الغرب يسوق الحروب والازمات للشرق الاوسط

الغرب يسوق الحروب والازمات  للشرق الاوسط
الأربعاء ٠٧ نوفمبر ٢٠١٢ - ٠٥:١٨ بتوقيت غرينتش

استهدفت زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند القصيرة لدول المنطقة والزيارة الحالية لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لمنطقة الخليج الفارسي ، تسويق وبيع السلاح للبلدان العربية وتشجيعها على الاستعداد لخوض الحروب ومواجهة الازمات .

فقد اجري الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قبل أيام محادثات في عدد من دول المنطقة منها السعودية ولبنان وكانت السعودية المحطة الرئيسة لزيارة الرئيس الفرنسي حيث قلده الملك السعودي اعلى وسام لبلاده.

الرئيس الفرنسي تناول مع الملك السعودي الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط وخاصة في سوريا ولبنان واعلن دعم بلاده للمعارضة السورية كما اتهم سوريا بزعزعة الامن والاستقرار في لبنان .كما تناول الرئيس الفرنسي خلال زيارته للسعودية البرنامج النووي الايراني معلنا التزام بلاده بالعقوبات المفروضة على ايران

والزعماء الاوروبيون يدركون جيدا ما يريده ملوك وامراء الخليج الفارسي منهم  ، وهم يتحدثون الى مضيفيهم بكلام معسول  وفيه قدر كبير من الدعم السياسي والمعنوي لهؤلاء الذين يواجهون  تحركات في بلدانهم  ومن جانب شعوبهم.

ويبدو ان الرئيس الفرنسي جاء الى المنطقة من اجل الاعلان عن اتفاق في وجهة نظره مع زعماء دول المنطقة حول قضايا عديدة منها الازمة السورية والبرنامج النووي الايراني والعقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران من اجل الحصول على موافقة هؤلاء  لبيعهم اسلحة ومعدات عسكرية بمليارات الدولارات.

وقد اعلنت السعودية خلال هذه الزيارة عن رغبتها لبناء مفاعلات نووية من قبل شركات فرنسية وهذا ما يكلف السعودية عشرات المليارات من الدولارات والهدف من وراء ذلك التنافس مع ايران في بناء مفاعلات نووية ولكن ليس بايدي خبراء وعلماء سعوديين ، بل بايدي خبراء فرنسيين وغربيين.

وتعتبر فرنسا ثالث شريك تجاري للسعودية  بعد الولايات المتحدة وبريطانيا، وقد اجرت السعودية محادثات مع الفرنسيين  لشراء  فرقاطات ونظام دفاع جوي كما  تم التوقيع على صفقة قيمتها مليار يورو لتحديث الاسطول السعودي، بواسطة شركة فرنسية متخصصة.

هذا ويزور رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون  دول الخليج الفارسي في محاولة منه لبيع هذه الدول اسلحة ومعدات عسكرية . وقد اجري رئيس الوزراء البريطاني محادثات في دولة الامارات العربية المتحدة تركزت على التعاون الدفاعي والتجاري، وتعزيز فرص بيع دول الخليج الفارسي مقاتلات "يوروفايتر تايفون".

و زار كاميرون قاعدة عسكرية بالامارات، تتواجد فيها قوات بريطانية ، والتقى نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء  حاكم دبي وولي عهد أبو ظبي الذي يتولى منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة وتباحث معهما حول بيع الامارات  الجيل المقبل من معدات الطيران. وقام كاميرون بجولة في مترو دبي الذي ساهمت شركات بريطانية في تصميمه وادارته.

وأوضح وزير الاقتصاد الاماراتي سلطان بن سعيد المنصوري بعد لقائه   كاميرون ان الجانبين يستهدفان "الوصول بحجم التبادل التجاري بين البلدين الى 12 مليار جنيه استرليني بحلول 2015" من نحو9,6 مليارات جنيه حاليا ..

وابدت الإمارات والسعودية وعمان إهتماما بشراء مقاتلات تايفون. وأشاربيان مكتب كاميرون  بان الحكومة تهدف إلى ضمان بيع أكثر من مئة طائرة للمنطقة خلال العام المقبل في صفقات ستساوي بشكل مباشر أكثر من ستة مليارات جنيه إسترليني. .

وأظهرت الإمارات رغبة في الاتفاق على صفقة تشمل 60 طائرة، أما السعودية فكانت ألمحت إلى رغبتها في اتفاقية جديدة، تضاف إلى 72 طائرة حصلت عليها بالفعل.

ولم تكتف دول الخليج الفارسي بشراء الاسلحة والمعدات من فرنسا وبريطانيا بل ان قطر والامارات طلبتا شراء أنظمة دفاع صاروخي من شركة لوكهيد مارتن الامريكية بقيمة 7.6 مليار دولار .وأبلغت وكالة التعاون الأمني الدفاعي التي تشرف على مبيعات الاسلحة الأمريكية لدول أجنبية اعضاء الكونغرس يوم الجمعة باقرارها المبيعات المحتملة.

وتواجه الدول الاوروبية حاليا ازمات اقتصادية حادة وما زيارة المسؤولين الاوروبيين لدول المنطقة الا دليل على  ان هذه الدول بحاجة الى اتفاقيات لبيع الاسلحة والمعدات والطائرات والانظمة الصاروخية الى مشيخات دول المنطقة من اجل تشغيل مصانع اسلحتها والحد من البطالة وحل الازمة الاقتصادية المستفحلة.

ويبدو ان زعماء البلدان الاوروبية الذين يلتقون ملوك وامراء دول الخليج الفارسي يصورون لهم البرنامج النووي الايراني على انه عامل توتر في المنطقة ويشجعونهم  على شراء انواع الاسلحة والمعدات العسكرية المصنعة في اوروبا والولايات المتحدة من اجل الاستعداد مواجهة اي حرب محتملة في المستقبل.

ومن نافلة القول ان الاسلحة والمعدات العسكرية التي يبيعها الاوروبيون والامريكان للدول العربية في الخليج الفارسي لايمكن لهذه الدول استخدامها بل انها مجبرة علي جلب خبراء امريكيين وغربيين لاستخدامها وتشغيلها وهذا ما يدر علي الاوروبيين والامريكيين مليارات الدولارات ويفسح  لخبرائهم المجال للتواجد في المنطقة سنوات وسنوات.

فسياسة البلدان الاوروبية في اخافة دول المنطقة من ايران ومن برنامجها النووي  ، تتلاقى مع سياسات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يدعو الى مواجهه البرنامج النووي الايراني ويعتبره خطرا على دول المنطقة.

شاكر كسرائي