وأفادت مراسلة قناة العالم في بروكسل إسراء البحيصي بأن العاصمة البلجيكية شهدت، اليوم، احتجاجات واسعة تزامناً مع انعقاد قمة لـ24 قائداً أوروبياً في مقر البرلمان الأوروبي، حيث تجمع نحو 10 آلاف مزارع في ساحة البرلمان، احتجاجاً على سياسات الاتحاد الأوروبي، ولا سيما المتعلقة بدعم أوكرانيا وتداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية على القطاع الزراعي.
وأوضحت البحيصي أن المظاهرات أدت إلى إغلاق عدد من الشوارع الرئيسية في وسط بروكسل، ما تسبب في شلل جزئي للحركة، في وقت أكد فيه المحتجون عزمهم مواصلة الاعتصام إلى حين الاستجابة لمطالبهم، بالتزامن مع استمرار الاجتماعات الأوروبية لبحث ملف تجميد الأصول الروسية واستخدامها لدعم كييف.
وأشارت إلى أن الخلافات لا تزال قائمة بين الدول الأعضاء بشأن آلية اتخاذ القرار المتعلقة بالأصول الروسية، إذ أبدت عدة دول، من بينها هولندا وبلجيكا والمجر وسلوفاكيا، تحفظها على المقترح، ما يعوق التوصل إلى إجماع داخل الاتحاد الأوروبي. وفي ظل هذا الانقسام، يبرز خيار اللجوء إلى التصويت بالأغلبية، الأمر الذي يثير جدلاً قانونياً حول مدى توافقه مع سياسات الاتحاد.
وفي هذا الإطار، لفتت إلى أن رئيسة المفوضية الأوروبية تحدثت عن إمكانية البحث عن مخرج قانوني يسمح باتخاذ القرار بالأغلبية بدلاً من الإجماع، على أن تتضح الصورة النهائية خلال الساعات المقبلة، مع ترقب صدور قرار حاسم يوم غد.
كما أشارت البحيصي إلى أن مخاوف أوروبية متزايدة تسود من رد الفعل الروسي المحتمل في حال المضي قدماً في استخدام الأصول الروسية، إذ تعتبر موسكو هذه الخطوة خطاً أحمر، ما يثير قلقاً شعبياً من تصعيد قد ينعكس على الأوضاع الأمنية والاقتصادية، ولا سيما في قطاع الطاقة.
وأكدت أن بلجيكا شددت على ضرورة توفير ضمانات قانونية دولية، سواء من مجلس الأمن أو الأمم المتحدة، قبل اتخاذ أي قرار نهائي، محذرة من تبعات خطوة قد تصل قيمتها إلى نحو 90 مليار دولار مخصصة لدعم أوكرانيا.