اولاً: الطريقة المبتذلة التي ظهر فيها الاشخاص الذين مثلوا في الفيلم، اكدت ان الجهة او الجهات التي تقف وراء الفيلم هي ذاتها التي تقف وراء الافلام الاباحية التي تعمل ليل نهار على محاربة القيم الانسانية والاخلاقية وهدم اركان الاسرة، بهدف تحقيق اهداف باتت واضحة للجميع، دون ادنى اعتبار لاية قيم الهية، يهودية كانت ام مسيحية ام اسلامية.
ثانياً: استفزاز مشاعر اتباع دين الهي عظيم، لا تخلو منطقة في المعمورة منهم، يعد تهديدا خطيرا للسلم والامن الاجتماعي في كل المجتمعات الاسلامية وغير الاسلامية، الامر الذي يثير الف علامة سؤال وسؤال، عن الهدف الحقيقي وراء اثارة مثل هذا التهديد واشغال الشعوب به.
ثالثاً: ترى ما هو السبب، كما اشار الى ذلك الامين العام لحزب الله لبنان سماحة السيد حسن نصرالله، ان يقال دوما ان وراء الاساءات لرموز الاسلام، جهات مسيحية توصف عادة بالمتطرفة؟ وقد تم تأكيد هذا المعنى مع الفيلم الاخير عندما قيل ان الجهة التي تقف وراء الفيلم هم اقباط مصر الذين هم في المهجر! الا يبدو واضحا ان الجهات الممولة والمنفذة للفيلم ارادت ان تجعل منه الصاعق الذي يفجر مصر من الداخل بعد التغييرات التي طرأت عليها بعد الثورة؟
رابعاً: ترى لمصلحة من تصب عملية اعطاب بوصلة الشعوب واشغالها بحروب وفتن دينية ومذهبية، بعد التطورات التي شهدتها المنطقة منذ رحيل زين العابدين بن علي، عميل الموساد الذي جثم على صدر الشعب التونسي عقودا؟
خامساً: لا يحتاج الانسان لمزيد من الذكاء ليعرف الجهة التي تقف وراء هذه الاساءة وغيرها من الاساءات التي لم توفر حتى المقدسات المسيحية واليهودية والديانات السماوية الاخرى. فالخاسر الاكبر من رحيل انظمة التبعية والانبطاح في منطقة الشرق الاوسط، هي الصهيونية، وهي ايضا الرابح الاكبر من اية فتنة قد تشتعل فيها.
سادساً: جملات قصيرة يقولها احد الاشخاص في الفيلم تضع النقاط على كل الحروف وتشير بالاصبع الواثق الى الجهة التي تقف وراء الفيلم، وتضرب بالحائط بكل ما زُعم عن الجهات التي تقف وراء الفيلم من مسيحيين متطرفين واقباط مصريين!! لذا وللامانة سننقل هذه الجملات بحذافيرها، ففي مشهد من مشاهد هذا الفيلم يخاطب رجل زوجته وتدعى صفية وهو في أسر النبي فيقول لها (ربنا سيتذكر اليهود ويجمعهم في الارض المقدسة، واتمنى الا ينسوا عظامنا، واتمنى ان يََُدَفِعوا احفاد محمد (ص) تعويضات كافية عن دم اجدادنا واغتصاب نسائنا واطفالنا وبيوتنا وممتلكاتنا).
الكلمة الأخيرة
وان كنا اصغر من أن نملي على اتباع سيد المرسلين صلى الله عليه واله وسلم كيفية تعاملهم مع هذه الاساءة، التي كانت اساءة للانسانية، قبل ان تكون اساءة لنبي الرحمة صلى الله عليه واله وسلم، عبر الاستخفاف بالعقول والاستهزاء بالعواطف وازدراء القيم الاخلاقية المشتركة بين بنى البشر وتحريف الحقائق الناصعة والكذب الفاضح، الا ان الظروف البالغة الحساسية التي تمر بها منطقتنا والعالم، تحتم علينا ان نتعامل مع هذه الاساءة عبر التأسي بخُلق النبي صلي الله عليه واله وسلم، لينضح كل اناء بما فيه، وعندها نسحب البساط من تحت اقدام الصهيونية التي تحاول الاصطياد من خلال تعكير الماء.
رغم صوابية التظاهرات والمسيرات والوقفات الاحتجاجية للمسلمين ومن معهم من احرار العالم ضد هذه الاساءة النكراء، ولكن علينا الا ننسى دور الفن والسينما في تسليط الاضواء على هذه الشخصية الالهية العظيمة ، بالشكل الذي يلامس عقلية الانسان المعاصر لاسيما من اتباع الديانات السماوية، كما فعل المخرج العبقري مصطفى العقاد في رائعته "الرسالة"، وكما يفعل الان المخرج الايراني الكبير مجيد مجيدي في فيلمه "محمد (ص)". ان سلاح المسلم، الكلمة والمشروع الحضاري المتكامل، وهو بالمناسبة السلاح الذي تحسب له الصهيونية الف حساب. علينا الا ننسى ذلك.
ماجد حاتمي