مناورات ايران الواسعة للدفاع الجوي وحفظ التوازن العالمي

مناورات ايران الواسعة للدفاع الجوي وحفظ التوازن العالمي
الخميس ١٥ نوفمبر ٢٠١٢ - ٠٣:٢٤ بتوقيت غرينتش

يعتبر الخبراء العسكريون والاستراتيجيون ان تأمين القوة المكافئة هو خير ضمان لحماية الثوابت والقواعد الاساسية للدولة على مستوى صيانة الاستقلال والسيادة والتراب الوطني في مختلف جوانبه.

وتأتي مناورات ايران الواسعة للدفاع الجوي المسماة بـ(حماة سماء الولاية – 4) تأكيدا لهذه الرؤية المصيرية، باعتبار ان الظروف المحيطة بايران ومنطقة الخليج الفارسي والعالم الاسلامي كله، مشحونة بالكثير من التحديات الصهيوغربية، الامر الذي يتطلب جهوزية عالية تكون قادرة على التعامل باقتدار مع أي تهديد او عدوان خارجي يمكن ان يطاول مصالح الامة ومقدراتها.
فقد ثبت وبعد توالي الاعوام بل العقود، أن من الصعب التغاضي عن المشاريع الاجنبية المريبة، لاسيما ان التواطؤ الاقليمي (الخليجي – التركي) مع المشاريع الاستكبارية (الاميركية – الاوروبية – الاسرائيلية)، يزيد من تعقيد الازمات الراهنة بالمنطقة اكثر فاكثر، الشيء الذي يستدعي ايلاء اقصى حالات اليقظة والحذر والتأهب تحسبا للتحرکات او السلوكيات الاستفزازية المحتملة.
ومن الواضح ان مناورات ايران الجوية، هي احدى ضروريات الجهوزية والاستعداد والمرابطة، لكنها – طبعا لاتنطوي على اية نزعات هجومية، كونها تعتمد (استراتيجية الحروب الدفاعية) ومتطلباتها العصرية واسلحتها الفائقة التطور.
وقد اكد قائد الثورة الاسلامية آية الله خامنئي في معرض حديثه يوم الاربعاء (14/11/2012) لمفكري (المنتدى الرابع لبحث الافكار الاستراتيجية) على هذا المعنى حينما قال: (ان الشعب الايراني اليوم هو نهر عارم يطوي مسيرة التطور طيا) واستند سماحته الى المبادىء والقيم النبيلة والانسانية التي يتمتع بها الايرانيون باعتبارهم جزء لايتجزء من الامة الاسلامية التي سعت على الدوام الى المحافظة على سجاياها الحميدة واخلاقها الايمانية، الامر الذي جعل ابناءها مجبولين على حب الخير والسلام والتآلف والانسجام مع بني البشر كافة.
كما علل الامام الخامنئي اشكال الغطرسة والتجييش وازدواجية المعايير والتمييز السائدة في المجتمع الغربي، بانها (ناتجة عن تعامل مفكريه وباحثيه بانتقائية مع القضايا السامية في العالم كالحريات وحقوق الانسان والشعارات الحضارية الاخرى).
والواقع ان هذا التعامل الانتقائي مع قضايا الاهم والشعوب، هو الذي حرض صناع القرار الغربيين على اشعال العالم الاسلامي والشرق الاوسط بالحروب والاضطرابات والفتن، واغراقه بالارهابيين والتكفيريين، وانه لولا ذلك لما اندفع التحالف الصهيو الاميركي الى تفجير الامن والاستقرار في دول مثل سورية ولبنان والعراق تحقيقا لاهداف مختلفة ومتباينة مثل نشر الديمقراطية، والحرب على المقاومة الباسلة (حزب الله)، وضرب السلم الاهلي وغير ذلک.
وفي خضم هذه الاجواء الملتهبة اصبح من الواضح اهمية المناورات الجوية – الصاروخية التي تقوم بها القوات المسلحة الايرانية (الجيش وحرس الثورة الاسلامية) باعتبارها آلية ردعية مطلوبة في الوقت الحاضر. لكن اللافت هنا ان مناورات ايران الواسعة تنفذ في نطاق الحيز الجيوستراتيجي الايراني تحديدا، (على امتداد مساحة 850 الف كيلومترا مربعا من شمال شرق البلاد ونزولا الى جنوب شرقها) وبالاستفادة من احدث المنظومات الصاروخية مثل (يازهراء -3) و(هوغ)، واجهزة الرصد والمراقبة والرادارات المتطورة، فضلا عن استخدام سلاح الجو بما طرأ عليه من تحسينات استثنائية وذلك بفضل العقول والسواعد الايرانية التي حققت ابداعات رائعة في المجالات العلمية والتسليحية.
وكما الجمهورية الاسلامية، فان من واجب اية دولة اخرى في العالم، ان تدافع عن ترابها الوطني وحدودها الاقليمية برا وبحرا وجوا، لان ذلك يمثل "بيضة القبان" في حفظ التوازن العالمي، ومنع الهيمنة والتسلط والعدوان، وان هذه هي الاستراتيجية اللازمة في مقابل المشاريع الغربية التي تعمل في الوقت الراهن علي تدمير الامن والاستقرار والطمأنينة في المنطقة.

حميد حلمي زادة