أهلاً بكم مشاهدينا الكرام على القناتين الأولى والفضائية المصرية.... للمرة الأولى بعد طول غياب تابع المصريون إطلالة لم يعتادوها لمذيعة محجبة، تظهر عليهم من خلال شاشة رسمية، بل ويسبقها احتفاء من جانب زملاء لها... في البداية أرحب بزميلتي فطمة نبيل التي انضمت مؤخراً لأسرة المذيعين بقطاع الأخبار وهذه أولى نشراتها على التلفزيون المصري.... ظهور مذيعة محجبة على شاشة التلفزيون الرسمي للدولة اعتبره وزير الإعلام المصري تصحيحاً لأوضاع خاطئة ورداً لحقوق مذيعات تعرضنا طويلاً للإقصاء المتعمد.
المحجبة ستظهر كما تظهر غير المحجبة، هذه مصرية وتلك مصرية، كان المحجبات ممنوع عليهن أن يظهرن على شاشة التلفاز المصري.
سمح التلفزيون المصري الرسمي لمذيعة محجبة بالظهور للمرة الأولى على شاشته بعدما رفعت الحكومة التي يسيطر عليها الإسلاميون حظرا على ظهور المذيعات المحجبات وظل الحظر ساريا لعقود في ظل الحكومات ذات التوجه العلماني التي حكمت مصر في الماضي.
لقي خبر ظهور المذيعة فاطمة نبيل كأول مذيعة "نشرة أخبار" محجبة على شاشة التليفزيون المصرى قبولاً وصدىً كبيرًا بين المشاهدين.
هي حرية شخصية ليس فيها أي مشكلة أن مذيعة تطلع في برنامج تلفزيوني ما هي المشكلة؟ ليس فيها أي مشكلة شايفها تتعارض مع وجهة دينية ولا وجهة سياسية ولا أي شيء.
لما الحال اعتدل وستظهر الست المحجبة طالما هي مهنية وتقدي غرضها مضبوط وتعمل كل حاجة مطلوب منها صح.. أين المشكلة؟
غير أن صورة التأييد في الشارع المصري لظهور مذيعة محجبة في التلفزيون المصري الرسمي حاول البعض قلبها وتسييسها بشكل اثار تساؤلات منها هل مصر دولة عير إسلامية وهل الحجاب غريب على المصريين ؟
ويقول كاتب أحد المقالات التي نشرت ردا على ذلك بقدر ما فرح الغيورون على دينهم وأعراضهم وستر بناتهم، والطبيعة "الشرقية" لهم، بقدر ما نأى المناوئون وعديمو الشرف والغيرة على أعراضهم، وعملوا من "الحبة قبة".. وراحوا يتمحكون ويرجعون الحالة إلى تسلط وكتم حرية إلى آخر الأسطوانة المشروخة التى نعلمها جميعًا.. ولم نسمع خلال عقود طويلة مضت "صجة وضجة" حول السفور والتعري المبالغ فيه من قبل بعض المذيعات .
وكانت نقابة الصحفيين المصرية اتهمت حركة الإخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس محمد مرسي بمحاولة تحويل وسائل الإعلام الرسمية إلى أدوات ناطقة باسم حكومته.
المشكلة بالنسبة لي ببساطة شديدة أنا أريد أن أعرف أين مغزى التوقيت، لماذا الآن، وأريد أن أعرف قبل الآن لماذا المحجبات كانوا لا يظهروا في نشرات الأخبار، وما هو الجديد في ذلك، وأريد أن أعرف أيضاً إذا كان مسموح للمذيعة المسيحية أن تقرأ نشرت الأخبار في التلفزيون أيضاً، أما الموضوع ذاهبين قليلاً قليلاً لتوجه أو لاتجاه معين في معايير اختيار المذيعين والمذيعات، طبعاً يوجد ملف كبير اسمه تطوير الإعلام المصري، لا أريد أن أقول تطهير إنما هو تطوير الإعلام المصري، الإعلام المملوك للدولة.
ويخشى بعض المصريين من أن تمنح حكومة مرسي وحركة الإخوان المسلمين التي تحظى بنفوذ قوي في مصر والتي كانت محظورة خلال الأنظمة السابقة التي حكمت مصر وتعرض أنصارها إلى متابعات قضائية، أولوية إلى المصالح الإسلامية على حساب مباشرة إصلاحات عميقة للجهاز الإداري الحكومي المتضخم.
وقد أثارت هذه المسالة أسئلة حائرة لدى بعض الكتاب المصريين للإستفسار عن القادم ومحاولة فهم الآلية والرؤية العامة التى سيعمل من خلالها الإعلام المصرى الحكومى خلال الفترة القادمة .
ورأى البعض أن ظهور فاطمة نبيل بالحجاب على شاشة التليفزيون المصرى يمثل إرهاصات لسياسة إعلامية لا تركن لديمقراطية الممارسة بقدر ما تعبر عن تطويق الإعلام المصرى داخل الفكر الإخوانى شكلا ومضمونا فيعاد بذلك حجب لشرعية ديمقراطية الممارسة فى ثوب جديد.
هذه الصورة المقلوبة تناغمت مع ما قاله الإعلام الإسرائيلي ومنه ،موقع "والا" الإسرائيلى الذي قال : إن "المذيعة المحجبة هي" أول خطوات سيطرة الإخوان المسلمين.. وإن القرار مخالف لما كان سائدًا فى فترة الرئيس السابق حسنى مبارك.. وأكد الموقع الإسرائيلي أن هذا القرار يعد بداية وصول الثورة المصرية إلى وسائل الإعلام والصحافة،.
ويقول كاتب مصري في هذا الصدد الحجاب يرعب بنى إسرائيل ويجعلهم قلقين ومتربصين، لِمَ؟ ولماذا؟ وما السبب؟؟
وعن الضجة المثارة بعد ظهور مذيعة محجبة في التلفزيون الرسمي المصري، قال د. نزيه منصور: المؤسف في هذه الضجة أنها سكتت طويلاً دون أن تطالب بحقوق المرأة المسلمة المحجبة، التي غابت عن الشاشات المصرية طيلة العقود من الزمن من بدأ عمل أو انطلاقة الإعلام المرئي. والمسألة في هذا الخصوص ليس له علاقة بالأخوان المسلمين ولا في الحكم الجديد، كل ما في الأمر حسب التحقيق والمتابعة والبحث في هذا الموضوع تحديداً أن السيدة فاطمة نبيل هذه الإعلامية التي عملت طويلاً في مجال الإعلام منذ ما يزيد عن عشر سنوات، كانت من الفائزين والناجحين المتفوقين عندما جرى اختبارها منذ فترة لاختيار مذيعات للمؤسسة الإعلامية التي تعمل بها، لكنها رفضت مجرد كونها تلبس الحجاب، فتقدمت بطلب استرحام تطالب بحقها، لم تبادر الحكومة ولم يبادر وزير الإعلام إلى اختيارها أو وضعها بصفتها تلبس حجاب، هي تملك حقاً منعت عنه طيلة فترة طويلة وعادت وأخذته وفقاً للأنظمة والقوانين المرعية الإجراء في مصر.
وعن تسييس ظهور المذيعة المحجبة وكأن الحجاب ظاهرة غريبة على مصر وشارعها، قال د. نزيه منصور: إن إثارة هذا الموضوع هو ذر الرماد في عيون الناس وتخويفهم وخلق الخوف من أمام نظام سياسي جديد، يحاول إظهار أن هذا النظام وقيادة الأخوان المسلمين لجمهورية مصر العربية، هو مؤشر على أنه هناك حالة من التعصب، وهناك حالة من السيطرة، ولإلغاء المدنية في مصر والعودة إلى العصر القديمة وخلق المشاكل في ذهنها، وإثارة الرأي العام، ليس الرأي العام المصري فقط، بينما الرأي العام العربي والإسلامي والعالمي. الآن بمصر هي عليها أن تعيد النظرة إلى مصر أنها ليست هي نادي فقط للسياحة.