كيف كذبت تركيا وثائق العربية ؟

الجمعة ١٢ أكتوبر ٢٠١٢
٠١:٤٠ بتوقيت غرينتش
كيف كذبت تركيا وثائق العربية ؟ وقعت قناة العربية السعودية في شر إعلامها فتعرضت لفقدان مصداقية واتهمت بالتزوير والتحريض من جانب من يتحالف معها ومع الدولة التي تقف وراءها. الوثائق السرية التي طبلت وزمرت وروجت لها "العربية" أياما عدة قبل عرضها في برنامج خاص على حلقات متتالية اتضح أنها لم تكن إلا وثائق مزورة الهدف منها توريط دول وحكومات حليفة وإن كان المستهدف أساسا بالوثائق المزعومة القيادة السورية وبالتحديد الرئاسة وأجهزة الأمن والبعثات الدبلوماسية .

...قناة العربية :أهلاً بكم من داخل أجهزة المخابرات السورية، وثائق خطيرة وصادمة سربت وحصلت العربية عليها بالتعاون مع المعارضة السورية التي فضلت عدم الحديث عن كيفية الوصول إليها. وثائق سرية بالغت الخطورة قامت العربية بفحص المئات منها وقررت بث مجموعة ذات قيمة سياسية وخبرية.
هذه الوثائق ستكشف للمرة الأول معلومات صادمة وخطيرة من بينها معلومات عن ما حدث للطائرة التركية التي أسقطتها الدفاعات السورية، كما تتضمن وقائع خطيرة بالأسماء والتواريخ والأرقام عن دور النظام السوري في العمل لزعزعة استقرار الأردن ولبنان وأيضاً قطر.
هكذا بدأ العرض فبعد أيام على بث قناة العربية السعودية ترويجا خاصا ببرنامج يكشف وثائق سرية تدين النظام السوري بدأت القناة العرض الذي بدا وكأنه عرض لفيلم هوليودي أعد وأخرج باسلوب يذكرنا بأفلام أميركية تتحدث عن معاجز الاستخبارات الأميركية السي أي إيه . من بين الوثائق التي عرضتها واحدة تتحدث عن سقوط الطائرة الحربية التركية داخل المياه الإقليمية السورية .
...قناة العربية :تتذكرون مشاهدينا عندما استفاق العالم على نبأ إسقاط طائرة تركية ومقتل طياريها بنيران سورية خلال تواجدها فوق المياه الإقليمية على الحدود البحرية بين البلدين، الجديد أننا نملك وثائق سورية مسربة بالغة الخطورة تحكي ما حدث، ولأول مرة دعونا نتابع..
هذه الطائرة التي نتحدث عنها قد أسقطت بصاروخ دفاع جوي نوع غراد، إذاً صاروخ دفاع جوي نوع غراد وليس مضادات أرضية، وبمشورة كما يظهر هنا من القاعدة العسكرية الروسية، طبعاً المتواجدة في طرطوس. في هذه الأثناء كانت هناك وثيقة سرية أخرى في طريقها من مكتب الرئيس السوري بشار الأسد طبعاً متوجهة إلى رئيس فرع العمليات في المخابرات الخارجية حسن عبد الرحمن وتبلغه بالآتي، سنشاهد معاً ما هي المعلومات المتوفرة لدينا في هذه الوثيقة، طبعاً وهو أمر مباشر مختوم بسري للغاية، من الجمهورية العربية السورية، القصر الجمهورية، جهاز المخابرات الخارجية. طبعاً هنا الأمر الخطير في هذه الوثيقة نشاهده هنا والذي يتحدث عن أن المخابرات الجوية السورية تمكنت من القبض على طيارين من سلاح الجو التركي، وذلك بعد إسقاط طائرتهما بأمر من القاعدة البحرية الروسية، طبعاً وهذه القاعدة وكما ذكرنا في طرطوس، وقد تم ذلك على خط المياه الدولية وليس الإقليمية كما يقول النظام.
دراسة مقترح اللواء بسام مرهج بنقل الأسيرين إلى الجمهورية اللبنانية بعهدة حزب الله للاستفادة منهما في وقت لاحق.. هذه الوثيقة تقول إلى كافة رؤساء أفرع المخابرات الخارجية، وثيقة سرية جديدة ترسل من مكتب رئيس الجمهورية، وفي هذه الوثيقة وبناءً على نصائح ومعلومات من القيادة الروسية بضرورة إحراج الدولة التركية بعد أن ثبت دعمها للجيش الحر، يأمر الرئيس الأسد.. دعونا نستمع إلى أوامر الرئيس الأسد والأمر الأول أن يتم التخلص من الأسيرين الموجودين لدى فرع العمليات بطريقة طبيعية وإرجاعهما إلى مكان سقوط الطائرة في المياه الدولية.إذا هذه هي لنقطة الأساسية بأنه سيتم تصفية الأسيرين.
  إذن هذه هي الوثائق التي ادعت قناة العربية السعودية أن الأوامر بإسقاط الطائرة التركية الحربية صدرت من القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، وأن الطيارين لم يقتلا فورا بل ألقي القبض عليهما ونقلا إلى حزب الله في لبنان لتتم بعدها تصفيتهما بأوامر من الرئيس السوري بشار الأسد . ولكن المفاجأة لقناة العربية جاءت من صاحبة القضية نفسها أي تركيا التي كذبت رسميا ما جاء في الوثائق المزعومة لا بل شنت عبر صحفها الرسمية والخاصة حملة عنيفة على القناة السعودية التي وصفتها بالقناة التي تفتقر إلى أبسط مقومات العمل الإعلامي .
... نفى مصدر بارز في وزارة الخارجية التركية ما بثته قناة "العربية" من أن "الطيارين التركيين قد قتلا بواسطة الاستخبارات السورية".
ونقلت صحيفة "حريات" عن المصدر قوله :"إن التقرير لا أساس له من الصحة بالنظر إلى نتائج تشريح جثتي الطيارين".
فيما وصف مصدر عسكري تركي تلك الوثائق بأنها "غير موثوق بها" وأوضح أن "سورية لا تمتلك التكنولوجيا التي تمكنها من وضع الجثامين في مكان الحادث".
أما الصحف التركية فقد شنت حملة عنيفة ضد محطة "العربية". وأبرزت صحيفة "مللييت" الخبر على صدر صفحتها الأولى. وتحت عنوان "ادعاءات سخيفة"، قالت الصحيفة إن "محطة العربية تفتقر إلى أبسط مقومات العمل الإعلامي، واختلقت العديد من الأخبار الكاذبة، وأخرها خبر انشقاق نائب الرئيس السوري فاروق الشرع".
ونقلت الصحيفة تعليقات لمسؤولين عسكريين، أفادوا بأن "ادعاءات القناة لا تستحق حتى التعليق، وخصوصا فيما يتعلق بمقتل الطيارين التركيين بعد سقوط طائرتهما، باعتبار أن تقرير الطبيب الشرعي التركي واضح حول كيفية وفاتهما".
من ناحيتها، خصصت صحيفة "حرييت" صفحتها الأولى للموضوع، تحت عنوان: "كذبة العربية".
وقالت إن "الخبراء وصفوا هذه الادعاءات بأنها غير جدية ولا يمكن تصديقها". وأضافت الصحيفة إن "المعارضة السورية هي التي أعطت هذه الوثائق للقناة المذكورة، لجر تركيا إلى المزيد من المواقف العدائية ضد سورية.
واعتبرت الصحيفة أن "هذه الأخبار هي محاولة من قناة "العربية" لاستفزاز تركيا ضد سورية أكثر فأكثر".
كما شككت كل من صحيفة "جمهورييت" و"أكشام" ومعظم الصحف الأخرى بتقرير القناة، فيما تجاهلتها محطات التلفزة الرئيسية، واكتفت بنقل مقتطفات منها، بما فيها الصحف الموالية للحكومة.
من جهته الصحفي السوري موسى العمر المعروف بدعمه للمجموعات المسلحة المعارضة في سورية استهزأ بدوره بقناة العربية ومصداقيتها ووثائقها بدون معتبرا أنها تعرضت للتضليل علما أنه من أبسط مبادىء المهنة التأكد من الخبر أو التقرير أو الوثيقة التي تبث إلا إذا كان الأمر كله يجري تحت عنوان التضليل والتحريف المقصود لأهداف محددة . 
يقول العمر تحت عنوان الوثائق التي أستهزء بها الاتراك واستغربها الروس وكذبها القطريون قبل ان تصل للعربية .
بعد التدقيق والتمحيص مع سفير سوري سابق منشق عن النظام وضابط كبير منشق أقول لجميع المنشغلين بهذا الأمر أن هناك من تَقَصَّد توريط الزميلة العربية بوثائق ليست مزورة فحسب بل وملفقة عن سبق إصرار وغباء! وأحيطكم علماً بأن هذه الوثائق تم عرضها على مؤسسات اعلامية وصحف كبرى لكن الجميع رفض نشرها للشك في صحتها والتبعات القانونية في حال ثبت كذبها وللريبة من مصدر هذه الوثائق ساعدها في ذلك وأفترض حسن النية عدد من المعارضين السوريين !
وأنا على يقين لو أن هذه الوثائق عُرضت على أي مسؤول سوري منشق لفندها من أول سطر فيها.. واستغرب ان هناك عدد من السوريين في العربية ممن لديهم حس صحفي وخبرة كيف تغاضوا عنها !
بل إن صحيفة الحياة اللندنية الوازنة ذات المصداقية كما يقول موسى العمر وقعت في نفس المطب! إلا إذا كان الأمر سياسيا ومفروض لغاية في نفس يعقوب علمها ..!
وأورد الصحفي السوري المعارض جملة ملاحظات على وثائق العربية نقلها عنا سفير وسؤول عسكري منشق هي :
أول: لا يوجد في الوثائق الرسمية شيء اسمه القصر الجمهوري
ثانيا : لا يمكن في الوثائق الأمنية ذكر اسم الضابط الذي يوجه اليه الخطاب أو الأمر !
ثالثا : لا يوجد جهاز أمني في سوريا اسمه جهاز المخابرات الخارجية
رابعا : لا يتدخل هذا الجهاز بالقضايا الداخلية اطلاقا كما أوردت هذه الوثائق
خامسا : طريقة كتابة الوثائق توحي وكأن كاتبها محلل سياسي كعبارة من اجل احراج هذه الجهة او تلك وهذا مستحيل!
سادسا : نالت اليوم هذه الوثائق كم كبير من السخرية من الصحف التركية والخارجية التركية !
سابعا : لا يوجد في كل أجهزة الدولة أو مؤسساتها شيء اسمه القيادة المشتركة ! فنحن لسنا في قوات تحالف للناتو!

0% ...

آخرالاخبار

'قسد' تتهم القوات السورية باستخدام الدبابات والمدافع ضد أحياء حلب


مادورو يدعو حكومات وشعوب 194 دولة إلى وقف العدوان الأمريكي


وزير الخارجية البلجيكي: قرار إسرائيل إنشاء مستوطنات جديدة غير مقبول


استشهاد 411 فلسطينيا منذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة


أوليانوف: المفاوضات مع طهران يجب أن تقتصر على القضايا النووية فقط


البنتاغون: الصين ربما حمّلت نحو 100 صاروخ باليستي عابر للقارات


الإطار التنسيقي يدعو إلى الإسراع بتسمية رئيس وزراء للعراق


مستوطنون إسرائيليون يتسللون مرتين إلى سوريا خلال 24 ساعة


نتنياهو يستضيف قمة ثلاثية بالقدس هروبا من أزماته الداخلية والخارجية


صراع البقاء غرب جنين: قلع مئات الأشجار ومصادرة الأراضي