وقال السيد فضل الله في خطبة صلاة الجمعة التي أمها في مسجد الإمامين الحسنين (عليهما السلام) في الضاحية الجنوبية لبيروت إن الرئيس الأميركي “وقف أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة،”مستعرضا عضلاته الكلامية أمام رؤساء الدول والبعثات الدبلوماسية، بالطريقة نفسها التي بدأ بها مهامه الرئاسية، عندما استعرض قوته الخطابية في تركيا، ثم في جامعة القاهرة، حيث لا يزال المسلمون يحفظون مقاطع من كلماته المعسولة حول احترامه واحترام إدارته للإسلام والدين الإسلامي، وحرصه على قضايا الشعوب الإسلامية ودولها، ولا سيما القضية الفلسطينية”.
أضاف: “أما اليوم، فها هو الرئيس الأميركي، يظهر زيف مواقفه وشعاراته السابقة، فيقف على منبر الأمم المتحدة، ليبرر عدم ملاحقته الذين أساؤوا للرسول والإسلام من خلال الفيلم المسيء، وذلك بحجة أن الدستور الأميركي يضمن حرية التعبير، في الوقت الذي لا يشير إلى عدم حرية التعبير إذا كانت القضية تتعلق بمعاداة السامية، ويقصد بذلك اليهود وديانتهم، ولا يتحدث عن الملاحقات التي تتم بحق كل من يعترض على المحرقة وفق الحقائق العلمية".
وتابع السيد فضل الله: "ثم يتحدث (اوباما) عن دولة فلسطينية آمنة إلى جانب كيان العدو، ولا يقول للفلسطينيين ماذا صنع بهذا الشعار الذي أطلقه قبل حوالي أربع سنوات، حيث يزداد حال الفلسطينيين بؤسا، ففي الداخل يحاصرون بالاستيطان والجدار الفاصل، وسياسة التهويد والعبث بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، بينما في خارج فلسطين، يعيشون في المخيمات، ويعانون أقسي ظروف العيش وعدم الاستقرار”.
وأردف السيد فضل الله: “أما الذين يتحركون علي خلفية الكراهية لظلم الغرب وإسرائيل، فقد آن الأوان لتهميشهم، بحسب ما يقول الرئيس الأميركي، ولكنه لا يقول شيئا عن الذين يمارسون الكراهية ضد العرب والإسلام والمسلمين كمبدأ في حركتهم السياسية والثقافية والإعلامية وما إلي ذلك.ويتحدث الرئيس الأميركي عن عمله الدؤوب لإرساء الديمقراطية في العالم العربي، ولكنه لا يشير إلي حجم الأساطيل والقواعد الأميركية التي تجثم على صدور العرب والمسلمين، ولا إلي سعي أميركا لتحويل مسار الربيع العربي عن وجهته، من خلال استغلال الضغط الاقتصادي والسياسي، وحتى الأمني، وإبقاء الكيان الصهيوني الفزاعة الدائمة لكل باحث عن الحرية الحقيقية. ويتحدث عن الخوف من قدرات إيران النووية، ولا يتحدث عن الخوف من ترسانة أسلحة نووية وكيميائية وجرثومية موجودة بأيادي ربيبته إسرائيل في المنطقة”.