وقال العبود في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية امس السبت: ان اردوغان لايستطيع ان يقود تركيا بكل مكوناتها شعبا وأحزابا الى حرب مفتوحة مع سوريا لكن كل هذا الحراك والتصعيد هو بمثابة اعادة تموضع الذات لأن اردوغان يقرأ جيدا الداخل التركي ويدرك ان 76 بالمئة من الشعب التركي لايريد حربا مع سوريا وهذا يعني ان ثلاثة أرباع الشعب التركي غير مقتنع بما يسوقه اردوغان بأن هناك عدوانا سوريا على تركيا ويدرك الى حد بعيد بأن حكومة اردوغان متورطة في الداخل السوري.
وأوضح: ان المشهد السوري التركي لايمكن ان يقرأ الا في سياق واحد خاصة اذا ما تابعنا حالة الاشتباك الدبلوماسية السياسية الامنية الاستخباراتية بين سوريا وتركيا خلال سنة ونص او اكثر، وهي ان الجانب الاميركي اوعز الى ادواته داخل المنطقة الى انه ذاهب الى حالة فض الاشتباك مع الجانب السوري وهذا يعني أنه كانت هناك مكونات كانت قد تورطت الى حد بعيد كحكومة اردوغان فيجب ان تخلص نفسها.
وأكد العبود ان الشعب التركي الشقيق للشعب السوري والذي يقاسمه الثقافة والتاريخ لم يكن له علاقة بالحرب على سوريا، لكن حكومة اردوغان كانت قد ذهبت بعيدا في التعويل على ان النظام السوري سوف يسقط خلال عشرة أيام، واردوغان الآن يحاول ان يخلص رقبته السياسية من مقصلة الشعب التركي.
وأشار الى المتابع لقضية القذيفتين يمكنه ان يلاحظ تناقض المشهد، فسوريا قالت بأنه لم تطلق من قبلها اي قذيفة على تركيا، ورغم ذلك قدم وزير الاعلام السوري التعازي للشعب التركي، كما ان القوات السورية ابتعدت عن الحدود التركية، وبالتالي لو أن سوريا كانت فعلا صاحبة القذيفتين لما كانت لتنسحب وتبتعد عن الحدود التركية.
وأوضح ان سوريا قرأت الرسالة جيدا وتدرك بأن اردوغان يحاول ان يركب مشهدا ويصدره لجهة الداخل فانسحبت من الحدود التركية لأنها تريد ان توصل رسالة الى الشعب التركي بأنها ليست في وارد الاعتداء على هذا الشعب لأن العدو الرئيسي لها هو العدو الاسرائيلي اولا وأخيرا وليس الاتراك.
وأكد ان الاطراف المشتبكة في المفصل السوري تحاول الآن فض الاشتباك، ولاتستطيع حكومة اردوغان ان تدخل في مواجهة مع سوريا، خاصة في ظل الرسالة التي نقلها نائب رئيس الجمهورية الاسلامية في ايران والتي قالها خلال زيارته الى تركيا، "في حال وقعت حرب فستتوسع لتشمل الجميع وتجرنا اليها"، مضيفا: اميركا لن تسمح لتركيا ان تدخل في حرب مع سوريا او غيرها الا اذا كانت في مصلحتها، لأن اميركا تفكر بعقلية مختلفة عن عقلية أبناء المنطقة وهي لاتهمها مصلحة الشعب التركي.
A.D-07-22:27