من يقف وراء تدفق مسلحي القاعدة إلى سورية؟

من يقف وراء تدفق مسلحي القاعدة إلى سورية؟
الثلاثاء ٠٢ أكتوبر ٢٠١٢ - ٠٣:٣٤ بتوقيت غرينتش

تدفق المسلحين من التنظيمات التكفيرية إلى سورية للقتال ضد السوريين وجيشهم بات حقيقة لا يختلف عليها اثنان . ويوما بعد يوم تتكشف حقيقة الأهداف التي يسعى إليها هؤلاء المسلحين الذين لا يحملون هم الشعب السوري وحريته بقدر ما يهمهم تحقيق مآربهم الخاصة التي تتناغم وبشكل كبير مع مصالح وأهداف الدول التي سهلت تسريبهم إلى سورية .

تنظيم القاعدة في سورية حقيقة لم تعد سرا . ويوما بعد يوم تتكشف كيفية وصول مسلحيه إلى الأراضي السورية من دول عربية وأوروبية بتسهيل من دول تدعي عداوتها للتنظيم الذي تصفه بالإرهابي .
في سياق الكشف عن تدفق الإرهابيين إلى سوريا من كل حدب وصوب ذكرت صحيفة المصور الأسبوعية التونسية عن قيام دول خليجية عن تمويل شبكة داخل الأراضي التونسية لاستقطاب شباب تونسيين وإدماجهم فيما يسمى حركات جهادية وتدريبهم وإرسالهم إلى بلدان أخرى مثل سوريا بإيعاز من أجهزة مخابراتها ا ي تتلقى تعليماتها من جهات غربية معروفة.
الصحيفة أكدت وجود شبكات داخل الأراضي التونسية للقيام بهذا العمل بحق الشبان الصغار في تونس مشيرة إلى أن الأخبار المتعلقة بإلقاء القبض أو قتل شبان تونسيين في سوريا أو ليبيا أو بلدان أخرى ازدادت في الآونة الأخيرة، وتم عرض هوياتهم وجلهم في مقتبل العمر، هذا الكشف يأتي كإضافة لسلسلة من الدلائل والمعلومات التي تثبت وجود تنظيم القاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية في سوريا برعاية أميركية وتركية ودعم خليجي.
جاك بيريه الذي شارك في تأسيس منظمة أطباء بلا حدود عاد من سورية مؤخرا بعد أن أمضى أسبوعين يعمل سرا في مستشفى بمدينة حلب المحاصرة في شمال البلاد .
وفي مقابلات عدة أجرتها معه وسائل إعلام فرنسية وعالمية قال الجراح الفرنسي الذي قام بعلاج مسلحين من المعارضة في حلب إن مسلحين إسلاميين يسعون لتحويل سوريا الى دولة دينية يتزايدون في صفوف المعارضة المسلحة التي تقاتل لإسقاط الرئيس بشار الأسد ويعتقدون أنهم يخوضون "حربا مقدسة".
وفي مقابلته مع رويترز قال بيريه إن نحو 60 في المئة ممن عالجهم كانوا من مسلحي المعارضة نصفهم على الأقل ليسوا سوريين.
أكد أحد مؤسسي منظمة أطباء بلا حدود الجراح الفرنسي جاك بيري أن مقاتلين إسلاميين يسعون إلى تحويل سوريا إلى دولة دينية ويتزايدون في صفوف المعارضة المسلة، وأضاف بيري أنه عاد من سوريا بعدما أمضى أسبوعين يعمل سراً في مستشفى ميداني للمعارضة في حلب.
في الحقيقة كان ما رأيته شيئاً غريباً إنهم يقولون على نحو مباشر انهم ليسوا مهتمين بسقوط بشار الأسد بل مهتمون بكيفية الاستيلاء على السلطة بعد ذلك وإقامة دولة إسلامي تطبق الشريعة لتصبح جزءاً من الإمارة العالمية، بعضهم كانوا فرنسيين من صغار السن ومتعصبين تماماً بشأن المستقبل الذي يأملونه.
وبحسب ما نشر في الصحف فإن من بين الجهاديين الأجانب شبان فرنسيون قال إنهم يستلهمون نهج محمد مراح وهو متشدد إسلامي من تولوز قتل سبعة أشخاص في مارس آذار الماضي باسم تنظيم القاعدة.
وتحدث بيريه عن علاج العشرات من المسلحين من دول عربية أخرى لكن أيضا كان بينهم على الأقل شابان فرنسيان.
وقال "بعضهم كانوا فرنسيين ومتعصبين تماما بشأن المستقبل... كانوا حذرين للغاية حتى مع الطبيب الذي يعالجهم.

... شهادة الطبيب الفرنسي هذا تضاف إلى عشرات التقارير التي تنشر وتسرب بين الحين والآخر إلى الصحافة الأجنبية التي تشير بوضوح إلى تعاظم تجنيد ما تسميه المتطرفين الجهاديين في الدول الغربية وإرسالهم إلى سورية للقتال هناك من أجل إقامة الإمارة الإسلامية في بلاد الشام بحسب تعبيرهم .
... في أواخر آب أغسطس الماضي ذكرت صحيفة (صندي تلغراف) "أن جماعات أصولية مشاركة في الحرب الأهلية في سوريا تقوم بتجنيد أعداد متزايدة من الشبان من بريطانيا ليست لديهم أية صلات سابقة بهذا البلد".
وأضافت أن نواباً وقادة جاليات ونشطاء في مجال مكافحة التطرف عبّروا عن قلقهم العميق من أن جيلاً جديداً من الشبان البريطانيين يتعلمون التطرف في سوريا على غرار ما جرى في باكستان في العقد الماضي، إلا أن السلطات الأمنية البريطانية اتخذت إجراءات قليلة أو معدومة. وذكرت الصحيفة البريطانية أن خالد محمود، النائب عن حزب العمال البريطاني المعارض، أكد أن 30 شاباً بريطانياً على الأقل ليسوا من أصل سوري سافروا إلى سوريا للمشاركة في الحرب الأهلية.
ونسبت إلى النائب محمود قوله "هناك الكثير من المشايخ في مقاطعة ميدلاندز الغربية يشاركون الشبان البريطانيين في هذا النشاط ويبدو أننا لا ندرك إلى أين سيقود ذلك، وأنا قلق للغاية
وأشارت الصحيفة إلى أن الشبان البريطانيين الذي يسافرون إلى سوريا، هم بشكل رئيسي من أصول باكستانية وبنغلادشية وسودانية، كما أن المئات من الشبان من أصل سوري، ومن بينهم أكراد، يقيمون في بريطانيا عادوا إلى بلدهم للمشاركة في القتال.
وقالت إن عبد المنعم مصطفى حليمة، المتشدد السوري المقيم في المملكة المتحدة والمعروف أيضاً بلقب أبو بصير الطرطوسي، غادر لندن مؤخراً متوجهاً إلى سوريا ونشر أشرطة فيديو على موقع يوتيوب لنفسه وهو يحمل بندقية هناك، كما عبّر مراراً وتكراراً عن دعمه لفكر تنظيم القاعدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجهة التي انضم إليها أبو بصير الطرطوسي في سوريا غير معروفة، لكن يُعتقد أنها الجيش السوري الحر.
صحيفة صنداي تلغراف قالت أيضا إن شاباً آخر في الثالثة والعشرين من العمر يُدعى الشافعي الشيخ يقيم في حي وايت سيتي غرب لندن سافر إلى سوريا في ربيع العام الحالي، وأكد صلاح البندر مدير مؤسسة الشتات السوداني أن الشيخ يتحدر من أصول سودانية وليس سورية، ويعرف أكثر من 20 شاباً آخرين مثله يستعدون للسفر إلى سوريا للمشاركة في القتال.
ونسبت "صندي تلغراف" إلى البندر قوله إن الشيخ "ابلغه قبل توجهه إلى سوريا بأنه سينضم إلى كتائب الجهاد هناك مع اثنين من البريطانيين، واحد من أصل صومالي والأخر من المغرب".
وكان النائب خالد محمود حذّر من أن النزاع الدائر في سوريا يمكن أن يؤدي إلى انتشار أفكار التطرف بين أوساط الشبان المسلمين في بلاده وظهور جيل جديد من الجهاديين في بريطانيا.

كلمات دليلية :