على الرغمِ أجواءِ الفرحِ والسعادةِ والتفاؤلِ، التي طغَتْ على المشهدِ في العاصمةِ الليبيةِ طوال َالأيامِ الماضيةِ، تزامناً مع مرورِ الذكرى الأولى على سقوطِ نظامِ القذافي الا انَّها لم تستطعْ اخفاءَ مشاعرِ القلقِ و الحزنِ التي مازالَتْ عالقةً في نفوسِ و عيونِ الليبيين.
و على الرغمِ من انتخابِ المؤتمرِ الوطني العام و تشكيلِ حكومةٍ جديدةٍ الا انَّ بنيانض الدولةِ لم يكتملْ بعدُ. و لم تتمكنْ من بسطِ سلطتِها على كاملِ الاراضي الليبية في ظلِّ الانقساماتِ و انتشارِ ميليشيات مسلحةِ بعضُها مدعومٌ من اطرافٍ خارجية.
و تتصدَّرُ المشهدَ احداثُ مدينةِ بني وليد مع سقوطِ مزيدٍ من الضحايا و عدمِ تمكُّنِ رئيس ِالمؤتمرِ الوطنيِّ العام محمد المقريف من الدخولِ الى المدينةِ بسببِ الاشتباكاتِ المستمرة.
صحيفةُ التلغراف البريطانية ذكرَتْ انَّه على الرغمِ من انسحابِ مئاتِ الميليشياتِ التي تكوَّنَتْ على مدارِ العامِ الماضي من الشوارعِ، الا انها مازالَتْ تتصارعُ أحياناً مع بعضِها البعض، وغالباً نتيجةَ مشاحناتٍ لا تُذكرُ.
وأوضحَتِ الصحيفةث أن الميليشياتش تحتجزُ ما لا يقلُّ عن 4000 أربعةِ آلاف ِمعتقلٍ داخلَ ملاجئ َخاصةٍ، و ما زالَتْ تحتفظُ بترساناتِها الضخمةِ من الأسلحة.
كما لم يُلقِِ جميعُ أنصارِ القذافي أسلحتَهم، ومازالَت هناكَ عملياتُ اختطافٍ واغتيالاتٍ وهجماتٌ بالقنابلٍ في اكثرَ من منطقةٍ. كما لا تزالُ قواتُ الناتو موجودةً على الاراضي الليبيةِ دون تفسيرٍ واضح.
و يرى مراقبونَ ان ليبيا على بعدش خطواتٍ من سيناريو مشابهٍ لما حدَثَ قبلَ سنواتٍ و يخشوْنَ من فتنةٍ داخليةٍ تضعُ ليبيا أمامَ حربٍ أهليةٍ وصراعٍ مناطقيٍّ وانقسامٍ قد يحصُلُ على مستوى البنيةِ المجتمعيةِ الليبية.