ولا تتوفر إحصائيات دقيقة عن حجم مشتريات الأذرع الاستثمارية القطرية ـ التي يديرها أفراد من عائلة آل ثاني ـ في فرنسا وبريطانيا وسويسرا وغيرها من البلدان الأوروبية ، لكن صحيفة لو فيغارو الفرنسية نقلت عن مراقبين اقتصاديين بعد الإعلان عن أحدث تسوق عقاري لعائلة آل ثاني في فرنسا، أن "الأموال التي ضختها قطر في الأسواق الأوروبية فقط قادرة على انتشال أكثر من بلد عربي، تزعم انها دعمت ثورته، من خصاصته وفقره وارتفاع معدلات البطالة فيه، لو أنها وجهت النزر اليسير من هذه الأموال للاستثمار في تلك البلدان ".
وكانت الصحيفة تتحدث عن قرار أكبر بلد مصدر للغاز المسال في العالم ـ والذي يملك العديد من العقارات الفاخرة بفرنسا كفندق "رويال مونسو" في باريس و"كارلتون" في كان ـ وضع يده على فندق "لو مارتينيز"، أحد أشهر الفنادق في الـ"كوت دازور" والذي يستضيف الفنانين خلال مهرجان كان السينمائي، وثلاثة فنادق أخرى، وهي "كونكورد لافاييت" و"اوتيل دو لوفر" في باريس، و"باليه دو لا ميديتيرانيه" في نيس، بتكلفة إجمالية تصل إلى 750 مليون يورو 940 مليون دولار.
ونقلت عن "مصدر قريب من الملف" أن الجهة التي ستشتري هذه الفنادق الاربعة هي "كتارا هوسبتلتي" التي تملك وتدير محفظة من الفنادق الفخمة في العالم والتي كانت قد اعلنت في مايو/ ايار الماضي عن رغبتها في زيادة عدد الفنادق التي تملكها من 24 حاليا الى اكثر من ستين بحلول 2030. وأختتمت الصحيفة بالقول أن "قطر تستثمر بـبذخ كافر في فرنسا بعد أن حرّضت العرب على الثورة وبقيت تتفرج على فقرهم".
ولا يكاد يمر يوم دون أن تنشر الصحف في فرنسا وبريطانيا وسويسرا أخبارا وتقارير عن الإستثمارات القطرية المترامية الاطراف في العالم.
فقد جاء في صحيفة "هاندلس تسايتونغ" السويسرية في تقرير مطول تحت عنوان "قطر هي بيزنس ولا شيء آخر"، أن "إيرادات الغاز تغذي ميزانية قطر وخزينة العائلة الحاكمة بالمليارات".
وأضافت الصحيفة التي تصدر بالألمانية أن "دولة قطر هي عبارة عن شركة عائلية ضخمة، لأنه بغض النظر عما إذا كان الأمير أو زوجته الشيخة موزة، القوة الدافعةـ أو الصندوق السيادي القطري هو الذي يستثمر فإن الأموال تأتي وتعود إلى نفس الوعاء".
ولم تقتصِـر الاستثمارات القطرية في القطاع العقاري على فنادق "خمس نجوم" بل توسعت أيضا لتشمل الفلل فائقة الفخامة والمنتجعات السياحية والجزر الخلابة والأبراج الشاهقة، في ظل الركود الإقتصادي في أوروبا وتدني أسعار الأصول للغاية.
ففي سويسرا مثلاً، تعتزم شركة "الديار القطرية" استثمار مليار ريال في تطوير فندق "بورغنستوك" الذي شُيد سنة 1873 وتراجعت إيراداته في الفترة الماضية، لتحويله إلى أكبر منتجع مائي في أوروبا.
وأعلنت شركة قطر القابضة، الذراع الاستثماري لصندوق الثروة السيادية القطري، عن شراء منتجع وشاطئ "أميرالد" ـ أو جزيرة "كوستا سميرالدا" كما تشتهر في إيطاليا ـ بجزيرة سردينيا والذي يضم فللاً فائقة الفخامة، منها واحدة على ملك رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو بيرلوسكوني .
كما ذكرت صحيفة التلغراف البريطانية في أن قطر اشترت جزيرة يونانية بقيمة خمسة ملايين جنيه استرليني،ومساحتها 500 هكتار وتتميز بغابات الصنوبر. وأضافت الصحيفة أن الشيخ حمد جدّد عقاراً في لندن صار الأغلى من نوعه في بريطانيا وتصل قيمته إلى 200 مليون جنيه استرليني، بعد أن أنفق 75 مليون جنيه استرليني على العقار المترامي الأطراف المسمى "دادلي هاوس" في حي "بارك لين" وسط لندن.