أزمة غزة أكبر تحد لمرسي وزيارة قنديل فشلت في التهدئة

أزمة غزة أكبر تحد لمرسي وزيارة قنديل فشلت في التهدئة
الأحد ١٨ نوفمبر ٢٠١٢ - ٠٤:٢٢ بتوقيت غرينتش

اهتمت الصحف الأجنبية السبت، بالتعليق على تصاعد العنف بين غزة والكيان الإسرائيلي وتأثيره على مصر، قائلة إن التصعيد الأخير يمثل أكبر تحد أمام الرئيس محمد مرسي منذ انتخابه رئيساً للبلاد وأكدت أن زيارة رئيس الوزراء هشام قنديل، لقطاع غزة فشلت في التهدئة.

وشددت الصحف الاجنبية على أن الرئيس مرسي يسير على خط رفيع، في محاولة التوازن مع الإحساس بالمسؤولية عن الناخبين المصريين الذين يريدون الحفاظ على الاستقرار على الحدود التي لا تزال متقلبة.
وقالت مجلة «تايم» البريطانية، إن تصعيد الصراع «الإسرائيلي- الفلسطيني» وضع حكومة الرئيس مرسي، أمام أكبر تحد على صعيد السياسة الخارجية، والتي يسعى الرئيس سعياً دؤوبا لتمييزها عن سياسات الرئيس المخلوع حسني مبارك.
ورجحت المجلة أن تخضع قرارات مرسي المقبلة في ما يتعلق بهذا الصراع إلى الفحص والضغط المكثفين على الصعيدين الدولي والمحلي، وأنه لم يتخذ حتى الآن أي خطوات ملموسة من شأنها تهديد اتفاقية التسوية المبرمة بين مصر و"إسرائيل".
وقللت المجلة من شأن قرار سحب السفير المصري من تل أبيب، مشيرة إلى أن «مبارك اتخذ مثل هذا الإجراء أكثر من مرة على مدى الـ29 عاماً التي حكم فيها البلاد، كوسيلة لإرضاء الرأي العام، إبان اندلاع موجات عنف مماثلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين».
من جانبها أشارت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إلى أن الصراع بين إسرائيل والمسلحين فى قطاع غزة يمثل أول اختبار مهم للرئيس مرسي، فى الوقت الذى يسعى فيه إلى التوازن بين العلاقات الوثيقة مع الحكام الإسلاميين فى غزة، واحترام اتفاقية السلام التى وقعتها مصر مع إسرائيل، منذ أكثر من 30 عاماً.
وأضافت الصحيفة أنه «رغم اللهجة التى بدت أكثر غضباً وتحدياً من جانب القاهرة إزاء إسرائيل أكثر مما كان عليه الحال فى السابق، فأن قطع العلاقات مع إسرائيل سيضع العلاقات المصرية الضعيفة بالفعل مع الولايات المتحدة على أرضية مهزوزة، ويمكن أن يهدد المساعدات السنوية التى تتلقاها مصر من واشنطن، وتقدر بمليارى دولار»، حسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن المبعوث الأمريكى السابق للشرق الأوسط والمستشار الحالى لمعهد واشنطن، دينيس روس تهديدا مبطنا لمصر حيث قال : بينما تحاول مصر إظهار التضامن مع حماس، فإن آخر ما تريده أو تحتاجه هو صراع كبير فى غزة، وما لم يتحرك المصريون لإرجاع حماس، فإن الأمر ربما ينتهى بدفعهم ثمناً غالياً فيما يتعلق بالمساعدات التى يحصلون عليها من الخارج .
وأوضحت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، أن «موقف الرئيس مرسي من غزة يقدم مصر على أنها البطل العربي الجديد للفلسطينيين، كما أنه قدَم مصر جديدة بعد ثورة 25 يناير».
واعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن «الصراع المتصاعد فى غزة قد واجه الرئيس مرسي باختبار موجع لالتزاماته إزاء (حماس) وإزاء اتفاقية السلام مع إسرائيل، وإراقة الدماء فى غزة، من الناحية النظرية، يمثل فرصة مثالية للرئيس لاتخاذ موقف ضد إسرائيل فى الصراعات المستمرة  بينها وبين الدول العربية، لكن فى أول تصريحات علنية له على الأزمة، كان الرئيس مرسي هادئاً وتصالحياً، حيث تجنب الإدانات الحادة لإسرائيل، وأعرب عن تأييده للفلسطينيين فى غزة لكن لم يشر إلى (حماس)».
ورأت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأميركية، أن «زيارة (قنديل) إلى غزة فشلت في تحقيق الهدوء، وأحبطت الآمال في أنها قد تخفف الصراع المتنامي بين إسرائيل وحماس، حيث تتواصل عمليات القصف على القطاع».
وأضافت أن «مصر لا ترغب فى المساس بمعاهدة السلام مع إسرائيل، خشية فقدان الدعم الغربي والاستثمار، حتى لو كانت تسعى لإعادة دورها بصفتها الحامى العربي للمصالح الفلسطينية».
ووصفت صحيفة «جارديان» البريطانية، فى افتتاحيتها، الهجوم الإسرائيلى على غزة بأنه «أكبر تحدٍ لمصر على الإطلاق»، معتبرة أنه من أشد العواقب الدبلوماسية لما حدث.
وبدأت إسرائيل منذ، الأربعاء الماضي، عدوانا شاملا على قطاع غزة،  خلفت حتى الآن 42 شهيدا، بينهم أكثر من 8 أطفال، وأكثر من 400 مصاب، جراء سلسلة كثيفة من الغارات الجوية، فيما قتل 3 إسرائيليين بسقوط قذائف فلسطينية على جنوب إسرائيل.