضاف، انه على ايران والصين العمل بصورة طبيعة على المضي في مسار تعزيز علاقاتهما وازالة العقبات وترسيخ التعاون المشترك، فايران والصين دولتان كبيرتان بطاقات لامتناهية تصب العلاقات بينهما في مصلحة الشعبين وسائر الشعوب المستقلة وهي ليست ضد اي دولة اخرى.

وفي الرد على سؤال بشان ان المبعوث الاممي الخاص في شؤون سوريا صرح اخيرا بان خطته الجديدة لحل الازمة السورية يمكن تنفيذها فقط بدعم من ايران وروسيا، قال رئيس الجمهورية، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية كلمتها واضحة بشان سوريا، اولا؛ ان من حق جميع الشعوب التمتع بالاحترام والعدالة والحرية وحق تقرير المصير، ثانيا؛ ان احقاق هذا الحق والحصول عليه يجب ان يكون بالطرق السلمية والاهم من ذلك ان يتم دون التدخل الاجنبي، ذلك لان التدخلات الاجنبية تاتي في النقطة المقابلة للامن والاستقرار واحقاق حقوق الشعوب.

واشار الرئيس احمدي نجاد الى انه كلما تدخل الناتو لحل مشكلة ما فقد اصبح الوضع اسوأ من سابقه واضاف، ان الشعب السوري شعب ابي وعظيم ينبغي دعمه كي يتمكن في اجواء ودية وبمشاركة ابنائه من حل وتسوية قضاياه ولو كان من المفروض اجراء اصلاحات وهي ضرورية فانها يجب ان تتم في اجواء هادئة ومن دون اثارة للتوترات من قبل الاجانب في حين ان مصالح الاجانب الذين يتدخلون اليوم في الشؤون الداخلية السورية كامنة في اثارة التناحر والفرقة.

واضاف، ان سياسة الجمهورية الاسلامية الايرانية هي مع توقف عمليات القتل والاحقاد وتدخلات الاجانب في شؤون سورية والتاكيد على ارادة الشعب السوري في تقرير مصيره.

وتابع قائلا، انه "لا احد من خارج البلد يمكنه ان يقول لمسؤول في ذلك البلد ان يتنحى او يبقى في منصبه، فحقوق جميع الدول يجب احترامها ولو جرى الالتزام بهذا المبدأ فسوف لن تحدث حرب وصراع. علينا المساعدة لتوفير اجواء يمكن للشعب السوري من اقامة انتخابات حرة. وليس بامكان اي تدخل اجنبي مساعدة سوريا في حل مشاكلها".

وفي جانب اخر من تصريحاته وبشان عضوية ايران في منظمة شنغهاي للتعاون والعلاقات بينها والدول الاعضاء الاخرى قال، ان للجمهورية الاسلامية الايرانية علاقات جيدة ومتنامية مع جميع الدول الاعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون وان القرار بشان القبول بايران عضوا رسميا ام لا هو على عاتق الدول الاعضاء.

واكد احمدي نجاد، ان المسالة الاهم لطهران في العلاقة مع منظمة شنغهاي للتعاون هي وجود علاقات ودية مع الاعضاء وان الجمهورية الاسلامية الايرانية تدعم مبدئيا الاهداف الانسانية للمنظمة وترى بان الاعضاء الرسميين والمراقبين في المنظمة يمتلكون الطاقات الوفيرة لانجاز اعمال مشتركة كبرى، مؤكدا بان ايران ستبذل كل جهدها للمساعدة بتحقيق اهداف المنظمة.

وفي الرد على سؤال بشان رغبة واصرار الدول الغربية للانضمام الى منظمة شنغهاي للتعاون قال، ان اتخاذ القرار في هذا الصدد هو على عاتق اعضاء المنظمة، وبطبيعة الحال فان تاسيس المنظمة كان من اجل العبور من تهديدات وضغوط الدول الغربية وازالة التمييز وارساء العدالة على الصعيدين الاقليمي والدولي ولو دخل المسؤولون عن كل هذا الخراب والدمار والازمات في عالم اليوم الى المنظمة واصحبوا اصحاب قرار فيه فلا امل عندئذ من تحقيق الاهداف التي تاسست المنظمة من اجلها، لكنني اجدد التاكيد هنا بان اتخاذ القرار بهذا الصدد هو بيد الاعضاء فقط.

0% ...

آخرالاخبار

كاتس يصدر تعليمات فورية حول خدمة الجنود بإذاعة الجيش الإسرائيلي


وفد تركي يصل دمشق يضم وزيري الخارجية والدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات


إلقاء القبض على 'المتحدث' باسم 'داعش' في باكستان + صورة


اللواء حاتمي: معنويات قواتنا على الحدود مرتفعة جدًا والتجهيزات والإمكانات جرى إعدادها


تصعيد أمريكي ضد فنزويلا يرفع أسعار النفط مجدداً 


دراسة طبية تكشف صلة غير متوقعة بين الفم وصحة القلب


التفوق الرياضي الايراني في العالم .. فيديوغرافيك


دمشق تحاول استعادة ضباط سابقين من لبنان عبر وسطاء


الاحتلال يواصل استهداف غزة.. شهداء وجرحى ومخاوف إنسانية


بعد مناورات صاروخية لحرس الثورة.. قلق في تل أبيب من مفاجأة إيرانية!